عبدالباقي العمري
الاستاذ عبدالباقي بن سليمان بن أحمد العمري الموصلي، شاعرٌ معروف وفاضلٌ مؤرّخ، ولد في الموصل سنة 1204 ه 1790 م، ونشأ في کنف والده الفاضل سليمان أفندي وتلقّي علومه علي أيدي بعض الفضلاء وشغل منذ مطلع رجولته مناصب حکوميةً رفيعة کنيابة ولاية الموصل ونيابة ولاية بغداد، ممّا أوجد له مکانةً مرموقة في الاوساط السياسية والأدبية والاجتماعية وله شعر کثيرٌ مجموعٌ کما له مؤلفاتٌ علميةٌ وتاريخيّةٌ عديدة، واتّصل- خلال ذلک- برجال الأدب والعلم وصاحبهم وحظي عندهم بالاعجاب لموهبته وخلقه وتواضعه، وترجم له الکثير وکتبوا عن شعره وأدبه، لا سيّما في أهل البيت عليهم السلام، توفّي ببغداد سنة 1279 ه 1862 م. وله من القصيدة العينية في مدح أمير المؤمنين عليه السلام: أنت العلي الذي فوق العلي رفعا وأنت حيدرة الغلب الذي أسد ال وأنت باب تعالي شأن حارسه [صفحه 413] وقال عند أول وقفة علي أعتاب حضرة أميرالمؤمنين عليه السلام: يا أباالأوصياء أنت لطاها ان للَّه في معانيک سرا أنت ثاني الآباء في منتهي الدو خلق اللَّه آدماً من تراب کما قال في مدحه عليه السلام: وسائل هل أتي نصّ بحق علي فظنني اذ غدا مني الجواب له وما دري لا دري جدا ولا هزلا وقال عندما جرت به السفينة في الفرات بقصد زيارة قبر أميرالمؤمنين ويعسوب الدين في النجف الأشرف: بنا من بنات الماء للکوفة الغرا تمد جناحا من قوادمه الصبا جرت فجري کل الي خير موقف وکم غمرة خضنا اليه وانما [صفحه 414] تؤم ضريحا ما الضراح وان علا حوي المرتضي سيف القضا أسد الشري مقامُ عليٍّ کرم اللَّه وجهه وقال وهو سائر ليلاً من کربلاء المقدسة للنجف الأشرف: وليلة حاولنا زيارة حيدر بأدلاجنا ضل الطريق دليلنا فلما تجلَّت قبة المرتضي لنا [صفحه 415]
(1204 ه- 1279 ه)
ببطن مکّة وسط البيت اذا وضعا
-برج السماوي عنه خاسئا رجعا
بغير راحة روح القدس ما قرعا
صهره وابن عمه وأخوه
أکثر العالمين ما علموه
ر وآباؤه تعد بنوه
فهو ابن له وأنت أبوه
أجبته هل أتي نصّ بحق علي
عين السؤال صدي من صفحة الجبل
اني بذاک أدرت الجد بالهزل
سبوحٌ سرت ليلا فسبحان من أسري
تروم بأکناف الغري لها وکرا
يقول لعينيه قفا نبک من ذکري
يخوض عباب البحر من يطلب الدرا
بأرفع منه لا وساکنه قدرا
علي الذرا بل زوج فاطمة الزهرا
مقامٌ عليٌّ رد عين العلا حسرا
وبدر دجاها مختف تحت أستار
ومن ضل يستهدي بشعلة أنوار
وجدنا الهدي منها علي النور لا النار
صفحه 413، 414، 415.