الصاحب بن عبّاد











الصاحب بن عبّاد



(385 -326 ه)

اسماعيل بن عباد بن العباس، شاعرٌ مشهورٌ، وعالم فاضل. ولد في العام 326 ه 937 م في اصفهان. صحب ابن العميد وصار کاتباً له. اتخذه الأمير منصور بن بويه صاحباً له وما إن أنس منه کفاية حتي لقبه بالصاحب کافي الکفاة.

نال الوزارة بعد تولي فخر الدولة البويهي الإمارة وبقي في وزارته حتي وفاته عام 385 ه 995 م.

اشتهر شعره بصفة الولاء لأهل البيت عليهم السلام.

ونفتتح هذه المختارات من شعره بأبيات يقول فيها:


حبُّ علي بن أبي طالبِ
أحلي من الشهدِ الي الشاربِ


لو شُقَّ عن قلبي يُري وسطه
سطران قد خُطّا بلا کاتبِ


ألعدلُ والتوحيد في جانبٍ
وحبُّ أهل البيتِ في جانبِ


ومن القصيدة الدالية- وهي تربو علي التسعين بيتاً- اخترنا هذه الأبيات ومطلعها:


لقد رحلتْ سُعدي فهل لکَ مُسعِدُ
وقد أنجدتْ عَلْواً فهل لک مُنْجِدُ


إلي أن قال:

[صفحه 109]

وأخْلَصُ مدحي للنبيِّ محمدٍ
وذريَّةٍ منها النبيُّ محمَّدُ


وأوصي الي خير الرجال ابن عمِّه
وإنْ ناصَبَ الأعداءُ فيه فما هُدُوا


تجمَّع فيه ما تفرَّق في الوري
من الخير فاحصوه فإني أُعَدِّدُ


فسابقةُ الإسلام قد سُلِّمَتْ له
سوي أُمَّةٍ من بُغضه تتقدَّدُ


وقد جاهد الأعداءَ بَدْأً وعودةً
وکان سواه في القتال يُعَرِّد


هو البَدْرُ في هيجاء بدرٍ وغيرُهُ
فرائصُه من ذُکرة السيف ترعُدُ


وکم خَبَرٍ في خيبرٍ قد رويتُمُ
ولکنَّکم مثل النعام تشرَّد


وفي أُحُدٍ ولَّي رجالٌ وسيفُهُ
يُسَوِّد وجهَ الکفر وهو يُسَوَّدُ


ويوم حنينٍ حنَّ للفَرِّ بعضُکم
وصارمُهُ عضبُ الغرار مُهَنَّد


«عليٌّ» عَلِيٌّ في المواقف کلِّها
ولکنَّکم قد خانکم فيه مولد

[صفحه 110]

عليٌّ أخو خير النبيِّين فاخرسوا
أو استبصروا فالرشدُ أدني وأقْصَدُ


عليٌّ له في الطيرِ ما طار ذکرُهُ
وقامتْ به أعداؤه وهي تشهد


عليٌّ له في «هل أتي» ما تلوتُمُ
علي الرغم من آنافکم فتفرَّدوا


وبات علي فرش النبيِّ تَسَمُّحاً
بمهجته اذْ أجْلَبوا وتوعَّدوا


وما عرف الأصنامَ والقومُ سُجَّدٌ
لها وهو في إثر النبيِّ يوحّدُ


وصيَّره هارونَه بين اَهلِهِ
کهارون موسي فابحثوا وتأيَّدوا


تولَّي أمورَ الناس لم يَسْتَقِلْهُمُ
ألا ربَّما يرتاب مَنْ يتقلَّدُ


ولم يکُ محتاجاً إلي علم غيرِهِ
إذا احتاج قومٌ في القضايا فَبُلِّدوا


ولا ارتجعتْ منه وقد سار سورةٌ
وغضُّوا لها أبصارکم وتبدَّدوا

[صفحه 111]

ولا سُدَّ عن خير المساجد بابُهُ
وأبوابُهم إذ ذاک عنه تُسَدَّد


وزوجتُه الزهراء خيرُ کريمةٍ
لخير کريمٍ فضلُها ليس يُجْحَدُ


وبالحسنَيْن المجدُ مَدَّ رواقَهُ
ولولاهما لم يبقَ للمجد مشهد


هم الحُجَجُ الغُرُّ التي قد توضَّحت
وهم سُرُجُ اللَّه التي ليس تخمدُ


وله أيضاً هذه القصيدة التي تربو علي الستّين بيتًا اخترنا منها ما يأتي، ومطلعها:


قالت: أباالقاسم استَخْفَفْتَ بالغَزَلِ
فقلتُ: ما ذاک من همِّي ولا شغلي


إلي أن قال:


قالت: فَمَنْ بعده يُصْفي الولاء له
قلت: الوصيُّ الذي أربي علي زحلِ


قالت: فهل أحَدٌ في الفضلِ يقدمُهُ
فقلت: هل هضبةٌ ترقي علي جبلِ


قالت: فَمَنْ أَوَّلُ الأقوام صدَّقَهُ
فقلت: مَنْ لم يصِرْ يوماً الي هُبَلِ

[صفحه 112]

قالت: فمن بات من فوق الفراش فدي
فقلت: أثْبَتُ خلق اللَّه في الوَهَلِ


قالت: فمن ذا الذي واخاه عن مِقَةٍ
فقلت: مَنْ حاز ردَّ الشمس في الطَّفَلِ


قالت: فمن زُوِّجَ الزهراءَ فاطمةً
فقلتُ: أفضلُ من حافٍ ومُنْتَعِلِ


قالت: فمن والدُ السبطَيْن اذ فَرَعا
فقلت: سابقُ أهل السَّبْق في مَهَلِ


قالت: فمن فاز في بدرٍ بمفخرها
فقلت: أضْرَبُ خلق اللَّه للقُلَلِ


قالت: فمن ساد يوم الرَّوْع في أُحُدٍ
فقلت: مَنْ هالهم بأساً ولم يُهَلِ


قالت: فمن فارسُ الأحزاب يفرسُها
فقلت: قاتلُ عمرو الضيغمِ البَطَلِ


قالت: فخيبرُ من ذا هدَّ معقلها
فقلت: سائق أهل الکفر في عُقُلِ


قالت: فيوم حنينٍ مَنْ بري وفَري
فقلت: حاصدُ أهل الشرک في عَجَلِ

[صفحه 113]

قالت: فمن صاحبُ الرايات يحملُها
فقلت: مَنْ حِيطَ عن غشٍّ وعن نَغَلِ


قالت: براءَةُ مَن أَدَّي قوارعَها
فقلت: مَنْ صِيْنَ عن خَتْلٍ وعن دغلِ


قالت: فمن ذا دُعيْ للطير يأکلُهُ
فقلت: أقربُ مرضيٍّ ومُنتَحَلِ


قالت: فمن راکعٌ زکّي بخاتمه
فقلت: أطعنُهم مُذْ کان بالأسَلِ


قالت: ففيمن أتانا «هل أتي» شَرَفاً
فقلت: أبْذَلُ خلق اللَّه للنَّفَلِ


قالت: فمن تلْوُهُ يوم الکساء أجبْ
فقلت: أَنْجَبُ مکسُوٍّ ومُشْتَمِلِ


قالت: فمن باهَلَ الطهرُ النبيُّ به
فقلت: تاليه في حَلٍّ ومرتحلِ


قالت: فمن ذا قسيمُ النارُ يُسْهِمُها
فقلت: مَن رأيُهُ أذْکي من الشُّعَلِ


قالت: فمن شبهُ هارونٍ لنعرفه
فقلت: مَنْ لم يَحُلْ يوماً ولم يَزُلِ

[صفحه 114]

