القاضي الجليس
أبوالمعالي عبدالعزيز بن الحسين بن الحباب الأغلبي السعدي شاعر حسن الشعر، أحد ندماء الملک الصالح ابن رزيک المار ترجمته في هذا المصنف؛ ومنه جاء لقب الجليس علي الأغلب. توفي عام 561 ه 1165 م. وله في الغدير قوله: دعاه لوشک البين داعٍ فأسمعا إلي أن يقول: تصاممتُ عن داعي الصبابةوالصبي أبوهم وصيُّ المصطفي حاز علمه أقام عمود الشرع بعد اعوجاجه وواساه بالنفس النفيسة دونهم وسمّاه مولاهم وقد قام معلناً فمن کشف الغمّاء عن وجه أحمد ومَن هزَّ باب الحصن في يوم خيبر وفي يوم بدرٍ من أحنَّ قليبها لوي غدره يوم «الغدير» بحقِّه [صفحه 196] وله في المقام من قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام قوله: إن خانها الدمع الغزيرُ کلّا ولا ظلم الوصيِّ نطق النبيُّ بفضله جحدوه عقد ولايةٍ غدروا به حسداً له حظروا عليه ما حبا يا اُمّةً رعت السّها إن ضلَّ بالعجل اليهو وله من قصيدة تناهز 29 بيتاً ملطعها: حبِّيَ آل رسول اللَّه يعصمني إذا علقت بحبلٍ من أبي حسنٍ حمي الإله به الإسلام فهو به بعل البتول وما کنَّا لتهدينا نصَّ النبيّ عليه في «الغدير» فما [صفحه 197]
(...- 561 ه)
وأودع جسمي سقمه حين ودَّعا
ولبَّيتُ داعي آل أحمد إذ دعا
وأودعه من قبل ما کان أودعا
وساند رکن الدين أن يتصدّعا
ولم يخش أن يلقي عداه فيجزعا
ليتلوَه في کلِّ فضل ويشفعا
وقد کربت أقرانه أن يقطّعا؟!
فزلزل أرض المشرکين وزعزعا؟!
جسوماً بها تدمي وهاماً مقطَّعا؟!
وأعقبه يوم «البعير» واتبعا
فمن الدّماء لها نصيرُ
وحقّه الحقّ الشهيرُ
وهو المبشِّر والنذيرُ
قد غرَّ جاحده الغرورُ
وبنصِّه شهد «الغديرُ»
ه بفخره وهمُ حضورُ
وإمامها القمر المنيرُ
د فقد أضلّکم البعيرُ
من کلِّ إثمٍ وهم ذخري وهم جاهي
فقد علقت بحبلٍ في يد اللَّه
يزهو علي کلِّ دين قبله زاهي
أئمَّةٌ من نبيِّ اللَّه لولا هي
زواه إلّا ظنينٌ دينه واهي
صفحه 196، 197.