ابوعبداللَّه البشنوي الکردي
الحسين بن داود الکردي البشنوي شاعرٌ مجاهر في حبّ أهل البيت عليهم السلام، وما نقل عن بعض بأنه شاعر بني مروان، فهو اشتباه وقع فيه أکثر المؤرخين، ذلک أنه يمتّ الي بني مروان بصلة خؤولة فهم أخواله، ثم إنهم ملوک ديار بکر لا مروان أميّة. وهم أولاد أخت باذ الکردي، وأولهم أبوعلي بن مروان استولي علي حکم ديار بکر من خاله. له کتابان: الدلايل، والرسائل البشنوية، إضافة إلي ديوان شعره. أما عقيدته فهي مما لا يُرتاب فيها، فإن القارئ يجد في أغلب شعره مدحه للأئمة عليهم السلام ووصفهم بالمعصومين، وهو يوجه الحديث النبوي المقدس «النظر في وجه المؤمن عبادة» إلي أميرالمؤمنين عليه السلام وذلک بقوله: إذا نظرت إلي وجه الوصيّ فقد وکذلک في باقي أشعاره. توفي عام 380 ه 990 م. وله في يوم الغدير قوله: وقد شهدوا عيد «الغدير» وأُسمعوا ألست بکم أولي من الناس کلّهم؟ [صفحه 106] فقام خطيباً بين أعواد منبرٍ بحيدرةٍ والقوم خرس أذلَّة فلبَّي مُجيباً ثمَّ أسرع مقبلاً فلاقاه بالترحيب ثمَّ ارتقي به وشال بعضديه وقال وقد صغي عليٌّ أخي لا فرق بيني وبينه ووارث علمي والخليفة في غدٍ فيا ربِّ مَن والي عليّاً فواله وله قوله من قصيدة: أأترک مشهور الحديث وصدقه ألست لکم موليً ومثلي وليّکم وله قوله: يوم «الغدير» لذي الولاية عيدُ يومٌ يوسَّم في السماء بأنَّهُ والأرض بالميراث أضحت وسمه وقوله: يامُصرف النصِّ جهلاً عن أبي حسن مدينة العلم ما عن بابها عوضٌ مولي الأنام عليُّ والوليُّ معاً ومن شعره في الإمام علي عليه السلام قوله: [صفحه 107] خير الوصيِّين مِن خير البيوت ومِن إذا نظرتَ إلي وجه الوصيِّ فقد وله قوله: فمدينة العلم التي هو بابها فعدوُّه أشقي البريَّة في لظيً وله قوله: خير البريَّة خاصف النعل الذي وبعلمه وقضائه وبسيفه [صفحه 108]
(...- 380 ه)
عبدت ربک في قول وفي عمل
مقال رسول اللَّه من غير کتمانِ
فقالوا: بلي يا أفضل الإنس والجانِ
ونادي بأعلا الصوت جهراً بإعلانِ
قلوبهمُ ما بين خلف وعينانِ
بوجه کمثل البدر في غصُن البانِ
إليه وصار الطّهر للمصطفي ثانِ
إلي القول أقصي القوم تاللَّه والدانِ
کهارون من موسي الکليم ابن عمرانِ
علي أُمَّتي بعدي إذا زُرت جثماني
وعاد الذي عاداه واغضب علي الشاني
غداة بخمٍّ قام أحمد خاطبا؟
عليٌّ فوالوه وقد قلت واجباً
ولذي النواصب فضله مجحودُ
ألعهد فيه وذلک المعهودُ
لو طاع موطودٌ وکفَّ حسودُ
باب المدينة عن ذي الجهل مقفولُ
لطالب العلم إذ ذو العلم مسؤولُ
کما تفوَّه عن ذي العرش جبريلُ
خير القبايل معصومٌ مِن الزَّللِ
عبدتَ ربّک في قولٍ وفي عملِ
أضحي قسيم النّار يوم مآبهِ
ووليّه المحبوب يوم حسابهِ
شهد النبيُّ بحقِّه في المشهدِ
شهد الرَّسول مع الملائک فاشهدِ
صفحه 106، 107، 108.