قالت: فمن ذا غدا بابَ المدينةِ قُلْ
فقلت: مَنْ سألوه العلمَ لم يَسَلِ


قالت: فمن ساد في يوم الغدير أَبِنْ
فقلت: مَنْ صار للإسلام خيرَ ولي


قالت: فمن قاتل الأقوامَ إذ نکثوا
فقلت: تفسيرُهُ في وقعة الجَمَلِ


قالت: فمن حارب الأنجاسَ إذ قسطوا
فقلت: صفِّينُ تُبدي صفحةَ العَمَلِ


قالت: فمن قارع الأرجاسَ اذ مرقوا
فقلت: معناه يوم النهروانِ جلي


قالت: فمن صاحب الحوض الشريف غداً
فقلت: مَنْ بيتُه في أشرف الحِلَلِ


قالت: فمن ذا لواءُ الحمد يحملُهُ
فقلت: مَنْ لم يکن في الرَّوْع بالوکلِ


قالت: أکُلُّ الذي قد قلتَ في رجلٍ
فقلت: کلُّ الذي قد قلت في رجلِ


قالت: ومَنْ هو هذا المرء سَمِّ لنا
فقلت: ذاک أميرُالمؤمنين علي


وقال يمدحُ أهلَ البيت عليهم السلام، في قصيدة حوالي الخمسين بيتاً، اخترنا منها ما يأتي، ومطلعها:

[صفحه 115]

ما لِعَليِّ العَلاء أشباهُ
لا والَّذي لا الهَ إلَّاهُ


قَرْمٌ بحيث السماک منزلُهُ
نَدْبٌ بحيث الافلاک مأواهُ


الدينُ مَغْزاهُ والمکارمُ من
جَدْواهُ والمَأثراتُ مَغْناهُ


مَبْناه مبني النبيِّ نعرفُهُ
وابناهُ عندَ التفاخُرِ ابناهُ


أهلاً وسهلاً بأهلِ بيتکَ يا
إمام عَدْلٍ أقامَهُ اللَّهُ


بُعداً وسحقاً لمن تجنَّبَهُ
تبّاً وتعساً لمن تحاماهُ


مَنْ لم يُعايِنْ ضياءَ موضعِکُمْ
فإنَّ سوء اليقينِ أعماهُ


إنَّ عليّاً علا إلي شَرَفٍ
لو رامَهُ الوهمُ زَلَّ مرقاهُ


کم صارمٍ جاءهُ علي ظمأ
فحينَ جدَّ القراعُ أرْواهُ


کم بطلٍ رامَهُ مُصالَتَةً
رماه عن بأسه فأصماهُ


کم مُحربٍ جاءَ غير مُکْتَرِثٍ
ألقاهُ للأرض إذْ تلقّاهُ


ما مَلَکُ الموت غير تابعِ ما
يَسِمُهُ سيفُهُ بيُمْناهُ


صَوْلتُهُ في هياجهِ أَجَلٌ
أَجَلْ فانَّ الحتوفَ تخشاهُ


والقَدَرُ الحَتْمُ عندَ طاعته
يأمُرُهُ دائماً وينهاهُ


يا يومَ بَدْرٍ أبِنْ مواقِفَهُ
ليعرفَ الناصبون مغزاهُ


ويا حنينُ احتفلْ لتنبئ عن
مقامِهِ والسيوفُ تغشاهُ


يا أُحُدُ اشهدْ بحقِّ مشهده
واسْعَ لتفصِحْ بقَدْرِ مسعاهُ


يا خيبرُ انطقْ بماخبرت وقُلْ
کيف أقامَ الهدي وأرضاهُ


ويا غديرُ انبسطْ لِتُسْمِعَهُمْ
مَنْ کنتُ مولاه فهو مولاهُ


ويا غداةَ الکساء لا تنهي
عن شرح علياه اذْ تکسّاهُ

[صفحه 116]

يا مرحبَ الکفرِ مَنْ أذاقَکَ مِن
حَرِّ الظُّبا ما کرهتَ سُقياه


يا عمرو مَنْ ذا الذي أنالکَ مِن
صارمِهِ الحتفَ حين ألقاهُ


يا جَمَلَ السوءِ حين دَبَّ لهُ
کيف رأيتَ انتصارَ علياهُ


يا فرقةَ النَّکْثِ کيف ردَّکِ في
ثوب الردي اذ سَرَيْتِ مسراهُ


أمَا عرفتُمْ سموَّ منزلِهِ
أما لحظْتُم علوَّ مثواهُ


أما رأيتُمْ محمَّداً حَدِباً
عليه قد حاطَهُ ورَبَّاهُ


واختصَّه يافعاً وآثَرَهُ
واعتامَهُ مخلصاً وآخاهُ


زوَّجَهُ بضعةَ النبوَّةِ إذْ
رآهُ خيرَ امرئٍ وأتقاه


بَلي عرفتُم مکانَهُ حَسَناً
ولم تشکُّوا أنْ ليس شَرْواهُ


لکنْ جحدتُمْ محلَّهُ حَسَداً
ونلتُمُ في العناد أقصاهُ


حتي بکي الدينُ من صنيعِکُمُ
وانبجَسَتْ بالدماءِ عيناهُ


لا دَمَ الّا دَمٌ لعترتِهِ
أُريقَ تأبي النفوسُ مَجْراهُ


ومَنْ غدا بالوصيِّ معتصماً
أنالَهُ اللَّهُ ما تَمنَّاهُ


وقال أيضاً في هذه القصيدة التي هي حوالي المائة بيتٍ ومطلعها:


لاحَ لِعَيْنَيْکَ الطَّلَلْ
فکم دَمٍ فيه يُطَلْ


إلي أن قال:


يا حيدرُ الشَّهمُ البَطَل
مَنْ لم يشايِعْک يَضِل


أنتَ الذي بسيفِهِ
ورمحِهِ الدينُ کَمَل


أنتَ الذي في الوحي تَبْت
-يينُ عُلاه قد نزل

[صفحه 117]

