ابوالقاسم الصنوبري
أبوالقاسم أحمد بن محمّد بن الحسن بن مرار الجزري الرقّي الضبي، المشتهر بالصنوبري. شاعر مجيد، وشعره يجمع بين الرقة والقوة. وقد وصف شعره بالحسن والجودة حتي قال الثعالبي: تشبيهات ابن المعتز، وأوصاف کشاجم، وروضيات الصنوبري؛ متي اجتمعت اجتمع الظرف والطرف.... الخ. وکانت له صلة وثيقة بکشاجم، کما أنه التقي بالمتنبي. سکن حلب، ودمشق وبها أنشد شعره. له من قصيدة: ما في المنازل حاجةٌ نقضيها وتفجّعٌ للعين فيها حيث لا حتي يقول: حبّ النبيِّ محمَّد ووصيِّه أهل الکساء الخمسة الغرر التي کم نعمةٍ أوليت يا مولاهُم إنَّ السفاه بشغل مدحي عنهمُ قُتل ابن من أوصي إليه خير مَن رفع النبيُّ يمينه بيمينه في موضع أضحي عليه منبِّهاً [صفحه 81] آخاه في «خمٍّ» ونوَّه باسمه قد قال: أفضلکم عليٌّ إنَّه هو لي کهارون لموسي حبَّذا يوماه يومٌ للعدي يرويهُم يسع الأنام مثوبة وعقوبة وقال في قصيدة يمدح بها عليّاً أميرالمؤمنين عليه السلام: آخي حبيبي حبيب اللَّه لا کذب صلّي إلي القبلتين المقتدي بهما ما مثل زوجته أُخري يُقاس بها فمضمر الحبِّ في نور يخصُّ به رُدَّت له الشمس في أفلاکها فقضي أليس مَن حلَّ منه في أُخوَّته وشافع الملَک الرّاجي شفاعته قال النبيُّ له: أشقي البريّة يا هذا عصي صالحاً في عقر ناقته ليخضبنْ هذه مِن ذا أباحسن ويرثي فيها أميرالمؤمنين وولده السبط الشهيد بقوله: نعم الشهيدان ربّ العرش يشهد لي مَن ذا يُعزّي النبيَّ المصطفي بهما مَن ذا لفاطمة اللهفاء ينبئها من قابض النفس في المحراب منتصباً [صفحه 82] ومن شعره في أهل البيت عليهم السلام: سقي حلب المزن مغني حلبْ وکم مستطاب من العيش لي إذا نشر الزهر أعلامه غدا وحواشيه من فضة تلاعبه الريح صدر الضحي متي ما تغنّت مهاريّه ندبتُ ونُحتُ بني احمد بني المصطفي المرتضي خاتم لأسريَ مسراه إلا به أم القمر انشق إلا له ولا يد سبّح فيها الحصي وفي تفلةٍ ردّ عينَ الوصي اخوه وزوج احبّ الوري له ردّت الشمس حتي قضي وزکّي بخاتمه راکعاً ابو حسن وحسين الَّذَين هما خير ماشٍ مشي جدّةً أنيخا بنا العيس في کربلا نشمّ ممسّک ذاک الثري ونقضي زيارة قبر بها [صفحه 83]
(...- 334 ه)
إلّا السَّلام وأدمعٌ نذريها
عيشٌ أوازيه بعيشي فيها
مع حبِّ فاطمة وحبِّ بنيها
يبني العلا بعلاهُم بانيها
في حبِّهم فالحمد للموليها
فيحقُّ لي أن لا أکون سفيها
أوصي الوصايا قطُّ أو يوصيها
ليري ارتفاع يمينه رائيها
فيه وفيه يبدئُ التنبيها
لم يأل في خير به تنويها
أمضي قضيَّته التي يمضيها
تشبيه هارون به تشبيها
جورا ويومٌ للقني يرويها
کلتاهما تمضي لما يمضيها
وابناه للمصطفي المستخلص ابنانِ
والنّاس عن ذاک في صمّ وعميانِ
ولا يُقاس علي سبطيه سبطانِ
ومضمر البغض مخصوصٌ بنيرانِ
صلاته غير ما ساهٍ ولا وانِ
محلَّ هارون من موسي بن عمرانِ؟!
إذ جاءه ملَکٌ في خلق ثعبانِ
عليُّ إذ ذُکر الأشقي شقيّانِ
وذاک فيک سيلقاني بعصيانِ
في حين يخضبها من أحمر قانِ
والخلق إنَّهما نعم الشهيدانِ
من ذا يُعزّيه من قاصٍ ومن دانِ؟
عن بعلها وابنها إنباء لهفانِ؟
وقابض النفس في الهيجاء عطشانِ؟
فکم وکلت طربا بالطربْ
لديها إذا العيش لم يستطب
بها ومطارده والعذب
ترفُّ وأوساطه من ذهب
فيجلي علينا جلاء اللعب
وانشد دبسيّه أو خطب
ومثلي ناح ومثلي ندب
النبييين والمنخب المنتجب
وما مسّه في السري من تعب
ليقضي ما قد قضي من أرب
سوي يده في جميع الحقب
إلي حال صحتها إذ أحب
اليه ومسعده في النوب
الصلاة وقام بما قد وجب
رجاء المجازاة في المنقلب
کانا سراجي سراج العرب
وجداً وأزکاه أماً وأب
مناخ البلاء مناخ الکرب
ونلثم کافور تلک الترب
فان زيارته تستحب
صفحه 81، 82، 83.