ابوعبداللَّه البشنوي الكردي











ابوعبداللَّه البشنوي الکردي



(...- 380 ه)

الحسين بن داود الکردي البشنوي شاعرٌ مجاهر في حبّ أهل البيت عليهم السلام، وما نقل عن بعض بأنه شاعر بني مروان، فهو اشتباه وقع فيه أکثر المؤرخين، ذلک أنه يمتّ الي بني مروان بصلة خؤولة فهم أخواله، ثم إنهم ملوک ديار بکر لا مروان أميّة. وهم أولاد أخت باذ الکردي، وأولهم أبوعلي بن مروان استولي علي حکم ديار بکر من خاله.

له کتابان: الدلايل، والرسائل البشنوية، إضافة إلي ديوان شعره.

أما عقيدته فهي مما لا يُرتاب فيها، فإن القارئ يجد في أغلب شعره مدحه للأئمة عليهم السلام ووصفهم بالمعصومين، وهو يوجه الحديث النبوي المقدس «النظر في وجه المؤمن عبادة» إلي أميرالمؤمنين عليه السلام وذلک بقوله:


إذا نظرت إلي وجه الوصيّ فقد
عبدت ربک في قول وفي عمل


وکذلک في باقي أشعاره.

توفي عام 380 ه 990 م.

وله في يوم الغدير قوله:


وقد شهدوا عيد «الغدير» وأُسمعوا
مقال رسول اللَّه من غير کتمانِ


ألست بکم أولي من الناس کلّهم؟
فقالوا: بلي يا أفضل الإنس والجانِ

[صفحه 106]

فقام خطيباً بين أعواد منبرٍ
ونادي بأعلا الصوت جهراً بإعلانِ


بحيدرةٍ والقوم خرس أذلَّة
قلوبهمُ ما بين خلف وعينانِ


فلبَّي مُجيباً ثمَّ أسرع مقبلاً
بوجه کمثل البدر في غصُن البانِ


فلاقاه بالترحيب ثمَّ ارتقي به
إليه وصار الطّهر للمصطفي ثانِ


وشال بعضديه وقال وقد صغي
إلي القول أقصي القوم تاللَّه والدانِ


عليٌّ أخي لا فرق بيني وبينه
کهارون من موسي الکليم ابن عمرانِ


ووارث علمي والخليفة في غدٍ
علي أُمَّتي بعدي إذا زُرت جثماني


فيا ربِّ مَن والي عليّاً فواله
وعاد الذي عاداه واغضب علي الشاني


وله قوله من قصيدة:


أأترک مشهور الحديث وصدقه
غداة بخمٍّ قام أحمد خاطبا؟


ألست لکم موليً ومثلي وليّکم
عليٌّ فوالوه وقد قلت واجباً


وله قوله:


يوم «الغدير» لذي الولاية عيدُ
ولذي النواصب فضله مجحودُ


يومٌ يوسَّم في السماء بأنَّهُ
ألعهد فيه وذلک المعهودُ


والأرض بالميراث أضحت وسمه
لو طاع موطودٌ وکفَّ حسودُ


وقوله:


يامُصرف النصِّ جهلاً عن أبي حسن
باب المدينة عن ذي الجهل مقفولُ


مدينة العلم ما عن بابها عوضٌ
لطالب العلم إذ ذو العلم مسؤولُ


مولي الأنام عليُّ والوليُّ معاً
کما تفوَّه عن ذي العرش جبريلُ


ومن شعره في الإمام علي عليه السلام قوله:

[صفحه 107]

خير الوصيِّين مِن خير البيوت ومِن
خير القبايل معصومٌ مِن الزَّللِ


إذا نظرتَ إلي وجه الوصيِّ فقد
عبدتَ ربّک في قولٍ وفي عملِ


وله قوله:


فمدينة العلم التي هو بابها
أضحي قسيم النّار يوم مآبهِ


فعدوُّه أشقي البريَّة في لظيً
ووليّه المحبوب يوم حسابهِ


وله قوله:


خير البريَّة خاصف النعل الذي
شهد النبيُّ بحقِّه في المشهدِ


وبعلمه وقضائه وبسيفه
شهد الرَّسول مع الملائک فاشهدِ

[صفحه 108]


صفحه 106، 107، 108.