أنتَ الذي نام علي ال
-فراشِ في ليلِ الوَجَل


أنتَ الذي صلَّي أما
م الناس معْ خيرِ مُصل


أنتَ الذي جَدَّلَ في
بدر العفاريتَ العُضل


أنتَ الذي في أُحُدٍِ
ثَبَّتَ طوداً کالجبل


أنتَ الذي بخَيْبَرٍ
أزَحْتَ أصناف العلَل


أنتَ الذي بالخندقِ اش
-تدَّ لعمروٍ فاضمَحَل


أنتَ الذي في مَرْحبٍ
حَکَّمَ أطراف الأسل


أنتَ الذي يومَ حُنَيْ
-نٍ فرصةَ النصرِ اهتبل


أنتَ الذي وُلّيَ في
بَراءَةٍ فما اعتزل


أنتَ الذي قد حَمل الرَّ
اية في کلِّ وهل


أنتَ الذي تُسقي من ال
-حَوْضِ غداً خَيْر عَلَل


أنتَ الذي رُدَّت عَلَيْ
-ه الشمس من بعدِ الطَّفَل


أنتَ الذي أصبح ها
رونَ وموساکَ أجَل


أنتَ الذي قد زوِّجَ الزَّ
هراءَ يا خيرَ الوُصَل


أنتَ الذي بالحَسَنَيْ
-نِ السيِّدَيْنِ قد نَسَل


أنتَ الذي عن هاشمٍ
من طرفَيْه ما انتقل


أنتَ الذي والدُهُ
حمي النبيَّ فاستَقل


أنتَ الذي قد باهَلَ الطْ
-هْرُ به حين ابتهل


أنت الذي قد ضمَّهُ ال
-کساءُ في خير مَحَل


أنتَ الذي يُدعي إلي الطْ
-يْرِ علي رغم السفل


أنتَ الذي عقوده
يومَ الغديرِ لا تُحَل

[صفحه 118]

أنتَ الذي بحبِّه
طاب الوِلادُ المُنْتَحَل


أنتَ الذي أصبح با
بَ أحمدٍ حين يُسَل


أنتَ الذي سيقسمُ النْ
-ارَ ويُرْدي ذا الدَّغَل


أنتَ الذي نال الذُّري
ونعلُهُ فوق زُحل


أنتَ الذي أُنزِلَ في
-هِ «هل أتي» وما رحل


أنتَ الذي قد خَصف النَّ
-عْلَ وفي القومِ نَغَل


أنتَ الذي أوصي الَيْ
-هِ المصطفي علي مهل


أنتَ الذي قد ظلَّ أقْ
-ضي الناسِ من غير مَثل


أنتَ الذي کلامُهُ
ما بينَ صابٍ وعَسَل


أنتَ الذي آخي الرسو
ل ظاهراً حين احتفل


أنتَ الذي علَّم کُلَّ ال
-ناسِ ما ضَرْبُ القُلل


أنتَ الذي الناکثَ وال
-قاسطَ بالسيفِ أذَل


أنتَ الذي أنْحي علي ال
-مارق کالحتف أطَل


أنتَ الذي يُبْرِدُ من
شيعتِهِ نارَ الغلل


أنتَ الذي نحّاهُمُ
والحربُ تزْجي بالشُّعل


أنتَ الذي ساد الوري
من غيرِ ليتَ ولعل


أنتَ الذي لم يُرَ قَطُّ
ساجداً نحو هبل


أنتَ الذي ألقي علي
أعدائه أثْقَلَ کل


أنتَ الذي لولا فتا
وِيْهِ لما زالَ الخَلَل


أنتَ الذي لولاه ما
فَارقت البِيْضُ الخِلَل


أنتَ الذي ينهلُ مِنْ
شِرْبِ المعالي ويعل

[صفحه 119]

أنتَ الذي يُدعي بِبَحْ
-رِ العلمِ والقومُ وَشَل


أنتَ الذي لم يُثْنِهِ
قطّ حذارٌ وفشل


أنتَ الذي حلّي الزما
نَ فضلُهُ بعد عَطل


أنتَ الذي ببأسه
عرشُ ذوي الکفر يُثَل


أنتَ الذي کلُّ کبا
شِ الکفرِ إن صالَ بَتَل


تفصيلُ علياک عسي
-رٌ فارْضَ منّي بالجُمل


هذا وکمْ مِن خبرٍ
ترکتُهُ لا يحتمَل


هدي إليه المصطفي
مَنْ کا ذا قلبٍ وَدل


فهاکها قلائداً
کأنَّها بِيْضُ الکلل


خرائداً قد غُنِيَتْ
بکُحلهنَّ عن کَحَل


إنْ قيلَ: هل تبغي بها
وسيلةً؟ قلتُ: أجَل


أبغي بها وسيلةً
ليومِ يأتيني الأجل


وله القصيدة التي تربو علي الثلاثين بيتاً اخترنا منها ما يلي ومطلعها:


يا غَزالاً عِذارُهُ کالطِّرازِ
إنَّ حُسْنَ الميعادِ بالإنجازِ


الي ان قال:


يا عليُّ الذي علا عن مُحاذٍ
وسَما عن مُقارنٍ ومُوازي


أنتَ ربُّ الجهادِ والزهدِ والعل
-م وقُرْبيً في موضعِ الأحْرازِ


صاحبِ الطَّيْرِ والکساءِ أبي السِّبْ
-طَيْنِ ليثِ الأبطالِ يوم البِراز


مالکِ الحَوْضِ واللواءِ لواءِ ال
-حمْدِ حتفِ الرِّقابِ والأجْوازِ


کم فقارٍ بذي الفقارِ تَعَمَّدْ
تَ فَأسلمتَ أهلَهُ للتعازي


أنتَ أعْجَزْتَ في غداة التلاقي
کلَّ خصمٍ نهايةَ الإعجازِ

[صفحه 120]

أنتَ بادرتَ يومَ بدرٍ وبعضُ ال
-قومِ لا يُخْرَجُون بالمِهمازِ


ولتلک الحروبِ شأنٌ عظيمٌ
فترکْنا الإکثارَ للإيجازِ


أنت زوجُ الزهراءِ حوريَّةِ الانْ
-سِ وخيرِ النساءِ عندَ امتيازِ


أنت يومَ الغديرِ صَدْرُ الموالي
حينَ خلَّفْتَهُمْ معَ الأعجازِ


قد لَعَمْرِي جاراکَ قومٌ ولکنْ
کنتَ فيهم کالبازِ في الخازِ باز


أنا أفدي ترابَ نعلَيْکَ بالرو
حِ وبالنفسِ دون بذلِ الرکازِ


أنا حَرْبٌ لآلِ حَرْبٍ عليهم
لعنةُ اللَّهِ ما تجهَّزَ غازي


وقال أيضاً في هذه القصيدة التي هي حوالي الثمانين بيتاً ومطلعها:


حَدقُ الحِسانِ رَمَيْنَني بتملْمُلِ
وأخذنَ قلبي في الرَّعيلِ الأوَّلِ


إلي أن قال:


هلْ کالوصيِّ مقارعٌ في مجمعٍ
هلْ کالوصيِّ مُنازعٌ في محفِلِ


شَهَرَ الحسامَ لحَسْمِ داءٍ مُعْضِلٍ
وحَمي الجيوشَ کمثلِ ليلٍ ألْيَل


لمّا أتَوْا بدراً أتاه مبادراً
يسخو بمهجةِ محربٍ متأصل


کم باسل قد ردَّهُ وعليه من
دمِهِ رداءٌ أحمرٌ لمْ يصْقَل


کم ضربةٍ من کفِّهِ في قَرْنِه
قد خيلَ جَرْيُ دمائها من جَدْوَلِ


کم حَمْلةٍ والي علي أعدائهِ
ترمي الجبالَ بوقْعِها بِتَزَلزُل


هذا الجهادُ وما يُطيقُ بجهده
خصمٌ دفاعَ وضوحِهِ بتأوُّل


يا مَرْحَباً إذ ظل يردي مرحباً
والجيشُ بينَ مکبِّرٍ ومُهَلِّل


وإذا انثنيتُ الي العلوم رأيُتُهُ
قَرْمَ القُروم يفوقُ کلَّ البُزَّل


ويقومُ بالتنزيلِ والتأويلِ لا
تَعْدُوهُ نکتَة واضحٍ أو مشکِل

[صفحه 121]

