صفي الدين الحلي
الشيخ صفي الدين عبدالعزيز بن سرايا بن أبي الحسن علي الطائي السنبسي، أديب معروف، اشتهر بمحسّناته البديعيّة. ولد في الحلة سنة 677 ه 1278 م ونشأ بها، وتوفي ببغداد سنة 750 ه 1349 م أو 752 ه 1351 م. تعاطي المترجم الأدب فمهر في فنون الشعر کلها، وتعاطي التجارة فسافر إلي الشام ومصر وماردين ومدح ملوک الأخيرة. هاجر المترجم من الحلة سنة 701 ه 1304 م أيام السلطان غازان علي أثر انتشار الفوضي والحروب في العراق وفقدان الأمن وخاصة في الحلة. وله في أميرالمؤمنين عليه السلام قوله: توالَ علياً وأبناءه إمام له عقد يوم الغدير له في التشهد بعد الصلاة فهل بعد ذکر إله السماء وله أيضاً: فواللَّه ما اختار الإله محمداً کذلک ما اختار النبي لنفسه وصيّره دون الأنام أخاً له وشاهد عقل المرء حسن اختياره [صفحه 256] وله فيه أيضاً: وجمعت في صفاتک الأضداد زاهد حاکم حليم شجاع شيم ما جمعن في بشر قط خلق يخجل النسيم من اللط ظهرت منک للوري مکرمات إن يکذّب هذا عداک فقد ک جل معناک أن يحيط به الشع وله أيضاً: أميرالمؤمنين أراک إذ ما وإن کررت ذکرک عند نغل فصرت إذا شککت بأصل شخص فليس يطيق سمع ثناک إلّا فها أنا قد خبرت بک البرايات فأنت محک أولاد الحلال وله مجيباً علي قصيدة ابن المعتز العباسي، قال: الا قل لشر عبيدالإله وباغي العباد وباغي العناد أأنت تُفاخر آل النبي بکم باهل المصطفي أم بهم [صفحه 257] أعنکم نفي الرجس أم عنهم أما الرجس والخمر من دأبکم وقلت: ورثنا ثياب «النبي» وعندک لا يُورَثُ الأنبيا فکذبت نفسک في الحالتين أجدَّک يرضي بما قلته؟ وکان بصفين من حزبهم وقد شمّر الموت عن ساقه فأقبل يدعو الي «حيدر» وآثر أن ترتضيه الأنام ليعطي الخلافة أهلاً لها وصلّي مع الناس طول الحياة فهلّا تقمّصها جدّکم إذا جعل الأمر شوري لهم أخامسهم کان أم سادساً؟ وقولک: أنتم بنو بنته بنو البنت أيضاً بنو عمه فدع في الخلافة فصلَ الخلاف وما أنتَ والفحص عن شأنها وما ساورتک سوي ساعةت فما کنتَ أهلاً لأسبابها وکيف يخصّوک يوماً بها؟ وقلت: بأنّکم القاتلون الي آخرها... [صفحه 258]
(677 ه- 752 ه)
تفز في المعاد وأهواله
بنص النبي وأقواله
مقام يخبّر عن حاله
وذکر النبي سوي آله
حبيباً وبين العالمين له مثل
علياً وصياً وهو لابنته بعل
وصنواً وفيهم من له دونه الفضل
فما حال من يختاره اللَّه والرسل
فلهذا عزت لک الأنداد
فاتک ناسک فقير جواد
ولا حاز مثلهن العباد
-ف وبأس يذوب منه الجماد
فأقرّت بفضلک الحساد
-ذّب من قبل قوم لوط وعاد
-رُ ويُحصي صفاته النقاد[1] .
ذکرتک عند ذي حسب صغي لي
تکدر عيشه وبغي قتالي
ذکرتک بالجميل من المقال
کريم الأصل محمود الخصال
وطاغي قريش وکذّابها
وهاجي الکرام ومغتابها
وتجحدها فضل أحسابها؟
فردّ العداة بأوصابها؟
لطهر النفوس وألبابها؟
وفرط العبادة من دابها؟
فکم تجذبون بأهدابها؟
فکيف حظيتم بأثوابها؟
ولم تعلم الشهد من صابها
وما کان يوماً بمرتابها
لحربِ الطغاة وأحزابها
وکشّرت الحرب عن نابها
بإرغابها وبإرهابها
من الحکمين لأسبابها
فلم يرتضوه لإيجابها
و«حيدر» في صدر محرابها
إذا کان إذ ذاک أحري بها؟
فهل کان من بعض أربابها؟
وقد جليت بين خطّابها
ولکن بنو العم أولي بها
وذلک أدني لأنسابها
فليست ذلولاً لرکّابها
وما قمّصوک بأثوابها
ولم تتأدّب بآدابها
أُسود أُمية في غابها
صفحه 256، 257، 258.