الحاج هاشم الکعبي
هو الحاج هاشم ابن الحاج حردان الکعبي. ولد في خوزستان إيران. ينتمي الي کعب وهي قبيلة کبيرة معروفة تقطن جنوب العراق وخوزستان. هاجر من هناک الي کربلاء؛ بدافع من ولائه للامام الحسين عليه السلام. وهناک نظم ميميّته الرائعة حول فضائع الحملة الوهابية علي کربلاء عام 1216 ه. يعده بعضهم في الصف الأول من الأدباء الذين رثوا الإمام الحسين عليه السلام. توفي سنة 1231 ه 1816 م. ومن قصيدة له يمدح بها أميرالمؤمنين علياً عليه السلام ويرثي الحسين عليه السلام يقول فيها: أرأيت يوم تحملتک القودا لو شئت أن تعطي حشاي صبابة أهوي رباک وکيف لي بمنازل قد کنت توضح بالأسنة والظبي من سام عزک فاستباح من الشري أنّي انتفي ذاک الجلال وأصبحت فاسمع أبثک إنني أنا ذلک ال فلأنت أنت وإن عدَتْ بک نية [صفحه 374] ولئن أبحت تجلّدي فلطالما أو رحت تنکر صبوة قامت علي فلقبل ما التزم العناد معاشر أخذوا بمسروب السراب وجانبوا مصباح ليلتها صباح نهارها مطعانها مطعامها مصدامها بشر أقل صفاته أن عاينوا ضلت قريش کم تقيس بسابق ال يا صاحب المجد الذي لجلاله لک غر أفعال إذا استقريتها وصفات فضل أشکلت معنيً فلا ومراتب قلدتها بمناقب ما مر يومک أبيضاً عند الندي أحسبته بأبيک وجه خريدة أنّي يشق غبار شأوک معشر يجنون ما غرست يداک قضية أنّي هم والخيل ينشر وقعها ومواقف لک دون أحمد جاوزت فعلي الفراش مبيت ليلک والعدي فرقدت مثلوج الفؤاد کأنما [صفحه 375] فکفيت ليلته وقمت معارضا واستصبحوا فرأوا دوين مرادهم رصدوا الصباح لينفقوا کنز الهدي وغداة بدر وهي أم وقائع قابلتهن فلم تدع لعقودها فالتاح عتبة ثاوياً بيمين من سجدت رؤوسهم لديک وإنما وتوحدت بعد ازدواج والذي وقضية المهراس عن کثب وقد فشددت کالليث الهزبر فلم تدع تولي بها الطعن الدراک ولم تزل وکشفتهم عن وجه أبيض ماجد وعشية الأحزاب لما اقبلت عدلت عن النهج القويم وأقبلت فأبحت حرمتها وعدت بکبشها وبني قريظة والنضير وسلعم مزقت جيب نفاقهم فترکتهم وشللت عشراً فاقتنصت رئيسهم وعلي حنين اين يذهب جاحد ولخيبر خبر يصم حديثه [صفحه 376] يوم به کنت الفتي الفتاح[1] وال من بعد ما ولي الجبان براية ال ورأتک فانتشرت لقربک بهجة فنصرتها ونضرتها فکأنها فغدوت ترقل والقلوب خوافق فلقيتها فعقلت فارسها ولا ويل امه ايظنک النکس الذي وتبعتها فحللت عقدة تاجها وجعلته جسرا فقصر فاغتدت وأبحت حصنهم المشيد فلم يکن فهوت لغرتک الملائک سجداً وحديث أهل النکث عسکرَ عسکرٌ لاقاک فارسها فبغدد هاربا وعلي ابن هند طار منک بأشؤم ألفي جحاش الکرملين فقادهم فغدوت مقتنصاً نفوس کماته حتي إذا اعتقد الفنا ورأي القنا وبدا له العضب الذي من قبله رفع المصاحف لا ليرفعها علا [صفحه 377] فجني بها ثمر الأمان وخلفه وکذاک أهل النهر ساعة فارقوا فوضعت سيفک فيهم فأفادهم ولقد روي مسروقهم عن أمه قالت هم شر الوري ومبيدهم سبقت مکارمک المکارم مثلما ما زلت أسأل فيک کل قديمة ألفاک آدم آدما لا صالح إني لأعذر حاسديک علي العلي فليحسد الحساد مثلک إنه ما أنصفتک عصابة جهلتک إذ إذ خالفت نص النبي عليک في باعتک وابتاعت بجوهر ذاتک ال ثم ارتقت حتي أبتک رضيً بمن ضلت أدلتها أتبدل بالعمي [صفحه 378]
