موسي محيي الدين
الشيخ موسي بن شريف بن محمد بن يوسف بن جعفر، فاضلٌ شاعر. ولد في النجف ونشأ بها حيث اختص بأسرة آل کاشف الغطاء وأسرة الجواهري مع علاقاته مع بقية العلماء. وکان عالما فاضلاً أديباً جامعاً، له مطارحات مع عبدالباقي العمري وقد خمّس المقصورة الدريديّة فأظهرها في أحسن مظهر، وحوّلها من غرضها الخاص الي مدح الحسنين الامامين عليهماالسلام. وقد ذکره کل من صاحب الطليعة، والمحقق الطهراني، والشيخ إبراهيم العاملي، وکل قد أثني عليه ومدحه مدحاً يليق بمقامه ومرکزه العلمي والأدبي، توفي عام 1281 ه 1864 م. وله مشطراً ابيات العمري قوله: بنا من بنات الماء للکوفة الغرا تکاد سروراً أن تطير بمن بها وکم غمرة خضنا إليه وإنما [صفحه 416] تؤم ضريحاً ما الضراح وإن علا بأعظم منه لا وقاطنه ولا حوي المرتضي سيف القضا أسَد الشري أخو المصطفي المختار بل خيرة الوري مقامُ عليٍّ کرم اللَّه وجهه فلا عجب إن عزّ وصفاً فإنه أثير مع الأفلاک خالف دوره ولکنه يجري علي عکس ما جرت تطوف من العالين طائفة به [صفحه 417] وترکع في أکناف حضرة قدسه جديراً بأن يأوي الحجيج لبابه ويلثم ترباً دونه المسک في الشذا حريٌّ بتقسيم الفيوض وما سوي فعدي بها عمن سواه فمن سوي فسل عنه وحي اللَّه ينبئک أنه وقال يمدح الإمام عليه السلام: أقول لمقتعد اليعملات أنخها علي ذکوات الغري علي أسد الغاب بحر الرغاب وصي الرسول وزوج البتول أبي الحسنين وطلق اليدين وقل يا يد اللَّه في الکائنات سلام عليک بصوت رقيق اتيتک ملتجئاً منهما وجئت وأيقنت أن يصدرا فمثلک من کفّ عني الهموم [صفحه 418]
(...- 1281 ه)
جرت وبنفسي ذلک السير والمجرا
سبوحاً سرت ليلا فسبحان من أسري
يخوض العباب الماء من يطلب الدرّا
لعمري علي هام المجرة والشعرا
بأرفع منه لا وساکنه قدرا
منار الهدي عدل إذا ما قضي أمرا
علي الذري بل زوج فاطمة الزهرا
به قد علا قدراً وفيه سما فخرا
مقامُ عليٌّ رد عين العلي حسري
فلو رام تأثيراً بها قادها قسرا
فمن تحته الخضرا ومن فوقه الغبرا
وتسعي إلي تقبيل أعتابه أخري
وتسجد في محراب جامعه شکرا
وحق بأن يسعي بأکنافه دهرا
ويلمس من أرکان کعبته الجدرا
ندي فيض کفيه لها أبداً مجري
أبي الحسنين الأحسنين بها أحري
أجل سيوف اللَّه أشهرها ذکرا
يلف الوعوث علي السجسج
وفي باب حيدرة عرّج
مغيث السغاب سرور الشجي
ومعطي السؤال الي المرتجي
اذا العام ضاق ولم يفرج
ويا وجهه في الظلال الدجي
من الخطب والکرب لم يفرج
لأنک أنت حمي الملتجي
طريدين عني مهما أجي
وألحبَ في أعيني منهجي
صفحه 416، 417، 418.