المؤيد في الدين











المؤيد في الدين



(290 ه- 370 ه)

هبة اللَّه بن موسي بن داود الشيرازي، داعي الدعاة شاعر وعالم فاضل.

ولد في شيراز حوالي سنة 290 ه 902 م، وبها شبّ وترعرع. غادرها عام 329 إلي الأهواز خوفاً من السلطان أبي کاليجار الذي وقع له معه ما يورث البغضاء؛ لکنه لم يأمن الغدر فرحل إلي حلة منصور بن الحسين الأسدي الذي ملک الجزيرة الدبيسية جنوب العراق حيث مکث فيها سبعة أشهر رحل بعدها إلي الموصل وحاکمها يومذاک قرواش العقيلي الذي لم ينصره مما حدا به إلي الهجرة إلي مصر بعد عام 336 التي قطن فيها حتي وفاته.

وکان داعيا نشطا من دعاة الإسماعيلية، وقد وصف نفسه بأنه شيخها، ويدها، ولسانها. فقد کان عالماً فذاً مقتدراً ويشهد بذلک مناظراته ومؤلفاته. فله مناظرات مع علماء شيراز ومع أبي العلاء المعري. وله مصنفات.

وله في أميرالمؤمنين عليه السلام قوله:


لو أرادوا حقيقة الدِّين کانوا
تبعاً للذي أقام الرَّسولُ


وأتت فيه آيةُ النصِّ بلِّغ
يوم «خُمٍّ» لمّا أتي جبريلُ


ذاکُم المرتضي عليٌّ بحقٍّ
فبعلياه ينطق التَّنزيلُ

[صفحه 103]

ذاک برهان ربِّه في البرايا
ذاک في الأرض سيفه المسلولُ


فأطيعوا جحداً أولي الأمر منهم
فلهم في الخلائق التَّفضيلُ


وله من قصيدة ذات 51 بيتاً توجد في ديوانه ص245، أوّلها:


نسيم الصَّبا ألمِمْ بفارسَ غاديا
وأبلغ سلامي أهل وُدّي الأزاکيا


حتي يقول:


لئن مسَّني بالنّفي قُرحٌ فإنّني
بلغتُ به في بعض همّي الأمانيا


فقد زُرتُ في «کوفان» للمجد قبَّةً
هي الدين والدنيا بحقّ کما هيا


هي القُبَّة البيضاء قُبّة «حيدر»
وصيّ الذي قد أرسل اللَّه هاديا


وصيّ النبيّ المصطفي وابن عمِّه
ومن قام موليً في «الغدير» وواليا


ومَن قال قومٌ فيه قولاً مُناسباً
لقول النّصاري في المسيح مضاهيا


فيا حبّذا التطواف حول ضريحه
أُصلّي عليه في خشوع تواليا


ويا حبّذا تعفير خدّي فوقه
ويا طيب إکبابي عليه مناجيا


أُناجي وأشکو ظالمي بتحرُّقٍ
يثير دموعاً فوق خدّي جواريا

[صفحه 104]


صفحه 103، 104.