علي الشيخ جعفر
الشيخ علي ابن الشيخ جعفر الکبير صاحب کشف الغطاء ابن الشيخ خضر الجناجي، عالم فاضل ومؤلفٌ شاعر. ولد في النجف عام 1197 ه 1783 م ونشأ فيها علي أبيه. انتهت إليه رئاسة الإمامية آنذاک لعلمه وورعه وتقواه حيث جمع بين الزعامة والإفتاء والتدريس. وکان من أساتذة الشيخ مرتضي الانصاري. وقد قُدِّم علي الشيخ صاحب الجواهر حينما انحصرت بهما الزعامة، وکان إذا أتته الحقوق الکثيرة فرقها لساعتها ولا ينال منها شيئا. وکان من عدله: أنه يطوفُ ليلاً علي الأرامل والفقراء ويفرق عليهم حقوقهم دون أن يعرِّفهم نفسه. وأنّه کان يقيم ثلاثة أشهر أو أربعة من کل سنة في کربلاء لتدريس الطلاب هناک فکانت حلقته تزدحم بطلاب الحوزة العجم الذين يحضرون عند شريف العلماء المازندراني. توفي في کربلاء عام 1252 ه 1837 م عند دخوله الصحن الشريف من الباب الذي بجانب (منارة العبد) فسقط ولما حُمل إلي داره توفي فهرع به أهل کربلاء حاملين نعشه إلي خان الحماد حيث استلمه منهم أهل النجف وکان ذلک في رجب. [صفحه 396] وکان قليل التأليف ولما سئل عن ذلک، أجاب: أباني جيده وأبيت رديئه. وله يمدح الإمام عليّاً عليه السلام قوله: أهاجک برق في دجي الليل لامح الي ان يقول: ألا ليت شعري هل أري ذلک الحمي أقلّب طرفي لا أري غير ناکث سأشکوهم والعين يسفح ماؤها إلي من إذا قد قيل من نفس أحمد وروح هديً في جسم نور يمده دنا فتدلي للعقول وإنها يريک الندي في البأسِ والبأسَ في التقي [صفحه 397] خلال يضوع الشعر من طيب نشرها وکم جحفل قد دکّ منه صفاته سبقتَ المنايا واقعا بنفوسهم فليس لهم إلّا الدماء مدارع حسامک في الأعمار أمضي من الردي وأنت أمين اللَّه بعد أمينه لَعمري لقد أيّدته في حروبه أقول لقوم أخّروک سفاهة دعوا الناس ردّوهم إلي من يسوسهم [صفحه 398] وهل يستوي السيف اليمانيُّ والعصا ألا إن هذا الدين لولا حسامه ألا إنما التوحيد لولا علومه وجارک لا يعطي الزمان مقاده [صفحه 399]
(1197 ه- 1253 ه)
نعمْ واستخفتک الربوع البلاقع
وهل فيه أيام مضين رواجعُ
يماذقني في ودِّه ويصانع
وطير الجوي بين الجوانح واقع
(أشارت إليه بالأکف الاصابع)
شعاع من النور الإلهيِّ ساطع
لَتقصر عن إدراکه فهو شاسع
صفات لأضداد المعالي جوامع
ألا کلُّ مدح في سواک لضائع
له فوق أصوات الحديد صواقع
إذ الحرب سوق والنفوس بضائع
وليس لهم إلّا القبور مضاجع
وحلمک يوم الصفح للصفح شافع
وأنت له صهر وصنوٌ وتابع
کما أيّدت کفيه منه الأصابع
وللذکر نص فيک ليس يدافع
فهل يستوي شم الذري والأجازع
وهل تستوي أسد الشَّري والضفادع
لما شُرّعت للناس منه الشرايع
لما کشفت للناس عنه البراقع
ومنک له رکن شديد مدافع
صفحه 396، 397، 398، 399.