مهيار الديلمي











مهيار الديلمي



(...- 428 ه)

أبوالحسن مهيار بن مرزويه الديلمي. شاعر مبدع، وأديب فاضل. رفع راية الأدب العربي وقدّم خدمات جليلة للغة الضاد.

شعره طافح بحبه لآل الرسول صلي الله عليه و آله وينم عن مذهبه الذي هو مذهب أئمة أهل بيت النبوّة. فتراه يقول فيهم مدحاً وثناءً ورثاءً ومتظلما لهم بحسب ما يقتضيه المقام.

أسلم علي يد الشريف الرضي رحمه الله عام 394 ه، وتخرج عليه في الأدب والشعر، فکان آية دهره وفريدة عصره ووحيد مصره، فاق أقرانه وبزّ نظراءَه في ما کتب وما نظم.

توفي ليلة الأحد الخامس من جمادي الآخرة عام 428 ه 1036 م.

وله في غدير خم قوله:


هل بعد مفترق الأظعان مجتمعُ؟!
أم هل زمانٌ بهم قد فات يُرتجعُ؟!


حتي يقول:


ميثاقه فيهمُ ملقيً وأمَّته
معْ مَن بغاهم وعاداهم له شِيَع


تضاع بيعته يوم «الغدير» لهم
بعد الرِّضا وتُحاط الروم والبيعُ


وقائل لي: عليٌّ کان وارثه
بالنصِّ منه فهل أعطوه؟! أم منعوا؟!


فقلت: کانت هناتٌ لستُ أذکرها
يجزي بها اللَّهُ أقواماً بما صنعوا

[صفحه 167]

مرٌ، «عليٌّ» بعيدٌ من مشورته
مستکرَهٌ فيه و «العبّاس» يَمتنعُ


فأيّ خُلف کخلف کان بينکُم
لولا تُلفَّق أخبارٌ وتصطنعُ؟!


واسألهم يوم «خُمّ» بعدما عقدوا
له الولايةَ لمْ خانوا ولِمْ خلعوا؟!


قولٌ صحيحٌ ونيّاتٌ بها نَغَلٌ
لا ينفع السيف صَقلٌ تحته طبعُ


إنکارهم يا أميرالمؤمنين لها
بعد اعترافهُمُ عارٌ به ادَّرعوا


ونکثهم بک ميلاً عن وصيَّتهم
شرعٌ لعمرک ثان بعده شرعوا


وله أيضاً في المعني قوله:


حملوها يوم «السَّقيفة» أوزا
راً تخفُّ الجبال وهي ثِقالُ


ثمَّ جاؤوا من بعدها يستقيلو
نَ وهيهات عثرةٌ لا تُقالُ


يالها سوأة إذا أحمد قا
م غداً بينهم فقال وقالوا!


ربعُ همّي عليهمُ طللٌ با
قٍ وتَبلي الهمومُ والأطلالُ


يا لقوم إذ يقتلون عليّاً
وهو للمحل فيهمُ قتّالُ


ويُسرّون بغضه وهو لا تُق
-بلُ إلّا بحبِّه الأعمالُ


وتحال الأخبار واللَّه يدري
کيف کانت يوم «الغدير» الحالُ


وأيضاً:


وهبِ «الغديرِ» أبوا عليه قوله
بغياً فقل: عدوا سواه مساعيا


بدراً واُحداً أُختها من بعدها
وحنين وقّاءً بهنَّ فصاليا


والصخرة الصمّاء أخفي تحتها
ماءً وغير يديه لم يک ساقيا


وتدبّروا خبرَ اليهود بخيبرٍ
وارضوا بمرحب وهو خصم قاضيا


هل کان ذاک الحصن يرهب هادماً
أو کان ذاک الباب يفرق داحيا؟!

