الشريف المرتضي











الشريف المرتضي



(355 ه- 436 ه)

الشريف ابو القاسم علي بن الطاهر ذي المنقبتين المتّصل نسبه الي الامام موسي بن جعفر عليهما الصلاة والسلام، إمام الفقه ومؤسس أصوله واستاذ الکلام ونابغة الأدب الملقّب بعلم الهدي، ولد سنة 355 ه 966 م، وقرأ هو وأخوه الرضي وهما صبيّان علي أشهر علماء عصرهما کالشيخ المفيد وغيره فاستويا علمَيْن للهدي والفضل مع صفات حميدة وشرف وجلال وارتقاء في المحامد والمکارم، ولي الشريف المرتضي نقابة الطالبيين، وتسنّم إمامة المذهب الحق فکثرت تلاميذه وازدهرت الحرکة العلمية في عصره وکثرت مؤلّفاته العظيمة المعتبرة واقتني عشرات الآلاف من الکتب، وحضر مجلسه العلماء والادباء والوزراء وکل ذي مرتبة وبقيت الدراسات الدينيّة مدينةً لنبوغه وما زال الأدب يثري باسلوبه الفخم، کتب الشعر وألّف في اللغة وعلومها فبرز أديباً کبيراً الي جانب علمه الجم، توفّي قدس سره سنة 436 ه 1044 م.


واسأل به الجرد العتاق مغيرةً
يخبطن هاماً أو يطأن سنوَّرا

[صفحه 171]

يحملن کل مدججٍ يقري الظبا
علقاً وأنفاس السوافي عثيرا


قومي الذين وقد دجت سبُل الهدي
ترکوا طريق الدين فينا مقمرا


غلبوا علي الشرف التليد وجاوزوا
ذاک التليد تطرفاً وتخيرا


کم فيهم من قسورٍ متخمطٍ
يردي إذا شاء الهزبر القسورا


متنمرٍ والحرب إن هتفت به
أدَّته بسّام المحيّا مسفرا


وملوّم في بذله ولطالما
اضحي جديراً في العلا أن يشکرا


ومرفّع فوق الرجال تخاله
يوم الخطابة قد تسنم منبرا


جمعوا الجميل الي الجمال وإنما
ختموا الي المرأي الممدَّح مخبرا


سائل بهم بدراً وأحداً والتي
ردّت جبين بني الضلال معفَّرا


للَّه درُّ فوارسٍ في خيبر
حملوا علي الاسلام يوماً منکرا


عصفوا بسلطان اليهود وأولجوا
تلک الجوانح لوعة وتحسرا


واستلحموا أبطالهم واستخرجوا ال
-أزلام من أيديهم والميسرا


وبمرحبٍ ألوي فتيً ذو جمرة
لا تصطلي وبسالةٍ «لا تُعتري»


إن حزّ حزّ مطبقاً أو قال قا
ل مصدَّقاً أو رام رام «مطهّرا»


فثناه مصفرَّ البنان کأنما
لطخ الحمامُ عليه صبغاً أصفرا


«تهفو» العقاب بشلوه ولقد هفت
زمناً به شم الذوائب والذُّرا


أما الرسولُ فقد أبان ولاءَه
لو کان ينفع «جائراً» أن ينذرا


أمضي مقالاً لم يقله معرّضاً
وأشاد ذکراً لم يشده «مُغرَّرا»


وثني اليه رقابهم وأقامه
علماً علي باب النجاة مشهرا


ولقد شفي «يوم الغدير» معاشراً
ثلجت نفوسهم «وأدوي» معشرا


«قلقت» بهم أحقادهم فمرجّعٌ
نفساً ومانع أنةٍ أن تجهرا


يا راکباً رقصت به مهريةٌ
اشبت بساحته الهموم فاصحرا


عج «بالغريّ» فإن فيه ثاوياً
جبلاً تطأطأ فاطمأن به «الثري»


واقرا السلام عليه من کلَفٍ به
کشفت له حجب الصباح فأبصرا


فلو استطعت جعلت دار إقامتي
تلک القبور الزُّهر حتي أقبرا

[صفحه 172]


صفحه 171، 172.