ابن داود الحلّي











ابن داود الحلّي



(647 ه- 741 ه)

تقي الدين أبومحمد الحسن بن علي بن داود الحلّي، شاعر اديب وعالم فاضل مؤلف.

ولد في 5 جمادي الثانية عام 647 ه 1249 م، وتدرج في طلب العلم حتي نبغ في الفقه، والحديث، والرجال، والعربية، وعلوم شتّي. أخذ العلم عن المحقق الحلّي، والخواجه نصير الدين الطوسي، والسيد غياث الدين بن طاووس الحلّي، والشيخ سديد الدين الحلّي (والد العلامة)، وغيرهم کثير.

له مؤلفات جمة بلغت تسعة وعشرين مصنفاً.

لم نجد له تاريخ وفاة، غير أن الثابت أنه کان حيا عام 741 ه 1340 م.

وله في يوم الغدير قوله:


وإذا نظرتَ إلي خطاب «محمَّد»
يوم «الغدير» إذ استقرَّ المنزلُ

[صفحه 248]

مَن کنت مولاه فهذا «حيدر»
مولاه لا يرتاب فيه محصِّلُ


لعرفت نصَّ المصطفي بخلافة
من بعده غرّاء لا تتأوَّلُ[1] .


وله يرد علي من يقول باجماع الأمة علي خلافة أبي بکر قوله:


قلت لهم: دعواکم الإجماعا
ممنوعةٌ إذ ضدّها قد شاعا


وأيّ إجماع هنالک انعقدْ
والصفوة الأبرار ما منهم أحدْ


مثل عليِّ الصنو والعبّاسِ
ثمَّ الزبير هم سُراة النّاس


ولم يکن سعد فتي عباده
ولا لقيس إبنه إراده


ولا أبوذرُّ ولا سلمانُ
ولا أبوسفيان والنعمانُ


أعني ابن زيد لا ولا المقدادُ
بل نقضوا عليهمُ ما شادوا


وغيرهم ممَّن له اعتبارُ
لم يقنعوا بها ولم يختاروا


فلا يقال: إنّه إجماعُ
بل أکثر الناس له أطاعوا


لکنّما الکثرة ليست حجَّه
بل ربما في العکس کان أوجه


فاللَّه قد أثني علي القليلِ
في غير موضع من التنزيلِ


فسقط الإجماع باليقينِ
إلّا إذا کابرتمُ في الدِّينِ


لکنّني وافقتکم إلزاماً
ولم أقل بذلک التزاما


لأنَّني أعلم مثل الشمسِ
نصّ الغدير واضحاً عن لبسِ


وأنتمُ أيضاً نقلتموه
کنقلنا لکن رفضتموهُ


وله من قصيدة في يوم الغدير ذکرها صاحب الحجج القوية في إثبات الوصية:


أفما نظرت إلي کلام محمد
يوم الغدير وقد أقيم المحملُ


من کنت مولاه فهذا حيدر
مولاه لا يرتاب فيه محصل


نص النبي عليه نصاً ظاهراً
بخلافة غراء لا تتأَوَّل

[صفحه 249]


صفحه 248، 249.








  1. وردت الابيات بشکل آخر في البابليات نذکرها في آخر ترجمته.