[صفحه 168]

وتفکّروا في أمر عمرٍو أوَّلا
وتفکّروا في أمر عمرٍو ثانيا


وله من قصيدة قوله:


وقد جعل الأمر من بعده
لحيدر بالخبر المسندِ


وسمّاه موليً بإقرار مَن
لو اتَّبع الحقَّ لم يجحدِ


فملتم بها- حسدَ الفضل- عنه
ومن يک خير الوري يُحسدِ


يعزُّ علي هاشمٍ والنبيّ
تلاعب تَيمٍ بها أو عدي


وإرث عليٍّ لأولاده
إذا آية الإرث لم تُفسدِ


وله في رثاء أميرالمؤمنين عليه السلام قوله:


بنفسيَ من کانت مع اللَّه نفسه
إذا قلَّ يومَ الحقِّ مَن لم يجازفِ


إذا ما عزوا ديناً فآخر عابدٍ
وإن قسموا دنياً فأوَّل عائفِ


کفي يوم بدر شاهداً وهوازن
لمستأخرين عنهما ومزاحفِ


وخيبر ذات الباب وهي ثقيلة ال
-مرام علي أيدي الخطوب الخفائفِ


أباحسن إن أنکروا الحق (واضحاً)
علي أنَّه واللَّه إنکارُ عارفِ


فإلّا سعي للبين أخمص بازلٍ
وإلّا سمت للنعل إصبع خاصفِ


وإلّا کما کنت ابن عمٍّ ووالياً
صهراً وصنواً کان من لم يقارفِ


أخصَّک بالتفضيل إلّا لعلمه
بعجزهمُ عن بعض تلک المواقفِ


وله أيضاً:


لِمَن آية الباب يوم اليهود؟!
ومَن صاحبُ الجنِّ يوم الخسيف؟!


ومن جمعَ الدين في يوم بدرٍ
وأُحدٍ بتفريق تلک الصفوفِ؟!


وهدَّم في اللَّه أصنامهم
بمرآي عيون عليها عکوفِ؟!

[صفحه 169]

وله أيضاً:


بمَن باهل اللَّه أعداءه
فکان الرَّسول بهم أبهلا؟!


وهذا الکتاب وإعجازه
علي مَن؟ وفي بيت مِن نُزِّلا؟!


وبدرٌ، وبدرٌ، به الدين ت
-مَّ من کان فيه جميلَ البلا؟!


ومَن نام قومٌ سواه وقام؟
ومَن کان أفقَهَ أو أعدلا؟!


بمن فُصل الحکم يوم الجنين
فطبَّق في ذلک المَفصلا؟!


أأللَّه يا قومُ يقضي النبيُّ
مطاعاً فيُعصي وما غُسِّلا؟!


ويوصي فنخرص دعويً علي
-ه في ترکه دينه مهملا؟!


أيا راکباً ظهرَ مجدولةٍ
تخال إذا انبسطت أجدلا


وحيِّ وقل: يا نبيَّ الهدي
تأشَّب نهجُک واستوغلا


قضيتَ فأرمَضَنا ما قضيت
وشرعک قد تمَّ واستکملا


فرامَ ابنُ عمِّک فيما سنن
-تَ أن يتقبَّل أو يَمثُلا


فخانک فيه من الغادري
-ن من غيَّر الحقَّ أو بدَّلا


ولمّا امتطاها «عليٌّ» اخو
ک ردّ إلي الحقِّ فاستثقِلا


وجاؤوا يسومونه القاتلين
وهم قد وَلَوا ذلک المقتَلا


وأيضاً:


إن يحسدوک فلفرط عجزهم
في المشکلاتِ ولما فيک کملْ


ألصنو أنت والوصيُّ دونهم
ووارثُ العلم وصاحب الرسُلْ


وآکلُ الطائر والطارِدُ لِل
-صل ومن کلّمه قبلک صِلْ؟!


وخاصفُ النعل وذو الخاتم وال
-مُنهل في يوم القليب والمعِلْ


وفاصل القضيَّة العسراء في
يوم الجنين وهو حُکمٌ ما فصلْ


ورجعةُ الشَّمس عليک نبأٌ
تشعَّب الألباب فيه وتضِلّ


يا صاحبَ الحوض غداً لا حُلّئت
نفسٌ تواليک عن العَذب النهلْ

[صفحه 170]


صفحه 167، 168، 169، 170.