ابن الرومي
أبوالحسن علي بن عباس بن جرجيس المشتهر بابن الرومي، شاعرٌ شهيرٌ معروفٌ بالوصف والکثرة، وکان موليً لعبيد اللَّه بن عيسي. ولد في الجانب الغربي بالعقيقة- موضع ببغداد- عام 221 ه 835 م. معروف في مودّته لأهل البيت عليهم السلام حتي عدّه جماعة من شعراء الإمام الحسن العسکري عليه السلام، ولا غرو فقد کان مفخرة من مفاخر الشيعة وعبقرياً من عباقرة الأمة کما عبّر عن ذلک الشيخ الأميني في غديره. أخذ عن أبي العباس ثعلب، وعن أبي رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي المحدّث المشهور. وکان يقيم أکثر أيامه في بغداد لا يفارقها قليلا حتي يعيده الشوق والحنين إليها، وکان فيها صاحب دارين وثراء وتحف منها کأس زعم أنه کان للرشيد. عاش في فترة نشطت فيها حرکة النحل والمذاهب والترجمة، لقد صرّح العلامة الأميني بأنه مفخرة من مفاخر الشيعة فکيف يکون معتزلياً أو قدرياً؟ توفي عام 283 ه 896 م. والأقوال مجمعة علي کونه قد مات بالسم، وأن من دس له ذلک هو القاسم بن عبيداللَّه أو أبوه، وزير المعتضد، دسّ عليه ابن فراش فأطعمه طعاماً مسموماً وهو في مجلسه. [صفحه 65] قال في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام: ياهند لم أعشق ومثلي لا يري لکنّ حبّي للوصيِّ مخيَّمٌ فهو السِّراج المستنير ومَن به وإذا ترکت له المحبَّة لم أجد قل لي: أأترک مستقيمَ طريقهِ وأراه کالتبر المصفّي جوهراً ومحلّه من کلِّ فضل بيِّن قال النبيُّ له مقالاً لم يکن من کنت مولاهُ فذا موليً له وکذاک إذ منع البتولَ جماعةٌ وله عجائب يوم سار بجيشه رُدَّت عليه الشمس بعد غروبها [صفحه 67]
(221 ه- 283 ه)
عشق النساء ديانةً وتحرُّجا
في الصدر يسرح في الفؤاد تولّجا
سبب النجاة من العذاب لمن نجا
يوم القيامة من ذنوبي مخرجا
جهلاً وأتَّبع الطريق الأعوجا
وأري سواه لناقديه مبهرجا
عال محلّ الشمس أو بدر الدجا
يوم «الغدير» لسامعيه مُمَجْمَجا
مثلي وأصبح بالفخار متوَّجا
خطبوا وأکرمه بها إذ زوَّجا
يبغي لقصر النهروان المخرجا
بيضاء تلمع رقدةً وتأجُّجا
صفحه 65، 67.