محمد بن هانئ الأندلسي











محمد بن هانئ الأندلسي



(326 ه- 362 ه)

محمد بن هانئ بن سعدون الأشبيلي الأندلسي، شاعر معروف وعالم فاضل، ولد عام 326 ه 938 م ونشأ في جوّ علميٍّ أدبي وحصل له حظٌّ وافر من الأدب ونبغ في الشعر وکان حافظاً لأشعار العرب وأخبارهم وحضر علي علماء دار العلم بقرطبة فبرع بکثير من العلوم لا سيّما علم الهيئة، واعتبر في الأدب متقدّماً حتي قيل ليس في المغاربة أفصح منه بل هو عندهم کالمتنبّي عند المشارقة، واتّصل بالخلفاء والامراء فأکرموه، وشعره طافح بالتشيّع والولاء لأهل البيت عليهم السلام، قُتِل عام 362 ه 973 م عن عمرٍ لم يبلغ الأربعين.

وله من قصيدة مطلعها:


هل من أعقَّةِ عالج يبرينُ
أم منهما بقر الحدوج العينُ


واعذر أميَّة ان تغصَّ بريقها
فالمهلُ ما سُقِيَتْهُ والغسلين


ألقت بأيدي الذلَّ ملقي عمرها
بالثوب إذ فغرتْ لهُ صفّين


قد قاد أمرهم وقلَّد ثغرهم
منهم مهينٌ لا يکاد يبين


أبني لؤيَّ اين فضل قديمکم
بل اين حلمٌ کالجبال رصين


نازعتمُ حقَّ الوصيَّ ودونهُ
حرمٌ وحجرٌ مانعٌ وحجون


ناضلتموه علي الخلافة بالتي
ردَّت وفيکم حدَّها المسنون


حرَّفتموها عن أبي السبطين عن
زمعٍ وليس من الهجان هجين

[صفحه 98]

لو تتَّقون اللَّه لم يطمح لها
طرفٌ ولم يشمخ لها عرنين


لکنّکم کنتم کأهل العجل لم
يحفظ لموسي فيهم هارون


لو تسألون القبر يوم فرحتمُ
لأجاب أنَّ محمداً محزون


ماذا تريد من الکتاب نواصبٌ
ولهُ ظهورٌ دونها وبطون


هي بغيةٌ أظللتموها فارجعوا
في آل ياسينٍ ثوت ياسين


ردُّوا عليهم حکمهم فعليهم
نزلَ البيانُ وفيهمِ التبيين


البيت بيت اللَّه وهو معظّمٌ
والنورُ نورُ اللَّه وهو مبين


والسترُ سترُ الغيب وهو محجب
والسرُّ سرُّ اللَّه وهو مصون


النورُ انت وکلُّ نورٍ ظلمةٌ
والفوقُ انت وکلُّ قدرٍ دون


لو کان رأيک شائعاً في أمَّةٍ
علموا بما سيکون قبل يکون

[صفحه 99]


صفحه 98، 99.