ابن العودي











ابن العودي



أبوالمعالي سالم بن علي بن سلمان المعروف بابن العودي النيلي (نسبة إلي بلدة النيل الواقعة علي نهر النيل[1] المستمدّ من الفرات، شاعرٌ فاضلٌ، وقد ولد بها عام 478 ه 1085 م(.

وله في مديح أهل البيت قوله؛ ونقتطع منه موضع الحاجة:


متي يشتفي من لاعج القلب مغرمُ
وقد لجَّ في الهجران مَن ليس يرحمُ؟!


بکيت علي ما فات منّي ندامة
کأنِّي خنسٌ في البکا أو متمّمُ


وأصفيت مدحي للنبيِّ وصنوه
وللنّفر البيض الذين همُ همُ


هم التين والزيتون آل محمَّد
همُ شجر الطوبي لمن يتفهَّمُ


أبوهم أميرالمؤمنين وجدُّهم
أبوالقاسم الهادي النبيُّ المکرَّمُ


وقد علموا أنَّ الولاء لحيدر
ولکنَّه ما زال يؤذي ويُظلمُ


فما عذرهم للمصطفي في معادهم
إذا قال: لِمْ خنتم عليّاً وجرتمُ؟!


وما عذرهم إن قال: ماذا صنعتمُ
بصنويَ من بعدي؟! وماذا فعلتم؟!


عهدتُ إليکم بالقبول لأمره
فلِمْ حلتمُ عن عهدهِ وغدرتُم؟!


قلبتم لهم ظهر المجنّ وجرتمُ
عليهم وإحساني إليکم کفرتمُ


نصبتُ لکم بعدي إماماً يدلّکم
علي اللَّه فاستکبرتُم وظلمتمُ


وقد قلت في تقديمه وولائه
عليکم بما شاهدتُم وسمعتمُ

[صفحه 182]

عليٌّ غدا منّي محلّاً وقربةً
کهارون من موسي فلِمْ عنه حلتمُ؟!


شقيتم به شقوي ثمود بصالح
وکلُّ امرئٍ يبقي له ما يُقدِّمُ


لحي اللَّه قوماً أجلبوا وتعاونوا
علي «حيدر» فيما أساؤوا وأجرموا


زووا عن أمير النحل بالظلم حقَّه
عناداً له والطّهر يغضي ويکظمُ


وقد نصَّها يوم «الغدير» محمَّدٌ
وقال: ألا يا أيّها الناس فاعلموا


لقد جاءني في النصِّ: بلّغ رسالتي
وها أنا في تبليغها المتکلّمُ


عليٌّ وصيّي فاتبعوه فإنَّه
إمامکمُ بعدي إذا غبتُ عنکمُ


فقالوا: رضيناه إماماً وحاکماً
علينا وموليً وهو فينا المحکّمُ


أما قال: إنّي اليوم أکملتُ دينکم
وأتمتُ بالنعماء منّي عليکمُ؟!


وقال: أطيعوا اللَّه ثمَّ رسوله
تفوزوا ولا تعصوا أُولي الأمر منکُم


أشوري؟ وإجماعٌ؟ ونصٌّ؟ خلافةٌ
تعالوا علي الإسلام نبکي ونلطمُ


وصاحبها المنصوص عنها بمعزلٍ
يُديمُ تلاوات الکتاب ويختمُ


ولو أنَّه کان المولّي عليهمُ
إذن لهداهم فهو بالأمر أعلمُ


هو العالم الحَبر الذي ليس مثله
هو البطل القرم الهزبر الغشمشمُ


وما زال في بدرٍ وأُحدٍ وخيبرٍ
يفلُّ جيوش المشرکين ويحطمُ


يکرُّ ويعلوهم بقائم سيفه
إلي أن أطاعوا مکرهين وأسلموا


وله قصيدةٌ أُخري يذکر فيها حديث الغدير ويراه نصّاً علي الإمامة والخلافة لأمير المؤمنين عليه السلام بعد النبيِّ الأعظم صلوات اللَّه عليه وآله أوّلها:


بفنا الغريّ وفي عراص العلقم
تُمحي الذنوب عن المسي ء المجرم


حتي يقول:


أبني رسول اللَّه: إنَّ أباکُم
من دوحةٍ فيها النبوَّةُ تنتمي

[صفحه 183]

آخاه من دون البريّة «أحمد»
واختصَّه بالأمر لو لم يُظلم


نصَّ الولاية والخلافة بعده
يوم «الغدير» له برغم اللُّوَّمِ


ودعا له الهادي وقال ملبّياً
يا ربِّ قد بلّغت فاشهد واعلمِ


حتَّي إذا قبض النَّبي وأصبحوا
مثل الذباب تلوح حول المطعمِ

[صفحه 184]


صفحه 182، 183، 184.








  1. هو غير نيل مصر الشهير.