ابوفراس الحمداني











ابوفراس الحمداني



(321 ه- 357 ه)

ابو فراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني التغلبي شاعرٌ شهير وفارسٌ مقدام، جمع بين ريادة الشعر وقيادة العسکر، فهو متقدم في المقامين. وجمع إلي هيبة الأمراء لطف الشعراء ومفاکهة الأدباء، فلا الحرب تخيفه ولا القوافي تعصيه. ترجم شعره إلي الالمانية.

وحکي عن الصاحب أنه کان يقول: بدئ الشعر بملک وختم بملک، يعني امرأ القيس وابا فراس.

ولد في منبج عام 321 ه 933 م، وتنقل في بلاد الشام في دولة ابن عمه سيف الدولة. واشتهر في عدة معارک حارب بها الروم، وأسر مرتين: الأولي في ( مغارة الکحل) عام 348، والثانية علي منبج وکان متقلداً بها، في شوال 351 ه، وکان جريحاً حينها حيث بقي في الأسر أربع سنوات استنقذه بعدها سيف الدولة في عام 355، وهناک بولغ في تکريمه من قبل ملک الروم وأعفي من کل ما يتوجب علي الأسير فعله مما فيه إذلال له ولدينه فنظم رومياته

[صفحه 92]

الشهيرة في محبسه.

استشهد يوم الاربعاء في الثامن من ربيع الاول عام 357 ه 967 م بأمر من قرعويه غلام سيف الدولة وذلک بعد وفاة سيف الدولة واستقلال ابنه أبي المعالي الذي کلف قرعويه بمطاردة أبي فراس کونه حاول الاستقلال بحمص.

وله في بعض وقائع الإسلام بعد وفاة النبي محمد صلي الله عليه و آله ويذکر فيها أحقية أميرالمؤمنين بالخلافة، وهي طويلة يعرض فيها أحوال الأئمة عليهم السلام نقتطف منها ما يلي:


ألحقُّ مُهتضمٌ والدين مُخترمُ
وفي ء آل رسول اللَّه مُقتسمُ


حتي يقول:


قام النبيُّ بها «يوم الغدير» لهم
واللَّه يشهد والأملاک والأممُ


حتّي إذا أصبحت في غير صاحبها
باتت تنازعها الذُّؤبان والرخمُ


وصيَّروا أمرهم شوري کأنَّهُم
لا يعرفون وُلاة الحقِّ أيّهُم


تاللَّه ما جهل الأقوام موضعها
لکنَّهم ستروا وجه الّذي علموا


أمّا عليٌّ فأدني من قرابتکم
عند الولاية إن لم تُکفر النعمُ


بئس الجزاءُ جزيتم في بني حسن
أباهم العَلَم الهادي وأُمَّهمُ


لا بيعة ردعتکم عن دمائهمُ
ولا يمين ولا قُربي ولا ذَممُ


وله هائيَّةٌ يمدح بها أهل البيت وفيها ذکر «الغدير» وهي:


يومٌ بسفح الدار لا أنساهُ
أرعي له دهري الذي أولاهُ


يومٌ عمرت العمر فيه بفتيةٍ
من نورهم أخذ الزمان بهاهُ


حتي يقول:


أتراهُم لم يسمعوا ما خصّه
منه النبيُّ مِن المقال أتاهُ

[صفحه 93]

إذ قال يوم «غدير خمّ» معلناً
من کنت مولاه فذا مولاهُ


هذي وصيَّته إليه فافهموا
يا مَن يقول بأنَّ ما أوصاهُ


إقروا من القرآن ما في فضله
وتأمّلوه وأفهموا فحواهُ


لو لم تُنزَّل فيه إلّا «هل أتي»
من دون کلِّ مُنزَّل لکفاهُ


مَن کان أوَّل مَن حوي القرآن من
لفظ النبيِّ ونطقه وتلاهُ؟!


مَن کان صاحب فتح خيبر من رمي
بالکفّ منه بابه ودحاهُ؟


مَن عاضد المختار مِن دون الوري؟
مَنْ آزر المختار مَن آخاهُ؟


مَن بات فوق فراشه متنکّراً
لَمّا أطلَّ فراشه أعداهُ؟


مَن ذا أراد إلهنا بمقاله
ألصّادقون القانتون سواهُ؟


مَن خصَّه جبريل من ربِّ العُلي
بتحيَّةٍ من ربِّه وحباهُ؟


أنسيتُم يوم الکساء وأنَّه
ممَّن حواه مع النبيِّ کساهُ؟


ومن شعره في المذهب:


لست أرجو النجاة من کلّما أخ
-شاه إلّا بأحمد وعليّ


وله في المعني:


شافعي أحمد النبيُّ ومولا
ي عليٌّ والبنت والسبطانِ

[صفحه 94]


صفحه 92، 93، 94.