حسين نجف
الشيخ أبوالجواد حسين بن محمد ابن الحاج نجف علي التبريزي النجفي، عالم ورع وشاعر فاضل. ولد في النجف عام 1159 ه 1746 م، قرأ علي السيد مهدي بحر العلوم وعليه قرأ السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الکرامة، وقد نقل عن صاحب مفتاح الکرامة قوله مخاطباً اياه: إن لم تکن فينا نبيا مرسلاً وقال: «لولا أني من أبناء رسول اللَّه لکنت أتمني أن أکون من أبناء الشيخ حسين نجف». وکان إذا أصاب النجف وباءٌ يفرّ الناس ولا يفرُّ هو فيقال له: لماذا لا تفرُّ مع القوم؟ فيجيب: أنظروا الي المأذنة هل نفرت؟ فاذا نفرت نفرت معها. وکان الإمام الأوحد للصلاة في الجامع الهندي الذي يکتظ بالمصلين وکان حاضر البديهة سريع النکتة، له کتاب واحد فقط هو الدرة النجفية في الرد علي الأشعرية وديوان شعر مخطوط الي الآن. توفي في النجف سنة 1251 ه 1835 م، ودفن في الغرفة التي عن يسار الداخل إلي الصحن الشريف من باب القبلة. وله: [صفحه 393] أيا علة الايجاد حار بک الفکر وقد قال قوم فيک والستر دونهم حباک إله العرش شطر صفاته وکنت سفير اللَّه للحق داعيا ومنها: بسيفک قامت للنبي محمد قطعت رؤوس المشرکين بحده وقد کان منهم مرحب وهومرحب عن اللَّه قد کنت المبلغ في الوري وکنت علي العاصي عذابا ونقمة وکنت لذي الإيمان حصناً ممنعاً کلامک کالقرآن نور وحکمة فلولاک ما کنا لنعرف ربنا ولولاک ما صلّي مصلٍّ لربنا وله من قصيدة مادحا بها الإمام عليا عليه السلام قوله: علي حباه اللَّه شطر صفاته به اتضح الإيمان والدين والهدي تحيرت الألباب في کنه ذاته وما شرعة للَّه إلا أقامها فلولاه ما قام النبي محمد [صفحه 394] ولا ظهرت أحکام دين محمد به اللَّه أحيا الدين بعد مماته تري الناس أفواجا علي باب عزه (تزاحم تيجان الملوک ببابه) وتستلم الأرکان عند طوافها (اذا ما رأته من بعيد ترجلت) ترجَّلُ عن وحي من اللَّه منزل يروح ويغدو الوافدون بباب من فليس لها بعد النبي وسيلة تطوف وتسعي في حميً ياله حمي وله مادحاً أميرالمؤمنين علياً عليه السلام من قصيدة طويلة جاء فيها: (لعلي مناقب لا تضاهي) من تري في الوري يضاهي علياً فضله الشمس للأنام تجلت هو نور الإله يهدي إليه وإذا قست في المعالي علياً [صفحه 395]
(1159 ه- 1251 ه)
فلأنت في شرع النبيّ إمامُ
وفي فهم معني ذاتک التبس الأمرُ
بأنک رب کيف لو کشف الستر
رآک لها أهلا وهذا هو الفخر
وکل الأنام الحق عندهم مر
شريعته ثم استقام له الأمر
وکسّرت أصناما لتعظيمها خروا
ومن ضرب الاحزاب أکفرهم عمرو
جميع الذي قد قاله المصطفي الطهر
بسيفک تعلو قد أو قطّ أو نحر
وسوط عذاب للذي دينه الکفر
وکل کلام کان في جنبه هذر
وما کان للإسلام في مجلس ذکر
ولا حج بيت اللَّه زيد ولا عمرو
ولولا غلوٌّ قلت فيه تمامها
نهار تجلي فيه عنا ظلامها
وهامت وحقا کان فيه هيامها
فقد قام فيه بدؤها وختامها
بدعوته إذ کان فيه قوامها
ولا بان منها حلها وحرامها
حياة علي مر الدهور دوامها
قياما وحقا کان فيه قيامها
رجاء وخوفا والرجاء أمامها
(ويکثر عند الاستلام ازدحامها)
رجاء لأن يعلو هناک مقامها
(وان هي لم تفعل ترجل هامها)
به الدين والدنيا استقام نظامها
الي اللَّه يوم الحشر إلا إمامها
به مکة قد شرفت ومقامها
لا نبيٌّ ولا وصيٌّ حواها
أيُضاها فتي به اللَّه باهي
کل راءٍ بناضريه يراها
فاسأل المهتدين عمّن هداها
بسواه رأيته في سماها
صفحه 393، 394، 395.