محمد بن الخلفة











محمد بن الخلفة



(...- 1247 ه)

الشيخ محمد بن اسماعيل الحلي المعروف بابن الخلفة، شاعر أديب فاضل، ولد ببغداد وهاجر الي الحلّة مع أبيه واحترف البناء فيها وراثةً منه، لکنه نزع الي الأدب فنمت فيه الموهبة حتي اشتهر شاعراً ناثراً، واتصل بنوادي الفضل ومجالسه واستمع الي المساجلات التي دارت في بيوت روّاده المعروفين فدُرِج في عدادهم، وکتب في الفصحي والعامية، کما اشتهر بالبند، توفي في الحلّة عام 1247 ه 1831 م. وله في أهل البيت عليهم السلام شعرٌ کثير.

وله من قصيدة:


عليک أباالسبطين لا يمکن العتب
إلي ومتي ذا الجور يحمله القلب


أفي کل يوم في ربي الهمّ والعنا
يروح بنا رکب ويغدو بنا رکب


وأظلمت الفيحاء من بعد بهجة
وکدّر من آفاقها الشرق والغرب


بلينا ضحي في عامل فيراعه
له عامل لا العقضبية والقضب


وقال يمدح الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام من قصيدة مطلعها:


أمرنّة سجعت علي الأغصانِ
فترنّحت مرحاً غصون البانِ


حتي قال:


إن کان جاد عليَّ سلطان الهوي
وبأسهم البين المشتِّ رماني

[صفحه 383]

مالي سوي أني أزج مطيّة ال
-شکوي وابدي ما أجنّ جناني


للمرتضي الکرار صنو محمد ال
-مختار مما نابني ودهاني


فهو المعدّ لکل خطب فادح
وهو الرجا لمخافتي وأماني


موليً له ردّت ذکاء بطيبة
وببابلٍ أيضاً رجوع ثان


موليً رقي کتف النبي مشمراً
لتکسّر الأصنام والأوثان


موليً کسا الأبطال قاني حلّة
منسوجةٍ بعواطل الأشطان


موليً يتوق إلي الوعيظ وغيره
لسماع غانية وضرب قيان


قرن الإله ولاءه بنبوّة ال
-هادي النبي المصطفي العدناني


هو خير خلق اللَّه بعد نبيّه
من ذا يقارب فضله ويداني


يکفيه مدح اللَّه جاء منزّلاً
ومفصّلاً في محکم القرآن


سل سورة (الأحزاب) لما فرّق ال
أحزاب حين تراءت الجمعان


ولعمرها لما عليّ قدّه
بمهند صافي الحديد يماني


جبريل أعلن في السماوات العلي
طوعا لأمر مکوّن الأکوان


لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتي
إلا علي فارس الفرسان


لو صاح في الأفلاک وهي دوائر
يوماً لعطلها عن الدوران


في الحرب بسام وفي محرابه
يبکي رجا من خشية الرحمن


يا منکراً فضل الوصي جهالة
سل (هل أتي حينٌ علي الإنسان)


فيها هو الممدوح والمعني بلا
شک وذا قد نص في القرآن


وبمکة (إنا فتحنا) أنزلت
بمديحه في أوضح التبيان


سل عنه في «صفين» ما فعلت يدُ ال
-کرار حين تلاقت الفئتان

[صفحه 384]

و«النهروان» وقد تخلّق ماؤه
بنجيع کل معاند خوّان


أعلي يا طود المفاخر والعلي
يا من بحبک ذو الجلال حباني


إني بمدحک مغرم ومتيّمٌ
ما دمت في سري وفي إعلاني


وبمدح عترتک الکرام وآلک ال
-غر العظام غداً رجوت أماني


هم فلک نوحٍ فاز راکبها ومن
عنها تخلّف خاض في الميزان


إني بحبل ولائهم متمسک
حسبي به عن غيره وکفاني


إن النجاة بأحمد وبحيدر
وابنيه ثم بواحِد وثماني


وبفاطم الزهراء بضعة أحمد ال
-مختار صفوة ربنا الديان

[صفحه 385]


صفحه 383، 384، 385.