ابومحمد المنصور
المنصور باللَّه الإمام الحسن بن محمد بن أحمد اليمني، عالم فاضل مؤلف وشاعر مقلّ، أحد أئمة الزيدية في اليمن برع في الحديث والأدب وقرض الشعر، وکان متمکناً في الحِجاج والمناظرة ويدل علي هذا کتابه «أنوار اليقين» الذي شرح فيه أرجوزته في الإمامة، وقد اقتطفنا منها موضع الحاجة [صفحه 229] واثبتناه هنا. بويع له بالإمامة بعد قتل الإمام أحمد بن الحسين، وتوفي في رغافة- من مدن صعدة- في محرم من عام 670 ه 1271 م. وله في الإمامة قوله: ألحمدُ للمهيمن الجبّارِ يا سائلي عمَّن له الإمامهْ خذ نفثاتي عن فؤادٍ منصدعْ لحادثٍ بعد النبيِّ متَّسعْ الأمر من بعد النبيِّ المرسلِ کان بنصِّ الواحد الفرد العلي والأمر فيه ظاهرٌ مشهورُ وکيف يخفي من صباح نورُ؟ وکان في البيت العتيق مولدهْ وهو الذي کان أخاً للمصطفي واقتسما نورهما المشرَّفا بلّغ عن ربِّ السَّما براءه وکان للإسلام کالمراءه إختار ذو العرش عليّاً نفسه وهو الوليُّ أيّهذا السّامعُ وهو وليُّ الحَلِّ والإبرامِ بحکم ذي الجلال والإکرامِ [صفحه 230] وآيةٌ قاضيةٌ بالطَّاعه ثمَّ أولي الأمر من الجماعه والمصطفي المنذر وهو الهادي في ليلة الغار من الأعادي يرمونه في الليل بالحجاره فاتَّخذ الصَّبر لها دثاره حتّي بدا وجه الصَّباح طالعا فانهزموا يمعر کلٌ راجعاً فأنزل الرَّحمن يشري نفسهُ ألم يقل فيه النبيُّ المنتجبْ وقال أيضاً فيه: أقضاکم عليْ ومثله: عيبة علمي والملي أحاط بالتوراة والإنجيلِ بل أيّهم قال له: الحقّ معه وهو يقول: علّم التنزيلا آياته إذ فصّلت تفصيلا وعلّم المجمل والمفصَّلا وهو المناجي بعد دفع الصّدقة وآية الوقوف للسؤال وقيل: جاءت آية الإيذاءِ وقيل: جاءت آية السِّقايه فيه فأکرم ببداه آيه وآيةٌ واردةٌ في الأذُنِ وکم وکم من آية منزَّلهْ کآية الودِّ من الرّحمنِ وآية التّطهير في الجماعه والأمر بالصّلاة فيهم نزلا وقال فيه المصطفي: أنت الولي وهل سمعت بحديث مولي وهل سمعت بحديث المنزلهْ [صفحه 231]
(670 -596 ه)
مکوّر الليل علي النّهار
بعد رسول اللَّه والزَّعامهْ
يکاد من بثٍّ وحزنٍ ينقطعْ
شتَّت شمل المسلمين المجتمعْ
من غير فصلٍ لابن عمِّه علي
وحکمه علي العدوِّ والولي
في النَّاس لا ملغيً ولا مستورُ
لکن يزلّ الخطل المحسورُ
وأُمّه إذ دخلت لا تقصدهْ
بحکم ربِّ العالمين وکفي
فاعدد لهم کمثل هذا شرفا
واختير للتبليغ والقراءه
فاجعل هديت خصمه وراءه
جهراً وخلّي جنَّه وإنسهُ
مؤتي الزَّکاة المرء وهو راکعُ
والأمر والنهي علي الأنامِ
وما قضاه في أولي الأرحامِ
للَّهِ والرَّسول ذي الشّفاعه
فهي له قد فاز من أطاعه
وهو له الفادي ونعم الفادي
تحت ظلال القضَّب الحدادِ
لعلّها تبدو لهم أماره
والموت إذ ذاک يشبُّ ناره
وقام فيه ضيغماً مسارعا
فاستقبل الأزواج والودايعا
لمّا ابتغي رضاءه وقدسه
قولاً صريحاً: أنت فارس العربْ
ومثله: أعلمکم عن النبي
أنّي يکون هکذا غير الوصي؟
وبالزَّبور يا ذوي التفضيلِ
وهو مع الحقِّ الذي قد شرعه؟
منّي وفيما نزلت نزولا
يا حبَّذا سبيله سبيلا؟
ومحکم الآيات حيث نزلا
ثمَّ غدت أبوابها مغلّقه
في المرتضي حقّاً أبي الأشبالِ
فيه بلا شکٍّ ولا امتراءِ
وآية الإيمان والهدايه
ليس له في الفضل من نهايه
فإنَّها في السيّد المؤتمنِ
فيه من اللَّه أتت مفصّله؟
وهکذا کرايم القرآنِ
أهل الکساء المرتدين الطاعه
خير البريّات الألي حازوا العلا
ومثله: أنت الوزير والوصي
يوم «الغدير» والصّحيح أولي؟
يجعل هارون النبيّ مَثَله؟
صفحه 229، 230، 231.