المؤيد في الدين
هبة اللَّه بن موسي بن داود الشيرازي، داعي الدعاة شاعر وعالم فاضل. ولد في شيراز حوالي سنة 290 ه 902 م، وبها شبّ وترعرع. غادرها عام 329 إلي الأهواز خوفاً من السلطان أبي کاليجار الذي وقع له معه ما يورث البغضاء؛ لکنه لم يأمن الغدر فرحل إلي حلة منصور بن الحسين الأسدي الذي ملک الجزيرة الدبيسية جنوب العراق حيث مکث فيها سبعة أشهر رحل بعدها إلي الموصل وحاکمها يومذاک قرواش العقيلي الذي لم ينصره مما حدا به إلي الهجرة إلي مصر بعد عام 336 التي قطن فيها حتي وفاته. وکان داعيا نشطا من دعاة الإسماعيلية، وقد وصف نفسه بأنه شيخها، ويدها، ولسانها. فقد کان عالماً فذاً مقتدراً ويشهد بذلک مناظراته ومؤلفاته. فله مناظرات مع علماء شيراز ومع أبي العلاء المعري. وله مصنفات. وله في أميرالمؤمنين عليه السلام قوله: لو أرادوا حقيقة الدِّين کانوا وأتت فيه آيةُ النصِّ بلِّغ ذاکُم المرتضي عليٌّ بحقٍّ [صفحه 103] ذاک برهان ربِّه في البرايا فأطيعوا جحداً أولي الأمر منهم وله من قصيدة ذات 51 بيتاً توجد في ديوانه ص245، أوّلها: نسيم الصَّبا ألمِمْ بفارسَ غاديا حتي يقول: لئن مسَّني بالنّفي قُرحٌ فإنّني فقد زُرتُ في «کوفان» للمجد قبَّةً هي القُبَّة البيضاء قُبّة «حيدر» وصيّ النبيّ المصطفي وابن عمِّه ومَن قال قومٌ فيه قولاً مُناسباً فيا حبّذا التطواف حول ضريحه ويا حبّذا تعفير خدّي فوقه أُناجي وأشکو ظالمي بتحرُّقٍ [صفحه 104]
(290 ه- 370 ه)
تبعاً للذي أقام الرَّسولُ
يوم «خُمٍّ» لمّا أتي جبريلُ
فبعلياه ينطق التَّنزيلُ
ذاک في الأرض سيفه المسلولُ
فلهم في الخلائق التَّفضيلُ
وأبلغ سلامي أهل وُدّي الأزاکيا
بلغتُ به في بعض همّي الأمانيا
هي الدين والدنيا بحقّ کما هيا
وصيّ الذي قد أرسل اللَّه هاديا
ومن قام موليً في «الغدير» وواليا
لقول النّصاري في المسيح مضاهيا
أُصلّي عليه في خشوع تواليا
ويا طيب إکبابي عليه مناجيا
يثير دموعاً فوق خدّي جواريا
صفحه 103، 104.