ابن العودي
وله في مديح أهل البيت قوله؛ ونقتطع منه موضع الحاجة: متي يشتفي من لاعج القلب مغرمُ بکيت علي ما فات منّي ندامة وأصفيت مدحي للنبيِّ وصنوه هم التين والزيتون آل محمَّد أبوهم أميرالمؤمنين وجدُّهم وقد علموا أنَّ الولاء لحيدر فما عذرهم للمصطفي في معادهم وما عذرهم إن قال: ماذا صنعتمُ عهدتُ إليکم بالقبول لأمره قلبتم لهم ظهر المجنّ وجرتمُ نصبتُ لکم بعدي إماماً يدلّکم وقد قلت في تقديمه وولائه [صفحه 182] عليٌّ غدا منّي محلّاً وقربةً شقيتم به شقوي ثمود بصالح لحي اللَّه قوماً أجلبوا وتعاونوا زووا عن أمير النحل بالظلم حقَّه وقد نصَّها يوم «الغدير» محمَّدٌ لقد جاءني في النصِّ: بلّغ رسالتي عليٌّ وصيّي فاتبعوه فإنَّه فقالوا: رضيناه إماماً وحاکماً أما قال: إنّي اليوم أکملتُ دينکم وقال: أطيعوا اللَّه ثمَّ رسوله أشوري؟ وإجماعٌ؟ ونصٌّ؟ خلافةٌ وصاحبها المنصوص عنها بمعزلٍ ولو أنَّه کان المولّي عليهمُ هو العالم الحَبر الذي ليس مثله وما زال في بدرٍ وأُحدٍ وخيبرٍ يکرُّ ويعلوهم بقائم سيفه وله قصيدةٌ أُخري يذکر فيها حديث الغدير ويراه نصّاً علي الإمامة والخلافة لأمير المؤمنين عليه السلام بعد النبيِّ الأعظم صلوات اللَّه عليه وآله أوّلها: بفنا الغريّ وفي عراص العلقم حتي يقول: أبني رسول اللَّه: إنَّ أباکُم [صفحه 183] آخاه من دون البريّة «أحمد» نصَّ الولاية والخلافة بعده ودعا له الهادي وقال ملبّياً حتَّي إذا قبض النَّبي وأصبحوا [صفحه 184]
أبوالمعالي سالم بن علي بن سلمان المعروف بابن العودي النيلي (نسبة إلي بلدة النيل الواقعة علي نهر النيل[1] المستمدّ من الفرات، شاعرٌ فاضلٌ، وقد ولد بها عام 478 ه 1085 م(.
وقد لجَّ في الهجران مَن ليس يرحمُ؟!
کأنِّي خنسٌ في البکا أو متمّمُ
وللنّفر البيض الذين همُ همُ
همُ شجر الطوبي لمن يتفهَّمُ
أبوالقاسم الهادي النبيُّ المکرَّمُ
ولکنَّه ما زال يؤذي ويُظلمُ
إذا قال: لِمْ خنتم عليّاً وجرتمُ؟!
بصنويَ من بعدي؟! وماذا فعلتم؟!
فلِمْ حلتمُ عن عهدهِ وغدرتُم؟!
عليهم وإحساني إليکم کفرتمُ
علي اللَّه فاستکبرتُم وظلمتمُ
عليکم بما شاهدتُم وسمعتمُ
کهارون من موسي فلِمْ عنه حلتمُ؟!
وکلُّ امرئٍ يبقي له ما يُقدِّمُ
علي «حيدر» فيما أساؤوا وأجرموا
عناداً له والطّهر يغضي ويکظمُ
وقال: ألا يا أيّها الناس فاعلموا
وها أنا في تبليغها المتکلّمُ
إمامکمُ بعدي إذا غبتُ عنکمُ
علينا وموليً وهو فينا المحکّمُ
وأتمتُ بالنعماء منّي عليکمُ؟!
تفوزوا ولا تعصوا أُولي الأمر منکُم
تعالوا علي الإسلام نبکي ونلطمُ
يُديمُ تلاوات الکتاب ويختمُ
إذن لهداهم فهو بالأمر أعلمُ
هو البطل القرم الهزبر الغشمشمُ
يفلُّ جيوش المشرکين ويحطمُ
إلي أن أطاعوا مکرهين وأسلموا
تُمحي الذنوب عن المسي ء المجرم
من دوحةٍ فيها النبوَّةُ تنتمي
واختصَّه بالأمر لو لم يُظلم
يوم «الغدير» له برغم اللُّوَّمِ
يا ربِّ قد بلّغت فاشهد واعلمِ
مثل الذباب تلوح حول المطعمِ
صفحه 182، 183، 184.