ابوالفتح كشاجم











ابوالفتح کشاجم



(...- 360 ه)

محمود بن محمد بن الحسين بن سندي بن شاهک الرملي المعروف بکشاجم. وکشاجم مجموعة حروف کل حرف منها يمثل أول حرف من علم ما، فهو کاتب، شاعر، أديب، جدلي متکلم، منطقي، منجم. ولما برع في الطب زاد حرف الطاء فأصبح طکشاجم لکنه لم يشتهر به، کما في شذرات الذهب، والشيعة وفنون الإسلام، وتاريخ ابن خلکان. من أبرز شعراء القرن الرابع الهجري.

راوية شعره أبوبکر محمد بن عبداللَّه الحمدوني، وشعره يطفح باعتداده بنفسه وقدرته حتي أنه قال:


لو بحق تناول النجم خلق
نلت أعلي النجوم باستحقاق


وهو الذي لقّب نفسه ب (کشاجم(.

کان هجّاءً مقلاً، غير أنّه کان شديداً في هجوه غيره قاسي الألفاظ. ولقد ترفّعت به نفسه عن الرياسة والرتبة والوقوف علي أبواب الملوک. وکان يطلب من أوليائه عدم قبول الوظائف السلطانية. غادر مسقط رأسه (الرملة) إلي الأقطار الشرقية وساح في البلاد فوصل مصرَ وحلبَ والشام.

وکان إمامياً صادق التشيع موالياً لأهل بيت العصمة.

تلمذ علي الأخفش الصغير علي بن سليمان (ت 315) وله مؤلفات

[صفحه 95]

منها: أدب النديم، وکتاب الرسائل، کتاب المصايد والمطارد، وخصائص الطرف، والصبيح.

لم تثبت المصادر تاريخ ولادته والمرجح أنها في منتصف القرن الثالث. أما وفاته فمن قائل أنه توفي 360 ه 970 م، وقائل انه توفي في 350 ه 961 م وثالث في 330 ه 941 م.

وله في الإمام علي عليه السلام:


له شُغُلٌ عن سؤال الطللْ
أقام الخليط به أم رحلْ؟


هُم حجج اللَّه في خلقه
ويوم المعاد علي من خذلْ


حتي يقول:


ومَن أنزل اللَّه تفضيلهم
فردَّ علي اللَّه ما قد نزلْ


فجدّهُم خاتم الأنبياء
ويعرف ذاک جميع المللْ


ووالدهم سيِّد الأوصياء
ومُعطي الفقير ومُردي البطلْ


وقد علموا أنّ يوم الغدير
بغدرهمُ جرَّ يوم الجملْ


فيا معشر الظالمين الّذين
أذاقوا النبيَّ مضيض الثکلْ


إلي أن قال:


يُخالفکم فيه نصُّ الکتاب
وما نصَّ في ذاک خير الرُّسلْ


نبذتم وصيَّته بالعراء
وقلتم عليه الَّذي لم يقلْ


وقوله في ولاء أميرالمؤمنين عليه السلام:


حبُّ الوصيِّ مبرَّةٌ وصله
وطهارةٌ بالأصل مکتفله


والنّاس عالمهم يدين به
حبّاً ويجهل حقَّه الجهله


ويري التشيّع في سراتهُم
والنّصب في الأرذال والسفله

[صفحه 96]

وقوله في المعني:


حبُّ عليٍّ علوّ همَّه
لأنّه سيِّد الأئمَّه


ميِّز محبِّيه هل تراهم
إلّا ذوي ثروة ونعمه؟!


وله قوله:


زعموا أنَّ من أحبَّ عليّاً
ظلَّ لِلفقر لابساً جلبابا


کذبوا من أحبَّه من فقيرٍ
يتحلّي من الغني أثوابا


حرّفوا منطق الوصيِّ بمعنيً
خالفوا إذ تأوَّلوه الصَّوابا


إنَّما قال: أرفضوا عنکم الدن
-يا إذا کنتمُ لنا أحبابا

[صفحه 97]


صفحه 95، 96، 97.