بهاء الدين الأربلي











بهاء الدين الأربلي



(...- 693 ه)

أبوالحسين علي بن فخر الدين بن أبي الفتح الأربلي الوزير، المعروف ببهاء الدين، عالمٌ فاضلٌ أديب جامعٌ للمحاسن، مادحٌ للأئمة الطاهرين عليهم السلام جميعهم في قصائد له معروفة. نزيل بغداد ودفينها. من أعاظم العلماء في الأدب ويکفيه سفره «کشف الغمّة» عن کل بيان وقد قال فيه جمال الدين الحلي:


ألا قل لجامع هذا الکتاب
يمينا لقد نلت أقصي المراد


توفي عام 693 ه 1294 م، وله ديوان شعرٍ وعدّة رسائل، وخلف مليوني درهم تسلمها ابنه أبوالفتح ومحقها کلها ومات صعلوکاً.

وله في مدح الإمام علي قوله:


وإلي أميرالمؤمنين بعثتها
مثل السفاين غُمن في تيَّارِ


تحکي السّهام إذا قطعن مفازةً
وکأنَّها في دقَّة الأوتار


شرفٌ أقرَّ به الحسود وسؤددٌ
شاد العلاء ليَعربٍ ونزارِ


سل عنه بدراً إذ جلا هبواتها
بشباة خطيٍّ وحدِّ غرارِ


حيث الأسنَّة کالنجوم منيرة
تخفي وتبدو في سماء غبارِ


واسأل جموع هوازنٍ عن حيدر
وحذار من أسد العرين حذارِ


واسأل بخمّ عن علاه فإنّها
تقضي بمجد واعتلاء منارِ

[صفحه 237]

بولائه يرجو النّجاة مقصِّرٌ
وتحطّ عنه عظايم الأوزارِ


وله من قصيدة في کتابه «کشف الغمَّة» ص197 قوله:


بعليّ شيدت معالم دين ال
-لَّه والأرض بالعناد تمورُ


وبه أيَّد الإله رسول ال
-لَّه إذ ليس في الأنام نصيرُ


سل حُنيناً عنه وبدراً فمايخ
-بر عمّا سألت إلّا الخبيرُ


إذ جلا هبوة الخطوب وللحر
ب زنادٌ يشبُّ منها سعيرُ


حسدوه علي مآثر شتّيً
وکفاهم حقداً عليه الغديرُ


أسدٌ ماله إذا استفحل اليا
س سوي رنَّة السِّلاح زئيرُ


ثابت الجأش لا يروِّعه الخط
-ب ولا يعتريه فيه فتورُ


وله أيضاً:


سل عن عليّ مقامات عُرفن به
شدّت عري الدين في حلّ ومرتحلِ


بدراً وأُحداً وسل عنه هوازن في
أوطاس واسأل به في وقعة الجملِ


واسأل به إذ أتي الأحزاب يقدمهم
عمرو وصفِّين سل إن کنت لم تسلِ


کم من يد لک فينا يا أباحسن!
يفوق نائلها صوب الحيا الهطلِ؟


وکم کشفت عن الإسلام فادحة
أبدت لتفرس عن أنيابها العضلِ؟


وکم نصرت رسول اللَّه منصلتاً
کالسَّيف عُرّيَ مَتْناهُ من الخللِ؟


ورُبَّ يوم کظلِّ الرّمح ما سکنت
نفس الشجاع به من شدَّة الوهلِ


جلوته بشبا البيض القواضب وال
-جرد السّلاهب والعسّالة الذبلِ


بذلت نفسک في نصر النبيِّ ولم
تبخل وما کنت في حال أخا بخلِ


وقمت منفرداً کالرّمح منتصباً
لنصره غير هيّاب ولا وکلِ


تردي الجيوش بعزم لو صدمت به
صمّ الصَّفا لهوي من شامخ القللِ

[صفحه 239]


صفحه 237، 239.