لولا فتاويه التي نجَّتهُمُ
لتهالکوا بتعسُّفٍ وتَجَهُّل


لم يسألِ الأقوامَ عن أمْرٍ وکم
سألوه مُدَّرعينَ ثوبَ تذلُّل


کانَ الرسولُ مدينةً هو بابُها
لو أثْبت النُّصّابُ قول المرسَل


قد کانَ کرّاراً فسُمِّيَ غيرُهُ
في الوقتِ فرّاراً فهلْ من معدل


هذي صدورُهُمُ لبغضِ المصطفي
تغلي علي الأهلين غَلْيَ المِرْجَل


نصبتْ حقودُهُمُ حروباً أدْرَجَتْ
آلَ النبيِّ علي الخطوبِ النُّزَّل


حلُّوا وقد عقدوا کما نکثوا وقد
عهدوا فَقُلْ في نَکثِ باغٍ مُبطل


دَبَّتْ عقاربُهُم لِصِنْوِ نبيِّهمْ
فاغْتالَهُ أشقي الوري بتَخَتُّلِ


أجروا دماء أخي النبيِّ محمدٍ
فَلْتُجْرِ غَرْبَ دموعها ولْتَهْمِلِ


وَلْتَصدُرِ اللعناتُ غيرَ مُزالةٍ
لِعِداهُ من ماضٍ ومن مستقبَل


هذي القلائدُ کالخرائدِ تُجتَلي
في وصفِ علياءِ النبيِّ وفي علي


وقال أيضاً من قصيدة:


يا زائراً سائراً إلي الکوفَهْ
نَفْسي بأهلِ العباءِ مشغوفَهْ


أُغْري بحُبِّ الغريِّ مُذ زمنٍ
والنفسُ عمّا تريدُ مصدوفَهْ


أبْلغ سلامي بها الرضيَّ وقُلْ:
عقيدتي بالولاءِ مکنوفهْ


أرجو قسيمَ الجنانِ يقسمُ لي
منازلاً بينهنَّ موصوفهْ


يسقي بکأسِ النبيِّ شيعتهُ
وفرقَةُ الناصبينَ مکفوفَه


أفديه شمساً ضياؤها أمَمٌ
قد نُزِّهَتْ أن تکون مکسوفَهْ


لي مِدَحٌ فيکُمُ عرائسها
إليکُمُ لا تزالُ مَزْفوفَهْ


کم ستروا بغْضَةً فضائلَهُ
فأصبحتْ کالصباحِ مکشوفَهْ


کم طاولوه فَرَدَّ أيديَهُمْ
مغلولةً بالصَّغارِ مکتوفه

[صفحه 122]

بابن أبي طالبٍ وحسبُکَ من
طالبِ وقرٍ عُلاه موصوفَهْ


يا ربّ سَهِّلْ لقاء مشهدهِ
ولا تُمِتْني بحَسْرَةِ الکوفَهْ


وقال أيضاً


بحبِّ عليٍّ تزولُ الشکوکُ
وتسمو النفوسُ ويَعلو النِّجارْ


فأينَ رأيتَ محبّاً له
فَثَمَّ الزَّکاءُ وَثَمَّ الفخارْ


وأين رأيتَ عدوّاً له
ففي أصلِهِ نَسَبٌ مستَعارْ


وقال أيضاً هذه القصيدة التي تربو علي الستين بيتاً اخترنا منها 21 بيتاً ومطلعها:


مابالُ عَلْوي لا تردُّ جوابي
هذا وما ودَّعتُ شَرْخَ شبابي


الي أن يقول:


أُسْعِدْتُ بالدنيا وقد واليتکُم
وکذا يکونُ مع السعود مآبي


ورَوَيْتُ من فضلِ النبيِّ وآلِهِ
مالا يُبَقّي شبهةَ المرتابِ


لم يعلموا أنَّ الوصيَّ هو الذي
غَلَبَ الخضارمَ کلَّ يومِ غلاب


لم يعلموا أنَّ الوصيَّ هو الذي
لم يرضَ بالأصنامِ والأنصاب


لم يعلموا أنَّ الوصيَّ هو الذي
سَبَقَ الجميعَ بسُنَّةٍ وکتاب


لم يعلموا أنَّ الوصيَّ هو الذي
آتي الزکاةَ وکان في المحراب


لم يعلموا أنَّ الوصيَّ هو الذي
حَکَمَ الغديرُ له علي الأصحاب


لم يعلموا أنَّ الوصيَّ هو الذي
قد سامَ أهلَ الشِّرْکِ سَوْم عذاب


لم يعلموا أنَّ الوصيَّ هو الذي
أزري ببدرٍ کلَّ أصْيَدَ آبي


لم يعلموا أنَّ الوصيَّ هو الذي
ترکَ الضلالَ مفلَّلَ الأنياب

[صفحه 123]

حُبِّي أميرَ المؤمنينَ ديانةٌ
ظَهَرتْ عليهِ سرائري وثيابي


أدَّتْ اليهِ بصائرٌ أعْمَلْتُها
إمالَ مَرْضِيِّ اليقينِ عقابي


لم يعبث التقليدُ بي ومحبتي
لعمارة الأسلافِ والأحسابِ


يا کُفْؤَ بنتِ محمدٍ لولاکَ ما
زُفَّتْ إلي بَشرٍ مدي الأحقاب


يا أصْلَ عترةِ أحمدٍ لولاکَ لَمْ
يکُ أحمدُ المبعوثُ ذا أعقاب


کان النبيُّ مدينةَ العلم التي
حَوَت الکمال وکنتَ أفضلَ باب


رُدَّتْ عليک الشمسُ وهي فضيلة
بهرتْ فلم تُسْتَر بلفِّ نقاب


عومِلْتَ يا صنوَ النبيِّ وتلوَهُ
بأوابدٍ جاءتْ بکلِّ عُجاب


فإليکَ يا کوفيُّ أنْشِد هذِه
مثلَ الشباب وجوْدَةِ الأحباب


وقال أيضاً- وقد اخترنا 33 بيتاً من هذه القصيدة التي تربو علي الاربعين بيتاً- ومطلعها:


إذا تراخي مديحي آلَ يسينا
وجدتُ في القلب أحزاناً أفانينا


الي ان قال:


حُبُّ النبيِّ وأهلِ البيتِ معتمدي
إذا الخطوبُ أساءتْ رأيَها فينا


أيا بن عمِّ رسول اللَّهِ أفضل مَنْ
ساد الأنامَ وساسَ الهاشميِّينا


أنت الإمامُ ومنظور الأنامِ فمن
يردّ ما قلتُهُ يُقْمع براهينا


هل مثل فعلک في ليل الفراشِ وقد
فديتَ بالروحِ ختّامَ النبيِّينا

[صفحه 124]

