ابن الرومي











ابن الرومي



(221 ه- 283 ه)

أبوالحسن علي بن عباس بن جرجيس المشتهر بابن الرومي، شاعرٌ شهيرٌ معروفٌ بالوصف والکثرة، وکان موليً لعبيد اللَّه بن عيسي. ولد في الجانب الغربي بالعقيقة- موضع ببغداد- عام 221 ه 835 م.

معروف في مودّته لأهل البيت عليهم السلام حتي عدّه جماعة من شعراء الإمام الحسن العسکري عليه السلام، ولا غرو فقد کان مفخرة من مفاخر الشيعة وعبقرياً من عباقرة الأمة کما عبّر عن ذلک الشيخ الأميني في غديره.

أخذ عن أبي العباس ثعلب، وعن أبي رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي المحدّث المشهور.

وکان يقيم أکثر أيامه في بغداد لا يفارقها قليلا حتي يعيده الشوق والحنين إليها، وکان فيها صاحب دارين وثراء وتحف منها کأس زعم أنه کان للرشيد.

عاش في فترة نشطت فيها حرکة النحل والمذاهب والترجمة، لقد صرّح العلامة الأميني بأنه مفخرة من مفاخر الشيعة فکيف يکون معتزلياً أو قدرياً؟

توفي عام 283 ه 896 م. والأقوال مجمعة علي کونه قد مات بالسم، وأن من دس له ذلک هو القاسم بن عبيداللَّه أو أبوه، وزير المعتضد، دسّ عليه ابن فراش فأطعمه طعاماً مسموماً وهو في مجلسه.

[صفحه 65]

قال في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام:


ياهند لم أعشق ومثلي لا يري
عشق النساء ديانةً وتحرُّجا


لکنّ حبّي للوصيِّ مخيَّمٌ
في الصدر يسرح في الفؤاد تولّجا


فهو السِّراج المستنير ومَن به
سبب النجاة من العذاب لمن نجا


وإذا ترکت له المحبَّة لم أجد
يوم القيامة من ذنوبي مخرجا


قل لي: أأترک مستقيمَ طريقهِ
جهلاً وأتَّبع الطريق الأعوجا


وأراه کالتبر المصفّي جوهراً
وأري سواه لناقديه مبهرجا


ومحلّه من کلِّ فضل بيِّن
عال محلّ الشمس أو بدر الدجا


قال النبيُّ له مقالاً لم يکن
يوم «الغدير» لسامعيه مُمَجْمَجا


من کنت مولاهُ فذا موليً له
مثلي وأصبح بالفخار متوَّجا


وکذاک إذ منع البتولَ جماعةٌ
خطبوا وأکرمه بها إذ زوَّجا


وله عجائب يوم سار بجيشه
يبغي لقصر النهروان المخرجا


رُدَّت عليه الشمس بعد غروبها
بيضاء تلمع رقدةً وتأجُّجا

[صفحه 67]


صفحه 65، 67.