صالح التميمي











صالح التميمي



(1218 ه- 1261 ه)

الشيخ ابو سعيد صالح بن درويش بن علي التميمي الکاظمي، شاعرٌ معروف وفاضلٌ کامل، ولد ببغداد الکاظمية سنة 1218 ه 1803 م من أسرة علميّة أدبية وربّي في حجر جدّه الفاضل الشيخ علي الزيني الذي انتقل معه الي النجف الأشرف فاستقي من عذب علومها، ثم سکن الحلّة وخالط فضلاءها حتي استقدمه والي بغداد داود باشا فتولّي رئاسة ديوان الانشاد يافعاً، مما يشير الي ذکائه المميَّز وشهرته حتي شُبِّه في عصره بفحول الأدب المتقدّمين کأبي تمام وغيره، وله شعرٌ کثير ومؤلّفات عديدة کما کتبت عن أدبه بعض الدراسات، توفي سنة 1261 ه 1845 م.

وله قصيدته في الامام أميرالمؤمنين علي عليه السلام منها:


غاية المدح في علاک ابتداءُ
ليت شعري ما تصنع الشعراءُ


يا أخا المصطفي وخير ابن عمٍّ
وأميرٍ ان عدت الامراء


ما نري ما استطال الا تناهي
ومعاليک ما لهن انتهاء


فلک دائر اذا غاب جزءٌ
من نواحيه أشرقت أجزاء


أو کبدر ما يعتريه خفاءٌ
من غمام الا عراه انجلاء


يحذر البحر صولة الجزر لکن
غارة المد غارة شعواء


ربّما عالجٌ من الرمل يحصي
لم يضق في رماله الاحصاء

[صفحه 400]

يا صراطا الي الهدي مستقيماً
وبه جاء للصدور الشفاء


بُني الدين فاستقام ولولا
ضرب ماضيک ما استقام البناء


أنت للحق سُلَّمٌ ما لراقٍ
يتأتّي بغيره الارتقاء


معدن الناس کلها الارض لکن
أنت من جوهر وهم حصباء


شبه الشکل ليس يقضي التساوي
انما في الحقائق الاستواء


شرّف اللَّه فيک صلباً فصلباً
أزکياء نمتهم أزکياء


فکأن الاصلاب کانت بروجاً
ومن الشمس عمهن البهاء


لم تلد هاشمية هاشمياً
کعلي وکلهم نجباء


وضعته ببطن أول بيت
ذاک بيت بفخره الاکتفاء


أمر الناس بالمودة لکن
منهم أحسنوا ومنهم أساؤوا


يابن عم النبي ليس ودادي
بوداد يکون فيه الرياء


فالوري فيک بين غال وقال
وموال وذو الصواب الولاء


وولائي ان بحت فيه بشي ء
فبنفسي تخلفت أشياء


أتقي ملحداً وأخشي عدوا
يتماري ومذهبي الاتقياء


وفرارا من نسبة لغلو
انما الکفر والغلو سواء


ذا مبيت الفراش يوم قريش
کفراش وانت فيه ضياء


فکأني اري الصناديد منهم
وبأيديهم سيوف ظماء


صاديات الي دم هو للما
ء طهور لو غيرته الدماء


دم من ساد في الانام جميعاً
ولديه احرارها ادعياء


قصرت مذ رأوک منهم خطاهم
ولديهم قد استبان الخطاء

[صفحه 401]

شکر اللَّه منک سعياً عظيماً
قصرت عن بلوغه الاتقياء


عميت أعين عن الرشد منهم
وبذات الفقار زال العماء


يستغيثون في يغوث الي ان
منک قد حل في يغوث القضاء


لک طول علي قريش بيومٍ
فيه طول وريحه نکباء


کم رجال اطلقتهم بعد أسرٍ
اشنع الاسر أنهم طلقاء


يردع الخصم شاهدان حنينٌ
بعد بدر لو قال هذا ادعاء


ان يوم النفير والعير يومٌ
هو في الدهر راية ولواء


سل وليداً وعتبةً ما دعاهم
لفناء عدا عليه الفناء

[صفحه 402]


صفحه 400، 401، 402.