هل مثل سَبْقِک في الإسلام إن عرفوا
وهذه الخصلةُ الغراءُ تکفينا


هل مثل علمک إن زَلُّوا وإن وهنوا
وقد هُديتَ کما أصبحتَ تهدينا


هل مثل سيفک في يوم الضِّرابِ وقد
دارتْ رحي الحرب تجديعاً وتوهينا


هل مثل فعلک في بدر وقد حَمَشَتْ
نفسُ الوغي وأسالت سَيْلَها حينا


هل مثل صَرعِکَ أعلام الضلال ولم
تنفکَّ تفلقُ هاماتِ الأضلِّينا


هل مثل يومک في أحد وقد غُرِفَتْ
عصائبُ الشِّرْکِ تغييراً وتعيينا


هل مثل بأسِکَ مَعْ عمروٍ وقد جبنوا
وحاذروا الموتَ تعجيلاً وتحيينا


هل مثل قلعِکَ باب الکفرِ تخذفُهُ
کأنَّهُ قُلَّةٌ من رَمْيِ رامينا


هل مثل فاطمةَ الزَهْراءِ سيِّدةٌ
زُوِّجْتَها يا جمالَ الفاطميينا

[صفحه 125]

هل مثل نجليْکَ في فخرٍ وفي کرمٍ
إذ کُوِّنا من بَلالِ المجد تکوينا


هل مثل جمعِکَ للقرآن تعرفُهُ
لفظاً ومعنيً وتأويلاً وتبيينا


هل مثل حَوْزِکَ مجموع الوصية لا
تخشي وقد جرَّها سوم المُسامينا


هل مثل عزِّکَ في يوم الغدير وقد
حصَّلْتَهُ سابقاً کلَّ الُمجارينا


هل مثل کونِکَ هارونَ النبيَّ وقد
شأوت بالقرْبِ أصنافَ المبَارينا


هل مثل حالِکَ عند الطير تحضرُهُ
بدعوةٍ حُزْتَها دونَ المصلّينا


هل مثل فضلِکَ عند النَّعْل تخصفُها
ولم يکنْ جاحدوا التفضيل لا هينا


هل مثل برِّکَ في حال الرکوع وما
زکا کبرِّکَ بِرٌّ للمُزکِّينا


هل مثل بَذْلِکَ للعاني الأسير ولِلْ
-طِفْلِ اليتيم وقد أعطيتَ مسکينا

[صفحه 126]

هل مثل أمرک إذ تتلو براءةَ في
خير المواسم قد سُؤْتَ المُناوينا


هل مثل فتواک إذ قالوا مجاهرةً:
لولا عليٌّ هلکْنا في فتاوينا


هل مثل صبرک إذ خانوا وإذ خَتَروا
حتي جري ما جري في يوم صفِّينا


لو قلتُ هل مثل ما ناحت مطوَّقةٌ
لما تقصَّيْتُ هاتيک التحاسينا


لکنَّني مخبرٌ عن بعض ما عرفتْ
نفسي لأُرغِمَ آنافَ المُعادينا


يا سادتي هذه غرّاءُ سائرةٌ
تحُمُّ فيکَ الُمجاري والمُبارينا


عَدْلِيَّةُ النَّسْجِ عبّاديَّةٌ ملکتْ
رقَّ القريضِ وأنسَتْکَ البساتينا


يحبُّها المخلصُ الشيعيُّ إن رُوِيَتْ
کحُبِّ يعقوب للزاکي بنَ يامينا


ويکمدُ الناصبُ الملعونُ إن قرئتْ
واللَّهُ يخزي بني النّصبِ الملاعينا

[صفحه 127]

فهاکها أيُّها المصريُّ تنشدها
بين المُوالينَ تطريباً وتلحينا


وقال أيضاً من قصيدة تحوي 78 بيتاً، وقد اخترنا منها 39 بيتاً ومطلعها:


بلغتْ نفسي مُناها
بالمُوالي آل طه


برسول اللَّهِ مَنْ حا
زَ المعالي وحواها


وأخيهِ خيرِ نفْسٍ
شرَّفَ اللَّهُ بناها


مَنْ کمولايَ عليٍّ
في الوغي يحمي لظاها


وخُصي الأبطالِ قد لا
صَقْنَ للخوفِ کُلاها


مَنْ يصيدُ الصيدَ فيها
بالظُّبي حينَ انتضاها


إنتضاها ثم أمْضا
ها عليهم فارتضاها


مَنْ له في کلِّ يومٍ
وقَفاتٌ لا تُضاهي


کم وکم حربٍ عُقامٍ
قدَّ بالصمصامِ فاها


يا عذوليَّ عليهِ
رمتُما منّي سفاها


أذکُرا أفعالَ بدرٍ
لستُ أبغي ما سواها


أذکُرا غزوةَ أُحْدٍ
إنَّهُ شمسُ ضحاها


أذکُرا حربَ حنينٍ
إنَّهُ بدرُ دُجاها


أذکُرا الأحزابَ تُعْلِمْ
إنَّه ليثُ شَراها


أذکرا مهجَةَ عَمْروٍ
کيف أفناها تِجاها


أذکرا أمْرَ بَراةٍ
واصدقاني مَنْ تلاها

[صفحه 128]

أذکرا من زُوِّج الزَّه
-راءَ کيْما يتباهي


أذکرا لي بُکرةَ الطَّيْ
-رِ فقد طار سناها


أذکرا لي قُلَلَ العل
-مِ ومَنْ حلَّ ذراها


کم أمورٍ ذَکَراها
وأمورٍ نَسِياها


حالُهُ حالَةُ هارو
نَ لموسي فافهماها


ذکرُهُ في کُتُبِ الل
-هِ دَراها مَنْ دراها


أُمَّتا موسي وعيسي
قد بَلَتْهُ فاسألاها


أعلي حبِّ عليٍّ
لامَني القومُ سفاها


لم يلجْ آذانَهُم شع
-ريَ لا صُمَّ صداها


أهملوا قرباهُ جهلاً
وتخطّوا مقتضاها


نکثوهُ بعدَ أيا
نٍ أغاروا مِنْ قُواها


لعنوهُ لَعَناتٍ
لزمَتْهُمْ بعُراها


وعَشوا في يومِ خُمٍ
لا جَلا اللَّهُ عشاها


طلبوا الدنيا وقد أعْ
-رَضَ عنها وجَفاها


وهوَ لولا الدِّينُ لم يَأ
سَفْ علي مَنْ قد نفاها


واحتمي عنها ولو قد
قامَ کلبٌ فادَّعاها


يا قسيمَ النارِ والجَنْ
-نَةِ لا تخشي اشتباها


رُدَّت الشمسُ عليهِ
بعدما غاب سناها


ولهُ کأسُ رسولِ ال
-لهِ مَنْ شاءَ سقاها


أوَّلُ الناسِ صلاةً
جَعَلَ التقوي حُلاها


عَرَفَ التأويل لمّا
أنْ جهلتُمْ ما «طحاها»

[صفحه 129]

