الشريف المرتضي
الشريف ابو القاسم علي بن الطاهر ذي المنقبتين المتّصل نسبه الي الامام موسي بن جعفر عليهما الصلاة والسلام، إمام الفقه ومؤسس أصوله واستاذ الکلام ونابغة الأدب الملقّب بعلم الهدي، ولد سنة 355 ه 966 م، وقرأ هو وأخوه الرضي وهما صبيّان علي أشهر علماء عصرهما کالشيخ المفيد وغيره فاستويا علمَيْن للهدي والفضل مع صفات حميدة وشرف وجلال وارتقاء في المحامد والمکارم، ولي الشريف المرتضي نقابة الطالبيين، وتسنّم إمامة المذهب الحق فکثرت تلاميذه وازدهرت الحرکة العلمية في عصره وکثرت مؤلّفاته العظيمة المعتبرة واقتني عشرات الآلاف من الکتب، وحضر مجلسه العلماء والادباء والوزراء وکل ذي مرتبة وبقيت الدراسات الدينيّة مدينةً لنبوغه وما زال الأدب يثري باسلوبه الفخم، کتب الشعر وألّف في اللغة وعلومها فبرز أديباً کبيراً الي جانب علمه الجم، توفّي قدس سره سنة 436 ه 1044 م. واسأل به الجرد العتاق مغيرةً [صفحه 171] يحملن کل مدججٍ يقري الظبا قومي الذين وقد دجت سبُل الهدي غلبوا علي الشرف التليد وجاوزوا کم فيهم من قسورٍ متخمطٍ متنمرٍ والحرب إن هتفت به وملوّم في بذله ولطالما ومرفّع فوق الرجال تخاله جمعوا الجميل الي الجمال وإنما سائل بهم بدراً وأحداً والتي للَّه درُّ فوارسٍ في خيبر عصفوا بسلطان اليهود وأولجوا واستلحموا أبطالهم واستخرجوا ال وبمرحبٍ ألوي فتيً ذو جمرة إن حزّ حزّ مطبقاً أو قال قا فثناه مصفرَّ البنان کأنما «تهفو» العقاب بشلوه ولقد هفت أما الرسولُ فقد أبان ولاءَه أمضي مقالاً لم يقله معرّضاً وثني اليه رقابهم وأقامه ولقد شفي «يوم الغدير» معاشراً «قلقت» بهم أحقادهم فمرجّعٌ يا راکباً رقصت به مهريةٌ عج «بالغريّ» فإن فيه ثاوياً واقرا السلام عليه من کلَفٍ به فلو استطعت جعلت دار إقامتي [صفحه 172]
(355 ه- 436 ه)
يخبطن هاماً أو يطأن سنوَّرا
علقاً وأنفاس السوافي عثيرا
ترکوا طريق الدين فينا مقمرا
ذاک التليد تطرفاً وتخيرا
يردي إذا شاء الهزبر القسورا
أدَّته بسّام المحيّا مسفرا
اضحي جديراً في العلا أن يشکرا
يوم الخطابة قد تسنم منبرا
ختموا الي المرأي الممدَّح مخبرا
ردّت جبين بني الضلال معفَّرا
حملوا علي الاسلام يوماً منکرا
تلک الجوانح لوعة وتحسرا
-أزلام من أيديهم والميسرا
لا تصطلي وبسالةٍ «لا تُعتري»
ل مصدَّقاً أو رام رام «مطهّرا»
لطخ الحمامُ عليه صبغاً أصفرا
زمناً به شم الذوائب والذُّرا
لو کان ينفع «جائراً» أن ينذرا
وأشاد ذکراً لم يشده «مُغرَّرا»
علماً علي باب النجاة مشهرا
ثلجت نفوسهم «وأدوي» معشرا
نفساً ومانع أنةٍ أن تجهرا
اشبت بساحته الهموم فاصحرا
جبلاً تطأطأ فاطمأن به «الثري»
کشفت له حجب الصباح فأبصرا
تلک القبور الزُّهر حتي أقبرا
صفحه 171، 172.