عبدالحسين شکر
الشيخ أبوالمرتضي عبدالحسين ابن الشيخ أحمد ابن الحاج حسين بن شکر النجفي، فاضلٌ شاعر، حاضر البديهة مکثر الشعر. قصد الشاه ناصر الدين ومدحه فأجزل له العطاء فعاد إلي النجف ثم ما لبث أن رجع الي ناصر الدين لطلب راتب له فأجري له الشاه المذکور جراية ثم عاد ليسکن کربلاء، لکنه بعد ذلک رجع الي إيران حيث توفي في طهران سنة 1285 ه 1868 م. وأبوه الشيخ أحمد شکر مرجع الطائفة الکشفية الرکنيّة في النجف وهو علي سر أبيه وذلک واضح في قصائده حيث يلوح فيها الغلوّ. ومما يروي من شعره تثبيته لواقعة الناصبي الذي أراد أن يطأ الروضة بنعلية ولم يصغِ لمنع المانعين فخرجت له کف من الضريح العلوي المقدس وضربته علي خده فمات بعدها وکان ذلک عام 1275 ه: ورجس زنيم رام يوطئ نعلهُ [صفحه 419] وهم بأن يعلو علي عرش قادرٍ أراد استراق السمع من ملأ غدت فخرّ شهاب من سماء لرجمه ألم يدر أنْ فيه الملائک خضعاً وأنَّ به أوحي لموسي إلهه فلله من أرض سمت قبة السما أضاء لنا في عالم النور نورها لقد ضمنت فصل الخطاب الذي علا حوت ملَکا أستغفر اللَّه بل علا أتحويه أرض وهو في کل عالم [صفحه 420] أينصب فينا شاهد غير حاضر تعالي إله العرش أن يأمر الوري فإن اعتقادي في عليّ بأنه عليه صلاة اللَّه ما کان أمره وله راثياً الامام علياً عليه السلام قوله: ما للصوارم فلت من بني مضرِ ما للمشاعر حزنا شعرها نشرت والأفق مالي أراه في ردا غسق والروح في مشرق الدنيا ومغربها والدين شقَّ عليه الجيب من أسف وراح يندب ناعي الدين حين هوي يانفس ذوبي أسيً ياقلب ذب کمداً تکوّري بعده يا شمس من أسفٍ فقد هوي کوکب ضاء الوجود به لولا حسام أحار المبصرين به وا ضيعة الدين والدنيا وآهلها لا غرو أن ناح جبريل وأنَّ أسيً [صفحه 421]
(...- 1285 ه)
علي قدس أرض بل علي حضرة القدسِ
بقدرته قد قوم العرش والکرسي
به الرسْل حراساً ولم يخش من بأس
فأحرق شيطاناً علي صورة الانس
ومن خيفة قامت صفوفاً بلا همس
بأن قبل خلع النعل يخلع للنفس
وعاقت علا العيّوق حتي عن المس
فنور بلا بدر وضوء بلا شمس
عن الجنس فامتازت لفصل بلا جنس
وجلّ عن الأهوا وعزَّ عن الحدس
شهيد ومشهود علي الغيب والحس
ويحکم تبيان جليل بلا أسّ
بحکم ويجري فيهم الأمر بالعکس
لرب العلي عين علي کل ذي نفس
علي العين تلقيه الملائک والرأس
هل التوي من لويٍّ صارم القدرِ
وزمزم قد جرت من محجر الحجر
والشمس قد کورت تبکي علي القمر
ينعي الوصي علياً خيرة الخير
وأنه بعد فقد المرتضي لحري
وحين جبَّ سنام العز من مضر
يا أرض موري عليه يا سما انفطري
يا بدر غب حَزَناً يا أنجم انتثري
وغاب بدر الهدي والمجد في الحفر
لم ينظر الدين والتکوين ذو بصر
مذ غاب نور الهدي والمجد في الحفر
علي معلمه في غابر العُصُر
صفحه 419، 420، 421.