ليس يُحْصي مأثرات
قد حماها واعتماها


غيرُ مَنْ قد وَطَّأ الأرْ
ضَ ومَنْ أحصي حَصاها


وقال أيضاً هذه القصيدة التي تربو علي السبعين بيتاً اخترنا منها 38 بيتاً ومطلعها:


شَيْبٌ لغيرِ أوانِهِ يعْتادُ
داءٌ ولکنْ أبْطَأ العُوّادُ


إلي أن قال:


ووزيرُه وأثيرُهُ ونصيرُهُ
أسدٌ تَزِلُّ لبأسِهِ الآساد


ذاک ابنُ فاطمة الذي عَزَماتُهُ
بيضٌ صوارمُ مالها أغمادُ


مَنْ سيفُهُ حوتٌ ولا يُرْوي وإنْ
وَرَدَ الدماءَ حياضَها الأجساد


مَنْ علمُهُ لم يبتَذِلْ بُکْأٌ بِهِ
حاشاه من بحرٍ لَهُ إمْداد


مَنْ بأسُهُ لا بأسَ إنْ عظَّمْتُهُ
عن أنْ تقاسَ بقَدْرِهِ الأنداد


عجبَتْ ملائکةُ السماءِ لحربِهِ
في يومِ بَدْرٍ والجيادُ جهادُ


إذ شاهَدَتْهُ والمنونُ تطيعُهُ
فيمن يهمُّ بخطفِهِ ويکاد


فحکاهُ عنهمْ جبرئيلُ لأحمدٍ
إسنادُ مجدٍ ليس فيهِ سِنادُ


صَرَعَ الوليدَ بموقفٍ شابَ الولي
-دُ لهَوْلِهِ وتهاوَتِ الأعضاد


وأذاقَ عُتبَةَ بالحسامِ عقوبةً
حُسِمَتْ بها الأدواءُ وهي تِلادُ


يفري الفَرِيَّ ويُنزلُ البطلَ الکَمِيْ
-يَ وحَلَّتاهُ من الدماءِ جِسادُ


ما کانَ في قتلاهُ إلاّ باسِلٌ
فکأنَّما صمصامهُ نَقّادُ


لکَ يا عليُّ دعا النبيُّ بخيبرٍ
والقومُ قد کذبوا القتالَ وعادوا


فأخذتَ رايتَهُ بکفٍّ عُوِّدَتْ
عاداتِ نصرٍ لم تزلْ تُعْتادُ


فصدقتَهُمْ حَرْباً غدتْ نيرانُها
ثمَّ انثنَتْ والمشرکون رَمادُ

[صفحه 130]

وثَلَلْتَ معقلهُمْ لحرِّ جبينِهِ
کم قائمٍ أزري بِهِ الإقعاد


ورجعتَ منصورَ الجبينِ مُظفَّراً
في المسلمينَ دليلُکَ الإرشاد


کم من رؤوسٍ للضلالِ قصدتَها
فتبرَّأتْ من حملها الأجساد


واذکُرْ- لعمْرُ اللَّه- عمراً عندما
أوردتَهُ اذْ أعوزَ الإيراد


جَبُنَ الجميعُ ولا جموعَ تطيقُهُ
والشرُّ منهُ مبْدأٌ ومَعادُ


حتي انبريتَ لجسمه فبريتَهُ
کزنادِ ألوي مالَهُ اصْلادُ[1] .


بدَّدتَ شَملَ الکافرينَ بصارمٍ
في حدِّهِ الإشقاءُ والإسعادُ


لو رُمْتَ أسرَهُمُ لهانَ وإنَّما
بکَ أن يعمَّ المشرکينَ نفادُ


مُلّکْتَهُمْ يومَ الوغي وبذلتَهم
وکأنَّهُم مالٌ وأنت جواد


کرم يشار إليه بالأيدي الطوا
لِ ومفخرٌ بالمکرمات يشاد


وعمومةٌ وخؤولةٌ في هاشمٍ
لهما بأعلي الفرقدَيْنِ مهادُ


وعبادةٌ لو قُسِّمَتْ بين الوري
عادَ العِبادُ وکلُّهُمْ عُبّاد


وخطابةٌ جذب القرانُ بضبعِها
لم يُحْتَکَمْ قسٌّ لها وإياد


وشجاعةٌ لمّا استمرَّ مريرُها
لم يُرْضَ عنترةٌ ولا شَدّاد


وتَزوَّجَ الزهراءَ وهي فضيلةٌ
غرّاءُ ليس تبيدُها الآبادُ


قد جاء بالحسنَيْنِ وهو موفقٌ
للحُسْنَيَيْنِ ونجمُهُ صَعّادُ


کم شيعةٍ تصغي لسحرِ قصائدي
فکأنَّما أيامُها أعيادُ


ومناصبين تسمَّعوا وقلوبُهُمْ
حَرّي تَفَتَّتُ دونها الأکبادُ


وقال أيضاً هذه القصيدة التي هي خمسون بيتاً وأخذنا منها 24 بيتاً

[صفحه 131]

ومطلعها:


المجدُ أجمعُ ما حَوَتْهُ يميني
والفخرُ يصغرُ أن يکون خديني


إلي أن يقول:


يا آل أَحمد قَد حَدَوْت بِمَدْحِکمْ
لمّا رأيتُ الحقَّ جِدَّ مُبينِ


سَبَقَ الوصيُّ إلي العُلي طلّابها
حتي تملّکها بغيرِ قرينِ


شمسٌ ولکنْ ليس يغربُ قرصُها
وضَياغِمٌ لم تستترْ بعرينِ


جذَبَ النبيُّ بضَبْعِهِ يومَ الغدي
-رِ ووکَّدَ التعريفَ بالتعيين


خَتَمَ الرِّقابَ بنصْبِه لولايةٍ
ختم الرقاب خلاف خَتْمِ الطينِ


يومٌ أغرُّ أضاء غرَّةَ هاشمٍ
يومٌ هِجانٌ ساءَ کلَّ هجين


أذکرْ لهُ بَدْراً وسَعْي حسامِهِ
في هجْرِ روحٍ أو وصالِ مَنون


واذکرْ لهُ أُحداً وقد أرضي الردي
ورضي الردي إسخاطُ کلِّ وَتينِ


ثمَّ اذکر الأحزابَ واذکرْ سيفَهُ
أسَدٌ يلاقي الحربَ بالتَّبْنينِ


واذکرْ يهودَ بخيبر إذ شَلَّها
مثلَ العُقاب يُشلُّ بالشَاهينِ


واذکرْ حُنَيْناً حين أصبح عضبُهُ
يلقي المناجِزَ عن هويً وحنين


أجري دماء المشرکين فلو جرتْ
في موقفٍ لرأيتَ ألفَ معينِ


واذکرْ مؤاخاةَ النبيِّ وقوله
ما قالَ في موسي وفي هارون


قد سُدَّت الأبوابُ إلّا بابهُ
لو کانَ يُعْرَفُ موضع التبيين


وبراءةُ ارتجِعَتْ ومُلِّکَ أمْرَها
يا ربَّ شأنٍ ناسخٍ لشؤونِ


وب «هل أتي» وحيٌ بمفخرِ ما أتي
ليُغَضَّ طرفُ الناصبِ المغبونِ


أرُواةَ آثارِ النبيِّ مَنِ الذي
يُدْعي قسيمَ النارِ يومَ الدينِ؟


مَنْ بابُه في العلمِ وهوَ مَدينةٌ
إيهٍ وصاحبُ سرِّهِ المخزونِ؟

[صفحه 132]

