ابوالفتح کشاجم
محمود بن محمد بن الحسين بن سندي بن شاهک الرملي المعروف بکشاجم. وکشاجم مجموعة حروف کل حرف منها يمثل أول حرف من علم ما، فهو کاتب، شاعر، أديب، جدلي متکلم، منطقي، منجم. ولما برع في الطب زاد حرف الطاء فأصبح طکشاجم لکنه لم يشتهر به، کما في شذرات الذهب، والشيعة وفنون الإسلام، وتاريخ ابن خلکان. من أبرز شعراء القرن الرابع الهجري. راوية شعره أبوبکر محمد بن عبداللَّه الحمدوني، وشعره يطفح باعتداده بنفسه وقدرته حتي أنه قال: لو بحق تناول النجم خلق وهو الذي لقّب نفسه ب (کشاجم(. کان هجّاءً مقلاً، غير أنّه کان شديداً في هجوه غيره قاسي الألفاظ. ولقد ترفّعت به نفسه عن الرياسة والرتبة والوقوف علي أبواب الملوک. وکان يطلب من أوليائه عدم قبول الوظائف السلطانية. غادر مسقط رأسه (الرملة) إلي الأقطار الشرقية وساح في البلاد فوصل مصرَ وحلبَ والشام. وکان إمامياً صادق التشيع موالياً لأهل بيت العصمة. تلمذ علي الأخفش الصغير علي بن سليمان (ت 315) وله مؤلفات [صفحه 95] منها: أدب النديم، وکتاب الرسائل، کتاب المصايد والمطارد، وخصائص الطرف، والصبيح. لم تثبت المصادر تاريخ ولادته والمرجح أنها في منتصف القرن الثالث. أما وفاته فمن قائل أنه توفي 360 ه 970 م، وقائل انه توفي في 350 ه 961 م وثالث في 330 ه 941 م. وله في الإمام علي عليه السلام: له شُغُلٌ عن سؤال الطللْ هُم حجج اللَّه في خلقه حتي يقول: ومَن أنزل اللَّه تفضيلهم فجدّهُم خاتم الأنبياء ووالدهم سيِّد الأوصياء وقد علموا أنّ يوم الغدير فيا معشر الظالمين الّذين إلي أن قال: يُخالفکم فيه نصُّ الکتاب نبذتم وصيَّته بالعراء وقوله في ولاء أميرالمؤمنين عليه السلام: حبُّ الوصيِّ مبرَّةٌ وصله والنّاس عالمهم يدين به ويري التشيّع في سراتهُم [صفحه 96] وقوله في المعني: حبُّ عليٍّ علوّ همَّه ميِّز محبِّيه هل تراهم وله قوله: زعموا أنَّ من أحبَّ عليّاً کذبوا من أحبَّه من فقيرٍ حرّفوا منطق الوصيِّ بمعنيً إنَّما قال: أرفضوا عنکم الدن [صفحه 97]
(...- 360 ه)
نلت أعلي النجوم باستحقاق
أقام الخليط به أم رحلْ؟
ويوم المعاد علي من خذلْ
فردَّ علي اللَّه ما قد نزلْ
ويعرف ذاک جميع المللْ
ومُعطي الفقير ومُردي البطلْ
بغدرهمُ جرَّ يوم الجملْ
أذاقوا النبيَّ مضيض الثکلْ
وما نصَّ في ذاک خير الرُّسلْ
وقلتم عليه الَّذي لم يقلْ
وطهارةٌ بالأصل مکتفله
حبّاً ويجهل حقَّه الجهله
والنّصب في الأرذال والسفله
لأنّه سيِّد الأئمَّه
إلّا ذوي ثروة ونعمه؟!
ظلَّ لِلفقر لابساً جلبابا
يتحلّي من الغني أثوابا
خالفوا إذ تأوَّلوه الصَّوابا
-يا إذا کنتمُ لنا أحبابا
صفحه 95، 96، 97.