(...- 1231 ه)
من کان منا المثقل المجهودا
فوق الذي بي ما وجدت مزيدا
حشدت عليَّ ضغائنا وحقودا
معنيً وتفصح موعدا ووعيدا
آساده ومن الخدور الغيدا
أيامک البيض الليالي سودا
-کمد الذي بک لا يزال عميدا
عن ناظري وترکن دونک بيدا
الفيتني عند الخطوب جليدا
إثباتها فرق النحول شهودا
جحدوا عليا يومه المشهودا
عذبا يمير الوافدين برودا
يمني نداها تاجها المعقودا
مقدامها ضرغامها المعهودا
منهن ما ظنوا به المعبودا
-حلبات ملطوم الجبين مذودا
عنت البرايا منصفاً وعنيدا
أخذت علي مفاوزاً ونجودا
إطلاق يکشفها ولا تقييدا
کالعقد تلبسه الحسان الخودا
إلا انثني بدم العدي خنديدا
فکسوت أبيض خدها التوريدا
کنت الوجود لهم وکنت الجودا
ألقت علي شهب العقول خمودا
نقعا تظن به السماء کديدا
بمقامک التعريف والتحديدا
تهدي إليک بوارقا ورعودا
يهدي القراع لسمعک التغريدا
بالنفس لا فشلاً ولا رعديدا
جبلا أشم وفارسا صنديدا
أو ما دروا کنز الهدي مرصودا
کبرت وما زالت لهن ولودا
نظما ولا لنظامهن عقيدا
يمناه أردت شيبة ووليدا
کان الذي ضربت عليه سجودا
ندبت إليه لتهتدي التوحيدا
عم الفرار أساودا وأسودا
رکنا لجيش ضلالة مشدودا
إذ ذاک مبدي کرة ومعيدا
لم يعرف الإدبار والتعريدا
کالسيل مفعمة تقود القودا
حلف الضلال کتائبا وجنودا
في القاع تطعمه السباع حنيدا
والواديين وخثعما وزبيدا
أمما لعارية السيوف غمودا
وترکت تسعا للفرار عبيدا
لما ثبتَّ به وراح شريدا
سمع العدي ويفجر الجلمودا
-کرار والمحبو والصنديدا
إيمان تلتحف الهوان برودا
فعل الودود يعاين المودودا
غصن يرنحه الصبا أملودا
والنصر يرمي نحوک الإقليدا
عجب إذا افترس الهزبر السيدا
ولي غداة الطعن يلوي جيدا
بيد سمت ورتاجها الموصودا
طولي يمينک جسرها الممدودا
حصن لهم من بعد ذاک مشيدا
تولي الثناء وتکثر التحميدا
بُهَمُ البهيمة جندها المحشودا
لو کان محتوم القضا مردودا
يوم غدا لبني الولاء سعودا
جهلا فابئس قائداً ومقودا
للَّه مقتنص يصيد الصيدا
مذروبة ورأي الحسام حديدا
قد فلّ آباء له وجدودا
لکن ليخفض قدرها ويکيدا
يوم يجرّعه الشراب صديدا
بفراقهم لجلالک التأييدا
تلفاً فديتک متلفا ومفيدا
والحق ينطق منصفا وعنيدا
خير الوري أکرم بذاک مبيدا
ختمت لعمر فخارک التأبيدا
عاد القديم وبعد عاد ثمودا
يدري بذاک ولا نزيلک هودا
وعلاک عذري لو عذرت حسودا
شرف يزيد علي المدي تجديدا
جعلت لذاتک في الوجود نديدا
خم وهم کانوا عليه شهودا
-علوي سفلي المبيع رديدا
لم يرض کعبک أن يراه صعيدا
رشدا وبالعدم المحال وجودا؟[2] .
صفحه 374، 375، 376، 377، 378.