مَنْ زُوِّجَ الزهراءَ حينِ تزاحموا
في خطبةٍ کشفتْ عن المکنونِ؟


مَنْ جذَّ أصلَ الناکثين وجَدَّ حبْ
-لَ القاسطينَ وحاطَ عزَّ الدينِ؟


مَنْ کان حَتْفَ المارقينَ القاسطي
-نَ وحَيْنَهُمْ في ذمَّة التحيين؟


يا أُمَّةً مَلَکَ الضلالُ زمامَها
وتهالکتْ في حالِها الملعون


أجزاءُ مَنْ هذي ذؤابةُ فضلِهِ
وثمارُ علياه بغيرِ غصونِ


ألّا يُقدَّمَ والفضائلُ شُهَّدٌ
والفخرُ أقْعَسُ مشرِقُ العرنين


وقال أيضاً، هذه القصيدة التي تربو علي الثلاثين بيتاً أخذنا منها هذه الأبيات ومطلعها:


الشيب ينشرُ عُمراً ثم يطويهِ
والدهرُ يُبْعِدُ هَمّاً ثم يُدنيهِ


إلي أن قال:


والحمدُ للَّه اذْ کان المشيبُ علي
دينِ التشيُّعِ لا دينٍ ينافيه


ولا أُفَضِّلُ إلّا مَنْ تفضِّلُهُ
أفعالُهُ وتزکّيهِ مساعيه


مَنْ کالوصيِّ عليٍّ عندَ سابقةٍ
والقومُ ما بينَ تضليلٍ وتسفيه


مَنْ کالوصيِّ عليٍّ عند ملحمةٍ
والسيفُ يأخذُ مَنْ يهوي ويعطيه

[صفحه 133]

مَنْ کالوصيِّ عليٍّ عند مشکلةٍ
وعلمُهُ البحرُ قد فاضتْ نواحيهِ


مَنْ کالوصيِّ عليّ عند مخمصةٍ
قد جادَ بالقوتِ إيثاراً لعافيهِ


بابُ المدينة لا تبغوا بهِ بَدَلاً
لتدخلوها وخلُّوا جانبَ التيهِ


کفو البتول ولا کفوٌ سواهُ لها
والأمر يکشفُهُ أمرٌ يوازيهِ


يا يومَ بدرٍ تجشَّمْ ذکرَ موقفِهِ
فاللوحُ يحفظُهُ والوحيُ يُمْليهِ


وأنتَ يا أُحْدُ قُلْ: ما في الوري أحدٌ
يطيقُ جحداً لما قد قلتهُ فيهِ


براءةُ استرسلي للقول وانبسطي
فقد لبستِ جمالاً من تولِّيه


وإنْ رجعتُ إلي يومِ الغديرِ وکم
من مفخرٍ فيهِ أحکيهِ وأرويه


وکان هارونَ موسي لو تبيَّنَهُ
من قد غدا النصب دون الرشد يعميه

[صفحه 134]

ولو کتبتُ الذي حاز الوصيُّ لما
کان البساطُ بساطُ الأرضِ يکفيهِ


يا سيدي يا أميرالمؤمنين لقد
علقتُ منکَ بحبلٍ لا أُخلِّيه


أصبحتَ مولايَ لا أبغي بها بدلا
أُهدي له المدحَ مدحاً فاز مُهديه


وقال أيضاً وهي القصيدة التي تربو علي 58 بيتاً واخذنا منها هذه الابيات ومطلعها:


يا وصلُ مالَکَ لا تُعاوِدْ
يا هجرُ مالَکَ لا تُباعِدْ


الي أن قال:


روحي فداءُ أبي ترا
بٍ إنَّهُ بحرُ الفوائد


بحرُ الفوائدِ والعوا
ئدِ والمَناصِبِ والمراشد


فَلَکُ المجامِعِ والمحا
فِلِ والمقاوِل والمقاصد


نالَ الفراقِدَ والذي
قد قدَّموهُ بعْدُ راقدْ


واللَّهِ ما جحدوهُ عن
حقٍّ علي الأيّامِ خالِدْ


إلّا لثاراتٍ تَقا
دَمَ عهدُها في قلبِ حاقِد


ومحلُّهُ فوقَ الإما
مَةِ لو يُري للفضل ناقِد


لولا فتاويهِ لکا
نَ أجَلُّهُمْ يقظانَ راقد

[صفحه 135]

هُوَ أوحدٌ بعدَ النَّب
-يِّ المصطفي والحقُّ واحِدْ


وفخارُهُ يتناولُ ال
-زّهْرَ الثواقبَ وهو قاعد


نَصَرَ النبيَّ المصطفي
عند العظائمِ والشدائدْ


حتّي اذا ما الدينُ حَ
-طَّ جِرانَهُ ثَبْتَ المَعابِد


وقضي الغديرُ بما قضي
والصبحُ للظلماءِ طارد


کانَتْ أمورٌ حَصْرُها
بالعدِّ يُعْجِزُ کلَّ عاقد


اللَّهُ عونُکَ يا عَلِ
-يُّ وحَرْبُ خوّانٍ وجاحد


لکَ مِنِّيَ المِدَحُ التي
يُعْني بأدْناها عُطارِد


أنتَ الفريدُ وهذهِ
في وصفِ علياک الفرائدْ


وقال أيضاً:


ألفٌ: أميرُ المؤمنين عليُّ
باءٌ: بِهِ رکنُ اليقينِ قويّ


تاءٌ: تَوي أعداءه بحسامِهِ
ثاءٌ: ثوي حيثُ السماک مُضِيّ


جيمٌ: جري في خيرِ أسباقِ العلي
حاءٌ: حوي العلياءَ وهو صبيّ


خاءٌ: خَبتْ حسّادُهُ من خوفه
دالٌ: دري مالم يَحُزْ انسيّ


ذالٌ: ذُؤابةُ مجدِهِ فوق السُّهي
راءٌ: رَوِيُّ فخارِهِ علويّ


زايٌ: زَوي وجهَ الضلالةِ سيفُهُ
سينٌ: سبيلُ يقينِهِ مَرْضِيّ


شينٌ: شَآي أمَدَ الُمجاري سَبْقُهُ
صادٌ: صراطُ الدينِ منه سَوِيّ


ضادٌ: ضياءُ شموسِهِ نورُ الوري
طاءٌ: طريقُ علومِهِ نَبَوِيّ


ظاءٌ: ظَلامُ الشکِّ عنهُ زائلٌ
عينٌ: عرينُ أُسودِهِ محمِيّ


غينٌ: غرارُ حسامِهِ حتفُ العدي
فاءٌ: فسيحُ الراحتَيْنِ سخيّ

[صفحه 136]

