ابوإسماعيل العلوي
أبوإسماعيل محمد بن علي بن عبداللَّه بن العباس، يتصل نسبه بأمير المؤمنين عليه السلام، فاضلٌ شاعر عاش في أيّام المتوکل وبعده دهراً، ذکر ذلک المرزباني في معجمه، وقال: کان يکثر من افتخاره بأجداده من بني هاشم. جده أبوالفضل العباس الثاني کان من أشعر ولد أبي طالب، وکان فصيحاً بليغاً. ومما يروي عنه: أنه جاء إلي باب المأمون فنظر له الحاجب، ثم اطرق، فقال له: لو أذن لنا لدخلنا، ولو اعتذر إلينا لقبلنا، ولو صرفنا لانصرفنا، فأما اللفتة بعد النظرة لا أعرفها، ثم أنشد: وما عن رضيً کان الحمار مطيتي وکان المترجم له راجح العقل تجري الحکمة علي لسانه. مجري الأمثال، منها قوله في رجل من أهله: إنّي لأکره أن يکون لعلمه فضل علي عقله، کما أکره أن يکون للسانه فضل علي علمه. قال يفخر بأجداده: وجدّي وزير المصطفي وابن عمِّه أليس ببدرٍ کان أوّل قاحمٍ وأوَّل من صلّي ووحَّد ربَّه [صفحه 63] وصاحب يوم الدوح إذ قام أحمدٌ جعلتک منّي يا عليُّ بمنزلٍ وقال: وألحقه يوم البهال بنفسه فمن نفسه منکم کنفس محمّدٍ [صفحه 64]
(190 ه- 260 ه)
ولکن من يمشي سيرضي بما رکبْ
عليٌّ شهاب الحرب في کلِّ ملحمِ
يطير بحدّ السيف هام المقحَّمِ!؟
وأفضل زوّار الحطيم وزمزمِ
فنادي برفع الصوت لا بتهمهُمِ
کهارون من موسي النجيب المکلّمِ
بأمر أتي من رافع السمَواتِ
بني الإفک والبهتان والفجراتِ[1] .
صفحه 63، 64.