مجد الدين بن جميل
مجد الدين محمد بن منصور بن جميل الجبائي الغزاري شاعرٌ فاضل. ولد في جبارية من نواحي هيت. قدم بغداد وقرأ بها الأدب ولازم مصدق ابن شبيب الواسطي النحوي حتي برع في النحو واللغة والفقه والفرائض والحساب، وأخذ الحديث عن جماعة منهم القاضي أبوالفتح المندائي الواسطي. وقد ولي أمور المال في خلافة الناصر العباسي. ونقل عنه القفطي أنه کان ظالماً فيما يتولاه. عزل من ولاياته کلها يوم السبت 23 ربيع اول 611 ه. توفي في منتصف شعبان من عام 616 ه 1219 م ودفن في مقابر قريش- المشهد الکاظمي-. وله في مدح الإمام عليه السلام قوله: ألمّت وهي حاسرةٌ لثاما وقالت: أقصدتک يد الليالي فقلت لها: کذاک الدَّهر يجني فأنِّي سوف أدعو اللَّه فيه تزور فتيً کأنَّ أباقبيس ولو رمق السَّماء وليس فيها وتلثم من تراب أبي تراب [صفحه 210] بقصد أخي النبيِّ ومن حباه ومَن أعطاه يوم (غدير خمِّ) ومن رُدَّت ذکاءُ له فصلّي وآثر بالطَّعام وقد توالت بقرص من شعير ليس يرضي فردَّ عليه ذاک القرص قرصاً أباحسن وأنت فتيً إذا ما فکيف يخاف حادثة الليالي [صفحه 211]
(...- 616 ه)
وقد ملأت ذوائبها الظلاما
وکنت لخائف منها عصاما
فقرِّي وارقبي الشَّهر الحراما
وأجعل مدح (حيدرة) إماما
تسنّم منکبيه أو شماما
حياً لاستمطرت غيثاً رکاما
تراباً يُبرئ الدّاء العقاما
بأوصاف يفوق بها الأناما
صريح المجد والشرف القدامي
أداءً بعد ما ثنَتِ اللثاما
ثلاثٌ لم يذق فيها طعاما
سوي الملح الجريش له إداما
وزاد عليه ذاک القرص جاما
دعاه المستجير حميً وحاما
فتيً يعطيه (حيدرةٌ) ذماما؟
صفحه 210، 211.