الناشئ الصغير











الناشئ الصغير



(327 ه- 365 ه)

أبوالحسن عليّ بن عبداللَّه بن الوصيف، الناشئ الصغير البغدادي شاعرٌ مؤلف ولد عام 327 ه 938 م. وقد تضلّع في النظر في الکلام، وبرع في الفقه. والحديث، ونبغ في الأدب ونظم القريض. وکان جليلاً متمکناً حتي أن الشيخ المفيد والشيخ الطوسي رويا عنه، الثاني بوساطة الأول. أخذ العلم عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت المعدود من أعاظم متکلمي الشيعة. ونقل شيخ الطائفة: أنه کان علي مذهب أهل الظاهر في الفقه.

له کتاب في الإمامة، وعد الشيخ في الفهرست عدة کتب له. فقد کان جمّ العلم، غزير الفهم، واسع المعرفة في المناظرات حتي نقل عنه الخالع في معجمه أنّه يناظر بأجود عبارة، وأفني عمره بمديح أهل البيت عليهم السلام.

ولکرامة شعره عند الزهراء عليهاالسلام أنها تبعث أحداً رآها في منامه إلي أحمد المزوّق لينوح علي ولدها الشهيد عليه السلام بعينيته.

توفي يوم الإثنين في الخامس من صفر سنة 365 ه 975 م، ودفن في مقابر قريش. وهو ممَّن نبش قبره في واقعة 443 ه وأحرقت جثّته.

وله في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام قوله:


يا آل ياسين مَن يحبّکمُ
بغير شکٍّ لنفسه نصحا


حتي يقول:

[صفحه 100]

أبوکمُ أحمد وصاحبه
الممنوح من علم ربِّه منحا


ذاک عليُّ الذي تفرُّده
في يوم «خُمّ» بفضله اتَّضحا


إذ قال بين الوري وقام به
مُعتضداً في القيام مکتشحا


من کنت مولاه فالوصيُّ له
موليً بوحي من الإله وحي


فبخبخوا ثمَّ بايعوه ومَن
يُبايع اللَّه مخلصاً ربحا


ذاک عليُّ الَّذي يقول له
جبريل يوم النزال مُمتدحا


لا سيف إلّا سيف الوصيّ ولا
فتيً سواه إن حادثٌ فدحا


لو وزنوا ضربه عمرواً وأعما
ل البرايا لضربه رجحا


ذاک عليُّ الَّذي تراجع عن
فتحٍ سواه وسار فافتتحا


في يوم حضَّ اليهود حين أق
-لّ الباب من حصنهم وحين دحا


لم يشهد المسلمون قطُّ رحي
حرب وألفوا سواه قطب رحي


صلّي عليه الإله تزکيةً
ووفّق العبد يُنشئ المدحا


وقال في قصيدة يوجد منها 36 بيتاً:


ألا يا خليفة خير الوري
لقد کفر القوم إذ خالفوکا


فيا ناصر المصطفي أحمدٍ
تعلّمت نصرته من أبيکا


فأنت الخليفة دون الأنام
فما بالهم في الوري خلّفوکا


ولا سيَّما حين وافيته
وقد سار بالجيش يبغي تبوکا


فقال أُناس: قلاه النبيّ
فصرتَ إلي الطّهر إذ خفَّضوکا


فقال النبيُّ جواباً لما
يؤدّي إلي مسمع الطّهر فوکا


ألم ترض انّا علي رغمهم
کموسي وهارون إذ وافقوکا؟

[صفحه 101]

ولو کان بعدي نبيٌّ کما
جعلت الخليفة کنت الشريکا


وأنت الخليفة يوم انتجاک
علي الکور حيناً وقد عاينوکا


يراک نجيّاً له المسلمون
وکان الإله الَّذي ينتجيکا


علي فم أحمد يوحي إليک
وأهل الضغاين مُستشرفوکا


وأنت الخليفة في دعوة ال
-عشيرة إذ کان فيهم أبوکا


ويوم «الغدير» وما يومه
ليترک عذراً إلي غادريکا


وله يمدح آل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم قوله:


بآل محمَّد عُرف الصوابُ
وفي أبياتهم نزل الکتابُ


حتي يقول:


ولا سيما أبوحسن عليّ
له في الحرب مرتبةٌ تُهابُ


کأنَّ سنان ذابله ضميرٌ
فليس عن القلوب له ذهابُ


وصارمه کبيعته بخمٍّ
معاقدها من القوم الرِّقابُ


عليُّ الدرّ والذهب المصفّي
وباقي الناس کلّهم تُرابُ


إذا لم تَبر من أعدا عليٍّ
فما لک في محبَّته ثوابُ


إذا نادت صوارمه نفوساً
فليس لها سوي نَعَم جوابُ


فبين سنانه والدِّرع سلمٌ
وبين البيض والبيض اصطحابُ


هو البکّاء في المحراب ليلاً
هو الضحّاک إن جدَّ الضرابُ


ومَن في خفِّه طرح الأعادي
حباباً کي يلسبه الحبابُ


فحين أراد لبس الخفِّ وافي
يُمانعه عن الخف الغرابُ


وطار به فأکفأهُ وفيه
حبابٌ في الصعيد له انسيابُ


ومَن ناجاه ثعبانٌ عظيمٌ
بباب الطّهر ألقته السّحابُ


هُو النبأ العظيم وفلکُ نوحٍ
وباب اللَّه وانقطع الخطابُ

[صفحه 102]


صفحه 100، 101، 102.