ابومحمد المنصور











ابومحمد المنصور



(670 -596 ه)

المنصور باللَّه الإمام الحسن بن محمد بن أحمد اليمني، عالم فاضل مؤلف وشاعر مقلّ، أحد أئمة الزيدية في اليمن برع في الحديث والأدب وقرض الشعر، وکان متمکناً في الحِجاج والمناظرة ويدل علي هذا کتابه «أنوار اليقين» الذي شرح فيه أرجوزته في الإمامة، وقد اقتطفنا منها موضع الحاجة

[صفحه 229]

واثبتناه هنا.

بويع له بالإمامة بعد قتل الإمام أحمد بن الحسين، وتوفي في رغافة- من مدن صعدة- في محرم من عام 670 ه 1271 م.

وله في الإمامة قوله:


ألحمدُ للمهيمن الجبّارِ
مکوّر الليل علي النّهار


يا سائلي عمَّن له الإمامهْ
بعد رسول اللَّه والزَّعامهْ


خذ نفثاتي عن فؤادٍ منصدعْ
يکاد من بثٍّ وحزنٍ ينقطعْ


لحادثٍ بعد النبيِّ متَّسعْ
شتَّت شمل المسلمين المجتمعْ


الأمر من بعد النبيِّ المرسلِ
من غير فصلٍ لابن عمِّه علي


کان بنصِّ الواحد الفرد العلي
وحکمه علي العدوِّ والولي


والأمر فيه ظاهرٌ مشهورُ
في النَّاس لا ملغيً ولا مستورُ


وکيف يخفي من صباح نورُ؟
لکن يزلّ الخطل المحسورُ


وکان في البيت العتيق مولدهْ
وأُمّه إذ دخلت لا تقصدهْ


وهو الذي کان أخاً للمصطفي
بحکم ربِّ العالمين وکفي


واقتسما نورهما المشرَّفا
فاعدد لهم کمثل هذا شرفا


بلّغ عن ربِّ السَّما براءه
واختير للتبليغ والقراءه


وکان للإسلام کالمراءه
فاجعل هديت خصمه وراءه


إختار ذو العرش عليّاً نفسه
جهراً وخلّي جنَّه وإنسهُ


وهو الوليُّ أيّهذا السّامعُ
مؤتي الزَّکاة المرء وهو راکعُ


وهو وليُّ الحَلِّ والإبرامِ
والأمر والنهي علي الأنامِ


بحکم ذي الجلال والإکرامِ
وما قضاه في أولي الأرحامِ

[صفحه 230]

وآيةٌ قاضيةٌ بالطَّاعه
للَّهِ والرَّسول ذي الشّفاعه


ثمَّ أولي الأمر من الجماعه
فهي له قد فاز من أطاعه


والمصطفي المنذر وهو الهادي
وهو له الفادي ونعم الفادي


في ليلة الغار من الأعادي
تحت ظلال القضَّب الحدادِ


يرمونه في الليل بالحجاره
لعلّها تبدو لهم أماره


فاتَّخذ الصَّبر لها دثاره
والموت إذ ذاک يشبُّ ناره


حتّي بدا وجه الصَّباح طالعا
وقام فيه ضيغماً مسارعا


فانهزموا يمعر کلٌ راجعاً
فاستقبل الأزواج والودايعا


فأنزل الرَّحمن يشري نفسهُ
لمّا ابتغي رضاءه وقدسه


ألم يقل فيه النبيُّ المنتجبْ
قولاً صريحاً: أنت فارس العربْ


وقال أيضاً فيه: أقضاکم عليْ
ومثله: أعلمکم عن النبي


ومثله: عيبة علمي والملي
أنّي يکون هکذا غير الوصي؟


أحاط بالتوراة والإنجيلِ
وبالزَّبور يا ذوي التفضيلِ


بل أيّهم قال له: الحقّ معه
وهو مع الحقِّ الذي قد شرعه؟


وهو يقول: علّم التنزيلا
منّي وفيما نزلت نزولا


آياته إذ فصّلت تفصيلا
يا حبَّذا سبيله سبيلا؟


وعلّم المجمل والمفصَّلا
ومحکم الآيات حيث نزلا


وهو المناجي بعد دفع الصّدقة
ثمَّ غدت أبوابها مغلّقه


وآية الوقوف للسؤال
في المرتضي حقّاً أبي الأشبالِ


وقيل: جاءت آية الإيذاءِ
فيه بلا شکٍّ ولا امتراءِ


وقيل: جاءت آية السِّقايه
وآية الإيمان والهدايه


فيه فأکرم ببداه آيه
ليس له في الفضل من نهايه


وآيةٌ واردةٌ في الأذُنِ
فإنَّها في السيّد المؤتمنِ


وکم وکم من آية منزَّلهْ
فيه من اللَّه أتت مفصّله؟


کآية الودِّ من الرّحمنِ
وهکذا کرايم القرآنِ


وآية التّطهير في الجماعه
أهل الکساء المرتدين الطاعه


والأمر بالصّلاة فيهم نزلا
خير البريّات الألي حازوا العلا


وقال فيه المصطفي: أنت الولي
ومثله: أنت الوزير والوصي


وهل سمعت بحديث مولي
يوم «الغدير» والصّحيح أولي؟


وهل سمعت بحديث المنزلهْ
يجعل هارون النبيّ مَثَله؟

[صفحه 231]


صفحه 229، 230، 231.