قافٌ: قَفا طرقَ النبيِّ المصطفي
کافٌ: کريمُ المنتمي قرشيّ


لامٌ: لقاحُ الحربِ محروس الذري
ميمٌ: منيعُ الجانبينِ تقيّ


نونٌ: نقيُّ الجَيْبِ مرفوعُ البنا
واوٌ: وصيُّ المصطفي مهديّ


هاءٌ: هديَّةُ ربِّهِ لنبيِّهِ
ياءٌ: يقيمُ الدينَ وهو رضيّ


وقال أيضاً، وقد اخترنا منها هذه الأبيات ومطلعها:


أنا من شيعة الرضا
سيدِ الناسِ حيدَرَهْ


ألإمامِ المطهَّرِ اب
-نِ الحصانِ المطهَّرهْ


وأخي المصطفي ومَنْ
حَسَدَ الفخرُ مفخرهْ


زوج مولاتِنا التي
لم يکنْ مثلَها مَرَهْ


جاشَ طبعي بمدحِهِ
فاستميلوا لأَنْشُرَه


إنَّ آثارَهُ مَنا
قِبُ في الناسِ مُؤْثَرَه


فهو في السلمِ روضةٌ
وهو في الحربِ قَسْوَره


کم عزيزٍ أذلَّهُ
بيدَيْهِ وعفَّره


ألمساعي عليهِ في
يومِ بدرٍ مُوَفَّره


سيفُهُ صولجانُهُ
وهُمُ فيهِ کالکُرَه


فاسألوا عنهُ أُحْدهُ
واسألوا عنهُ خيْبَرَه


جَعَل البأسَ درعَهُ
ومعاليهِ مغْفَرَه


حيثُ لم يُغْنِ عامرُ بْ
-نُ طفيل وعَنْتَرَه


کم غصونٍ من العلو
م بعلياهُ مُثْمِره


کفُّهُ کفَّت الخطو
ب وکانت مُظَفَّره

[صفحه 137]

فَفَدي الخَلْقُ کفَّه
بل فَدي الخلقُ خنصره


صاحَبَ المصطفي علي
حالِ عُسرٍ وميْسَرَهْ


رُبَّ قومٍ تغيَّروا
وأمِنّا تَغَيُّره


ناصحُ الجَيْبِ آمِنُ ال
-غيبِ لم يعرف الشَّرَه


صاحبُ الحوضِ والرسو
لُ بها ذاکَ بَشَّره


قد فدي ليلةَ الفرا
شِ أخاهُ لينْصُرَه


لَعَنَ اللَّهُ کلَّ مَنْ
رَدَّ هذا وأنکره


لَعَنَ اللَّهُ عُصبةً
ناصَبَتْهُ علي تِرَه


وله:


حبُّ عليِّ بن أبي طالبٍ
فرضٌ علي الشاهد والغائبِ


وأُمُّ مَنْ نابذه عاهرٌ
تُبْذَلُ للنازل والراکبِ


وله من قصيدة ومطلعها:


أيعسوبَ دينِ اللَّه صنوَ نبيِّه
ومَنْ حبُّهُ فرضٌ من اللَّه واجبُ


مکانک من فوق الفراقد لائحٌ
ومجدُک من أعلي السماک مراقب


وسيفُکَ في جيد الأعادي قلائدٌ
قلائدُ لم يعکفْ عليهنَّ ثاقب


ومنها:


وفي يوم بدرٍ غنيةٌ وکفايةٌ
وقد ذُلِّلَتْ في مضربَيْکَ مصاعبُ


وفي أُحُدٍ لمّا أتيتَ وبعضُهم
- وانْ سألوا صرَّحْتُ- أسْوانُ هارب


وفي يوم عمروٍ إي لعمري مناقبٌ
مُبَيَّنَةٌ ما مثلهنَّ مناقبُ


وفي مرحبٍ لو يعلمون قناعةٌ
وفي کل يوْمٍ للوصيِّ مراحبُ


وفي خيبرٍ أخبارُهُ الغرُّ بيَّنَتْ
حقيقتَها والليثُ بالسيف لا عبُ

[صفحه 138]

ومنها:


وکم دعوةٍ للمصطفي فيه حُقِّقَتْ
وآمالُ مَنْ عادي الوصيَّ خوائبُ


فمن رَمَدٍ آذاه جَلّاه داعياً
لساعته والريحُ في الحرب عاصبُ


ومن سطوةٍ للحرِّ والبرد دوفعَتْ
بدعوتِهِ عنه وفيها عجائبُ


ومنها:


وفي أيِّ يومٍ لم يکن شمسَ يومِهِ
إذا قيل: هذا يومُ تُقْضي المآربُ


أفي خطبة الزهراء لما استخصَّهُ
کفاءً لها والکلُّ من قبلُ طالبُ


أفي الطير لما قد دعا فأجابه
وقد ردَّه عني غبيٌّ مواربُ


أفي يوم خمٍّ إذ أشاد بذکره
وقد سمع الإيصاءَ جاءٍ وذاهبُ


أفي رفعِهِ يوم التباهل قدرَهُ
وذلک مجدٌ- ما علمت- مواظبُ


أفي ضمّهِ يوم الکساء وقولِهِ:
هُمُ أهلُ بيتي حين جبريل حاسبُ


أفي خصفِهِ للنعل لمّا أحلَّه
بحيث تراءتْهُ النجوم الثواقبُ


أفي القول نصّاً للزبير محذِّراً:
تحاربُهُ بالظلم حين تحاربُ


وله قوله:


بمحمدٍ ووصيِّه وابنَيْهما
ألطاهرَيْنِ وسيدِ العُبّادِ


ومحمدٍ وبجعفرِ بن محمدٍ
وسميِّ مبعوثٍ بشاطي الوادي


وعليٍّ الطوسيِّ ثم محمدٍ
وعليٍّ المسموم ثم الهادي


حسنٍ وأتْبعْ بعده بإمامةٍ
للقائم المبعوث بالمرصادِ


وله:


قالوا: ترفَّضْتَ، قلتُ: کلّا
ما الرفضُ ديني ولا اعتقادي


لکنْ تواليت دون شکٍّ
خيرَ إمامٍ وخيرَ هادي


إنْ کان حبُّ الوصيِّ رفضاً
فإنني أرفَضُ العبادِ


وله:


وقالوا: عليٌّ علا قلتُ: لا
فان العُلي بِعَلِيٍّ علا


ولکنْ أقولُ کقول النبيّ
وقد جمع الخلقَ کلَّ الملا


ألا إنَّ مَنْ کنتُ موليً له
يوالي عليّاً وإلا فلا


وله:


عليٌّ وليُّ المؤمنين لديکُمُ
ومولاکم من بين کل الأعاظم


عليٌّ من الغصن الذي منه أحمدٌ
ومن سائر الأشجار أولاد آدمِ


وله:


إنَّ المحبَّةَ للوصيِّ فريضةٌ
أعني أميرَ المؤمنين عليّا


قد کلَّفَ اللَّهُ البريةَ کلَّها
واختاره للمؤمنين وليّا

[صفحه 139]


صفحه 109، 110، 111، 112، 113، 114، 115، 116، 117، 118، 119، 120، 121، 122، 123، 124، 125، 126، 127، 128، 129، 130، 131، 132، 133، 134، 135، 136، 137، 138، 139.








  1. هکذا ورد العجز في بعض المصادر.