القاضي الجليس











القاضي الجليس



(...- 561 ه)

أبوالمعالي عبدالعزيز بن الحسين بن الحباب الأغلبي السعدي شاعر حسن الشعر، أحد ندماء الملک الصالح ابن رزيک المار ترجمته في هذا المصنف؛ ومنه جاء لقب الجليس علي الأغلب.

توفي عام 561 ه 1165 م.

وله في الغدير قوله:


دعاه لوشک البين داعٍ فأسمعا
وأودع جسمي سقمه حين ودَّعا


إلي أن يقول:


تصاممتُ عن داعي الصبابةوالصبي
ولبَّيتُ داعي آل أحمد إذ دعا


أبوهم وصيُّ المصطفي حاز علمه
وأودعه من قبل ما کان أودعا


أقام عمود الشرع بعد اعوجاجه
وساند رکن الدين أن يتصدّعا


وواساه بالنفس النفيسة دونهم
ولم يخش أن يلقي عداه فيجزعا


وسمّاه مولاهم وقد قام معلناً
ليتلوَه في کلِّ فضل ويشفعا


فمن کشف الغمّاء عن وجه أحمد
وقد کربت أقرانه أن يقطّعا؟!


ومَن هزَّ باب الحصن في يوم خيبر
فزلزل أرض المشرکين وزعزعا؟!


وفي يوم بدرٍ من أحنَّ قليبها
جسوماً بها تدمي وهاماً مقطَّعا؟!


لوي غدره يوم «الغدير» بحقِّه
وأعقبه يوم «البعير» واتبعا

[صفحه 196]

وله في المقام من قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام قوله:


إن خانها الدمع الغزيرُ
فمن الدّماء لها نصيرُ


کلّا ولا ظلم الوصيِّ
وحقّه الحقّ الشهيرُ


نطق النبيُّ بفضله
وهو المبشِّر والنذيرُ


جحدوه عقد ولايةٍ
قد غرَّ جاحده الغرورُ


غدروا به حسداً له
وبنصِّه شهد «الغديرُ»


حظروا عليه ما حبا
ه بفخره وهمُ حضورُ


يا اُمّةً رعت السّها
وإمامها القمر المنيرُ


إن ضلَّ بالعجل اليهو
د فقد أضلّکم البعيرُ


وله من قصيدة تناهز 29 بيتاً ملطعها:


حبِّيَ آل رسول اللَّه يعصمني
من کلِّ إثمٍ وهم ذخري وهم جاهي


إذا علقت بحبلٍ من أبي حسنٍ
فقد علقت بحبلٍ في يد اللَّه


حمي الإله به الإسلام فهو به
يزهو علي کلِّ دين قبله زاهي


بعل البتول وما کنَّا لتهدينا
أئمَّةٌ من نبيِّ اللَّه لولا هي


نصَّ النبيّ عليه في «الغدير» فما
زواه إلّا ظنينٌ دينه واهي

[صفحه 197]


صفحه 196، 197.