ابراهيم صادق











ابراهيم صادق



(1221 ه- 1288 ه)

الشيخ إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيي العاملي، شاعرٌ عالم مؤلف.

ولد في الطيبة عام 1221 ه 1806 م ونشأ بها،[1] کان شاعراً عالماً أديباً، تلقي علومه في البلاد، ثم غادر إلي النجف وبقي فيها عشرين سنة يحضر علي علماء أجلاء من أسرتي آل الشيخ جعفر وآل القزويني، کان مشهوراً بمعرفة التواريخ وقد تصدي للافتاء في طيبة بعد وفاة والده، ترک مؤلفات قيّمة. توفي عام 1288 ه 1871 م وقبره موجودة في الطيبة قرب أبيه وجده.

وله يرثي الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام قوله:


لک الويل من دهر رمي الصيد بالغدر
وخاتلها بالمکر من حيث لاتدري


ومنها قوله:


إلي اللَّه أشکو لوعة ترقص الحشا
وترفض قسراً من جواها عري الصبرِ


مصاب أميرالمؤمنين وسيد ال
-برايا وناموس الملائکة الغرِ

[صفحه 422]

مجمّع شمل الدين بالرشد والتقي
مفرّق شمل الکفر بالبيض والسمرِ


هو العروة الوثقي وباب مدينة ال
-علوم وساقي الحوض في الحشر والنشرِ


إمام عليه طالما قد تنزلت
ملائکة الرحمن بالنهي والأمرِ


تروح وتغدو ليلة القدر بالثنا
سلاماً تحييه إلي مطلع الفجرِ


لک الويل يا أشقي ثمود ابن ملجم
فتکت بطلاع الثنايا إلي النصرِ


دسست له تحت الظلام غوائلا
بها أصبح الإسلام محدودب الظهرِ


فلقت بحد السيف هامة فيصل
وخضبت وجهاً دونه هالة البدرِ


قتلت به دين الإله ووحيه
وهدمت أرکان الإنابة والسرِ


لقد عجّت الأملاک في ملکوتها
صراخاً عليه فهي ثکلي إلي الحشرِ


ونادي بصوت يملأ الدهر دهشة
أمين الهدي جبريل في الملأ الغرِ

[صفحه 423]

قواعد دين اللَّه قسراً تهدمت
وأعلام حزب اللَّه دانت إلي الکسرِ


وعروته الوثقي أباحوا انفصامها
وحال صباح الدين في غسق الکفرِ


بقتل إمام خصّه اللَّه للوري
لإهدائها للرشد والحمد والشکرِ


فويل لقوم أسلموه إلي الردي
کأن لم يکن في ودّه کالأب البَر


فللّه ما لاقت حشاً خفراته
لدي نعيه الأملاک من فادح الأمرِ


وله يمدح الإمام أميرالمؤمنين علياً عليه السلام وهي طويلة اخترنا منها هذه الابيات، وقد باري بها عينية ابن أبي الحديد:


هذا ثري حط الأثير لقدره
ولعزه هام الثريا يخضع


إلي أن يقول:


جدث عليه من الإله سرادق
ومن الرضا واللطف نور يسطع


ودّت دراريّ الکواکب أنها
بالدر من حصبائه تترصع


والسبعة الأفلاک ودّ عليّها
لو أنه لثري عليّ مضجعُ


عجباً تمنّي کل ربع أنه
للمرتضي مولي البرية مربعُ


ووجوده وسع الوجود وهل خلا
في عالم الإمکان منه موضعُ


هزّام أحزاب الضلال بصارم
من عزمه صبح المنايا يطلعُ


فافزع إليه من الخطوب فإن من
ألقي العصا بفنائه لا يفزعُ

[صفحه 424]

وإذا حللت بطور سينا مجده
وشهدت أنوار التجلي تلمعُ


فاخلع إذاً نعليک إنک في طوي
لجلال هيبته فؤادک يخلعُ


وقل السلام عليک يامن فضله
عمّن تمسک بالولا لا يمنع


مولاي جد بجميلک الأوفي علي
عبدله بجميل عفوک مطمع


يرجوک إحساناً ويأملک الرضا
فضلاً فأنت لکل فضل منبع


هيهات أن يخشي وليک من لظيً
ويهوله يوم القيامة مطلع


ويخاف من ظمأ وحوضک في غدٍ
لذوي الولا من سلسبيل مترع


أعيت فضائلک العقول فما عسي
يثني بمدحتک البليغ المصقع


عجبي ولا عجب يلين لک الصفا
والماء من صم الصفا لک ينبع


والشمس بعد مغيبها إن ردها
بالسر منک وصي موسي يوشع


فهي التي بک کل يوم لم تزل
من بدء فطرتها تغيب وتطلع


ولئن أطاع البحر موسي بالعصا
ضرباً فموسي والعصا لک أطوع


ورفيع مدح الخلق منخفض إذا
کان الکتاب بمدح مجدک يصدع


وله يمدح الإمام علياً عليه السلام قوله:


أشاقک من ربي نجد هواها
ومن نسمات کاظمة شذاها


ونبه وجدک المکنون برق
تألق في العشية من رباها


ومنه قوله:


إذا ما هجهج الحادي وأضحت
تثير النقع من طرب يداها


حتي قال:


إلي أن أمست الأعتاب أبدت
رغاها تشتکي نصباً عراها

[صفحه 425]

وقد لاحت لعينيها قباب
يرد الطرف عن بادي سناها


هنالک قرت الوجناء عيناً
ونالت بالسري أقصي مناها


وأنحت جانب الغرويّ شوقاً
يجاذبها لما تبغي هواها


فوافت بعد جدٍ خير أرض
يضاهي النيّرين سنا حصاها


فألقت في مفاوزها عصاها
وأرست في ذري حامي حماها


أبي الحسنين خير الخلق طراً
وأکرم من وطاها بعد طاها


وأعظم من نحته النيب قدراً
وأشرف من به الرحمن باهي


وأطيب من بني الدنيا نجاراً
وأقدم مفخراً وأتم جاها


وأصبرها علي مضض الليالي
وأبصرها إذا عميت هداها


وأحلمها إذا دهمت خطوب
تطيش لها حلوم ذوي نهاها


وأنهضها بأعباء المعالي
إذا عن نيلها قصرت خطاها


وأشجعها إذا ما ناب أمر
يرد الدارعين إلي وراها


وإن هم أوقدوا للحرب ناراً
أحال إلي لظاها من وراها


إمام هديً حباه اللَّه مجداً
وأولاه علاءً لن يضاهي


وبحر نديً سما الأفلاک قدراً
فدون مقامه دارت رحاها


ثم يقول منها:


وإن نهجتْ سبيل الرشد يوما
فمن أنوار غرته اهتِداها


وثم مناقب لعلاه أمست
يد الإحصاء تقصر عن مداها


وأنّي لي بحصر صفات موليً
له الأشياء خالقها براها


أخا المختار خذ بيدي فإني
غريق جرائم داج قذاها


وله يمدح الإمام أميرالمؤمنين علياً عليه السلام:


يا حجة اللَّه علي خلقه
وصاحب القدر الرفيع العلي


أنت عليم بالذي أرتجي
منک فکن لي ناصراً يا علي

[صفحه 426]


صفحه 422، 423، 424، 425، 426.








  1. الطيبة: احدي قري جبل عامل في لبنان قضاء مرجعيون.