ابن طاووس
السيد جمال الدين أحمد بن موسي بن جعفر بن طاووس، أبوالفضائل الحسني، شاعر وعالم فاضل مؤلف، وهو أول من نظر في الرجال وتعرض لکلمات أربابها في الجرح والتعديل وما فيها من التعارض، وهو أول من قسم الأخبار إلي أقسامها الأربعة المشهورة: الصحيح، والموثّق، والحسن، والضعيف، واقتفي أثره تلميذه العلّامة الحسن بن داود صاحب الرجال وسائر من تأخر عنه، له تصانيف قيّمة عديدة اضافة الي ديوان شعره. توفي بالحلة سنة 1274-673 م. وفي مستدرک الوسائل للشيخ النوري أن وفاته کانت سنة 677 ه 1278 م. وله في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام هذه الأبيات: ومن عجب أن يهزأ الليل بالضحي ويسطو علي البيض الرقاق ثمامة ويسمو علي حال من المجد عاطل ويبغي مزايا غاية السبق مقعد غرائب لا تنفک للدهر شيمة وللشهب الشم الزواهر مجدها عدتک أميرالمؤمنين نقائض [صفحه 233] غلا فيک غال وانزوي عنک ساقط عجبت لغال سار في تيه غيِّه ويغنيک مدح الآي عن کل مدحة وقال عند عزمه علي التوجه إلي مشهد أميرالمؤمنين عليه السلام: أتينا تباري الريح منا عزائم من الغرر الصيد الأماجد سنخه اذا استنجدوا للحادث الضخم سددوا وها نحن من ذاک الفريق يهزنا وأنت الکمي الأريحي فتي الوري وإلا فمن تجلو الحوادث شمسه وقال وقد تأخر حصول سفينة يتوجه بها إلي الحضرة الغروية: لئن عاقني عن قصد ربعک عائق تصاحب أرواح الشمال إذا سرت ولو سکنت ريح الشمال لحرّکت [صفحه 234]
(...- 673 ه)
ويهزأ بالأسد الغباب الفراعل
ويعلو علي الرأس الرفيع الأسافل
ويبغي المدي الأسمي المعلي الأراذل
وقد قيدته بالصغار السلاسل
فسيّان فيها آخر وأوائل
وإن جهلت تبغي مداها الجنادل
وجزت المدي تنحط عنک الکوامل
فسمتهما عن منهج الحق مائل
وقالٍ رمته بالضلال المجاهل
مناقب يتلوها خبير وجاهل
إلي ملک يستثمر الغوث آمله
نجوم إذا ما الجو غابت أوافله
سهامهم حتي تصاب مقاتله
رجاء تهز الاريحي وسائله
فروِّ سحابا ينعش الجدب هامله
وتکفي به من کل خطب نوازله
فوجدي لأنفاسي إليک طريق
فلا عائق إذ ذاک عنک يعوق
سواکنها نفس إليک تشوق[1] .
صفحه 233، 234.