الخليعي
الشيخ علي بن عبدالعزيز بن أبي محمد، أبوالحسن جمال الدين الخليعي لقباً والموصلي أصلاً والحلي مسکناً ومدفناً. ولد من أبوين کانا مجاهرين بالنصب والعداء لآل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم، ونشأ هو علي مذهبهما، لکنه تشيع أخيراً واهتدي إلي سبيل الرشاد. وخلاصة تشيعه ونبذه لمذهب أبويه، أن أمه کانت قد نذرت إن رُزقت ولداً تبعثه لقطع سبيل زائري المشهد الحسيني، وقتل من يظفر به منهم. فولد لها المترجم، ولما بلغ مبلغ الرجال أرسلته للوفاء بنذرها، فلما بلغ ضواحي المسيب نزل للاستراحة فاستولي عليه النوم واجتازت عليه قوافل الزائرين، فوقع عليه الغبار الثائر من مسير الدواب والزوار، فرأي في نومه کأن القيامة قد قامت، وأمر به إلي النار، لکن النار لم تمسسه لما غشيه من ذلک الغبار، فانتبه مرعوباً وعدل عما کان ينويه من ذلک العمل، وهبط کربلاء واعتنق ولاء أهل البيت عليهم السلام. ومما نظم في تلک الحادثة؛ البيتان المشهوران: إذا شئت النجاة فزر حسيناً فإنّ النار ليس تمس جسماً والقصة أوردها کل من القاضي نور اللَّه المرعشي الشهيد سنة 1019 ه في [صفحه 252] مجالسه، والمحدث النوري الطبرسي المتوفي سنة 1320 ه في دار السلام. نقل الأميني في الغدير أن وفاته کانت سنة 750 ه 1349 م، وهناک رأي آخر يؤرّخها عام 850 ه. عارض قصيدة ابن هاني الأندلسي التي مطلعها: أليلتنا إذ أرسلت وارداً وحفا وقد نظم علي رويها قصيدة يمدح بها أميرالمؤمنين علياً عليه السلام أولها: أکفکف دمعي وهو لا يسأم الوکفا وأعجم داء الحب والوجد معرب وبت وعفت خلوتي وضمائري ومنها في المديح: ألم يشهدوا بدراً وخيبر بعدها ألم يعلموا إحياءک الميت دونهم فلله ما أعمي عيوناً عن الهدي ولا عجب أن يفسدوا دين أحمد وله أيضاً في قصيدة مطلعها: فاح أريج الرياض والشجرِ قوله: في فتية ينشر البليغ لهم من کل من يشرف الجليس له [صفحه 253] يورد ما جاء في «الغدير» وما مما روته الثقات في صحة ال لقد رقي المصطفي بخمّ علي ال أن عاد من حجة الوداع الي وقال يا قوم إن ربي قد إن لم أبلّغ ما قد أُمرتُ به وقال ان لم تفعل محوتک من إن خفت من کيدهم عصمتک فاس أقم علياً عليهم علماً ثم تلي آية البلاغ لهم وقال قد آن أن أجيب إلي ألست أولي منکم بأنفسکم فقال والناس محدقون به من کنتُ موليً له فحيدرة يا رب فانصر من کان ناصره فقمت لما عرفت موضعه فقلت يا خيرة الأنام بخٍ أصبحتَ مولي لنا وکنت أخاً ومنها يقول: أنکر قوم عيد الغدير وما [صفحه 254] حکّمک اللَّه في العباد به وأکمل اللَّه فيه دينهُم نعتک في محکم الکتاب وفي ال عليک عرض العباد تقض علي تظمئ قوماً عند الورود کما يا ملجأ الخائف اللهيف ويا لقبت بالرفض وهو أشرف لي [صفحه 255]
(...- 750 ه)
لکي تلقي الإله قرير عين
عليه غبار زوار الحسين
فبتنا نري الجوزاء في أذنها شنفا
وأخفي غرامي والصبابة لاتخفي
وأطوي حديثي والضني ينشر الصحفا
ولا غرو للحر الکريم إذا عفا
ويوم حنين والقنا يخرق الزغفا
وتکليمک الثعبان والشمس والکهفا
وللَّه ما أقسي قلوباً وما أجفي
وأن يلحدوا فيه وقد أسلموا عنفا[1] .
ونبّه الورق راقد السحرِ
وتراً فيهدي تمراً الي هجر
معطر الذکر طيب الخبر
حدّث فيه عن خاتم النذر
-نقل وما أسندوا الي عمر
أقتاب لا بالوني والحصر
منزله وهي آخر السفر
عاودني وحيه علي خطر
وکنت من خلقکم علي حذر
محکم النبيين فأخش واعتبر
-تبشر فإني لخير منتصر
فقد تخيّرته من البشر
والسمع يعنو لها من البصر
داعي المنايا وقد مضي عمري
قلنا: بلي فاقض حاکماً ومُر
ما بين مصغ وبين منتظر
مولاه يقفو به علي أثري
واخذل عداه کخذل مقتدر
من ربه وهو خيرة الخير
جاءتک منقادة علي قدر
فافخر فقد حزت خير مفتخر
فيه علي المؤمنين من نکر
وسرت فيهم بأحسن السير
کما أتانا في محکم السور
-توراة باد والسفر والزبر
من شئت منهم بالنفع والضرر
تروي اناساً بالورد والصدر
کنز الموالي وخير مدخر
من ناصبي بالکفر مشتهر
صفحه 252، 253، 254، 255.