الفقيه عمارة
الفقيه نجم الدين أبومحمد عمارة بن أبي الحسن علي بن زيدان الحکمي اليمني. شاعر وعالم فاضل مؤلف. أرسله والده عام 531 ه إلي زبيد مع الوزير مسلم بن سخت فنزل فيها أربع سنين لا يفارق المدرسة إلا لصلاة الجمعة، وبعدها عاد إلي تهامة موطنه. حجّ بيت اللَّه الحرام مع الملکة أم فاتک ملک زبيد، ثم ثانياً العام 549 ه الذي تولي فيه قاسم بن هاشم بن فليتة ولاية الحرمين الشريفين بعد وفاة والده؛ فألزمه السفارة عنه إلي مصر وکان يومها الخليفة فيها الفائز بن الظافر ووزيره الملک الصالح المار ذکره. ولما استولي صلاح الدين علي الحکم وقضي علي آخر خلفاء الفاطميين؛ رثاهم بقصيدة طويلة مطلعها: لا تندبنْ ليلي ولا أطلالها واندب هديت قصور سادات عفت فاتصل خبرها بصلاح، وکان قد وشي عنده بالمترجم وجماعة أنهم يحاولون إعادة الملک إلي أحد أولاد العاضد فقبض عليهم يوم الاحد 23 شعبان عام 569 ه 1173 م وصلبوا يوم السبت في شهر رمضان من نفس السنة. وله في الغدير والولاية قوله: [صفحه 202] ولاؤک مفروضٌ علي کلِّ مسلمٍ ورثت الهدي عن نصّ عيسي بن حيدر وقال: أطيعوا لابن عمّي فإنَّه کذاک وصيّ المصطفي وابن عمّه علي مُستويً فيه قديمٌ وحادثٌ ملکت قلوب المسلمين ببيعةٍ وأوتيت ميراث البسيطة عن أبٍ [صفحه 203]
(513 ه- 569 ه)
يوما وإن ظعنت بها أجمالها
قد نالهم ريب الزمان ونالها
وحبّک مفروطٌ وأفضل مغنمِ
وفاطمةٍ لا نصَّ عيسي بن مريمِ
أميني علي سرِّ الإله المکتَّمِ
إلي منجد يوم «الغدير» ومتهمِ
وإن کان فضل السبق للمتقدِّم
أمدَّت بعقدٍ من ولائک مبرمِ
وجدٍّ مضي عنها ولم يتقسَّمِ
صفحه 202، 203.