ابوفراس الحمداني
ابو فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني التغلبي شاعرٌ شهير وفارسٌ مقدام، جمع بين ريادة الشعر وقيادة العسکر، فهو متقدم في المقامين. وجمع إلي هيبة الأمراء لطف الشعراء ومفاکهة الأدباء، فلا الحرب تخيفه ولا القوافي تعصيه. ترجم شعره إلي الالمانية. وحکي عن الصاحب أنه کان يقول: بدئ الشعر بملک وختم بملک، يعني امرأ القيس وابا فراس. ولد في منبج عام 321 ه 933 م، وتنقل في بلاد الشام في دولة ابن عمه سيف الدولة. واشتهر في عدة معارک حارب بها الروم، وأسر مرتين: الأولي في ( مغارة الکحل) عام 348، والثانية علي منبج وکان متقلداً بها، في شوال 351 ه، وکان جريحاً حينها حيث بقي في الأسر أربع سنوات استنقذه بعدها سيف الدولة في عام 355، وهناک بولغ في تکريمه من قبل ملک الروم وأعفي من کل ما يتوجب علي الأسير فعله مما فيه إذلال له ولدينه فنظم رومياته [صفحه 92] الشهيرة في محبسه. استشهد يوم الاربعاء في الثامن من ربيع الاول عام 357 ه 967 م بأمر من قرعويه غلام سيف الدولة وذلک بعد وفاة سيف الدولة واستقلال ابنه أبي المعالي الذي کلف قرعويه بمطاردة أبي فراس کونه حاول الاستقلال بحمص. وله في بعض وقائع الإسلام بعد وفاة النبي محمد صلي الله عليه و آله ويذکر فيها أحقية أميرالمؤمنين بالخلافة، وهي طويلة يعرض فيها أحوال الأئمة عليهم السلام نقتطف منها ما يلي: ألحقُّ مُهتضمٌ والدين مُخترمُ حتي يقول: قام النبيُّ بها «يوم الغدير» لهم حتّي إذا أصبحت في غير صاحبها وصيَّروا أمرهم شوري کأنَّهُم تاللَّه ما جهل الأقوام موضعها أمّا عليٌّ فأدني من قرابتکم بئس الجزاءُ جزيتم في بني حسن لا بيعة ردعتکم عن دمائهمُ وله هائيَّةٌ يمدح بها أهل البيت وفيها ذکر «الغدير» وهي: يومٌ بسفح الدار لا أنساهُ يومٌ عمرت العمر فيه بفتيةٍ حتي يقول: أتراهُم لم يسمعوا ما خصّه [صفحه 93] إذ قال يوم «غدير خمّ» معلناً هذي وصيَّته إليه فافهموا إقروا من القرآن ما في فضله لو لم تُنزَّل فيه إلّا «هل أتي» مَن کان أوَّل مَن حوي القرآن من مَن کان صاحب فتح خيبر من رمي مَن عاضد المختار مِن دون الوري؟ مَن بات فوق فراشه متنکّراً مَن ذا أراد إلهنا بمقاله مَن خصَّه جبريل من ربِّ العُلي أنسيتُم يوم الکساء وأنَّه ومن شعره في المذهب: لست أرجو النجاة من کلّما أخ وله في المعني: شافعي أحمد النبيُّ ومولا [صفحه 94]
(321 ه- 357 ه)
وفي ء آل رسول اللَّه مُقتسمُ
واللَّه يشهد والأملاک والأممُ
باتت تنازعها الذُّؤبان والرخمُ
لا يعرفون وُلاة الحقِّ أيّهُم
لکنَّهم ستروا وجه الّذي علموا
عند الولاية إن لم تُکفر النعمُ
أباهم العَلَم الهادي وأُمَّهمُ
ولا يمين ولا قُربي ولا ذَممُ
أرعي له دهري الذي أولاهُ
من نورهم أخذ الزمان بهاهُ
منه النبيُّ مِن المقال أتاهُ
من کنت مولاه فذا مولاهُ
يا مَن يقول بأنَّ ما أوصاهُ
وتأمّلوه وأفهموا فحواهُ
من دون کلِّ مُنزَّل لکفاهُ
لفظ النبيِّ ونطقه وتلاهُ؟!
بالکفّ منه بابه ودحاهُ؟
مَنْ آزر المختار مَن آخاهُ؟
لَمّا أطلَّ فراشه أعداهُ؟
ألصّادقون القانتون سواهُ؟
بتحيَّةٍ من ربِّه وحباهُ؟
ممَّن حواه مع النبيِّ کساهُ؟
-شاه إلّا بأحمد وعليّ
ي عليٌّ والبنت والسبطانِ
صفحه 92، 93، 94.