محمد زيني البغدادي











محمد زيني البغدادي



(1148 ه- 1216 ه)

السيد محمد بن احمد زين الدين الحسني، أديب فاضل، ولد في النجف الأشرف عام 1148 ه 1735 م. ونشأ علي والده الذي أرشده الي التتلمذ علي الحجة السيد مهدي بحر العلوم فنهل من علمه وفضله واشير اليه بالبنان، وهو أحد أصحاب وقعة الخميس الأدبيّة ومصاهر للسيد حسين بن ابي الحسن العاملي علي ابنته، کتب الشعر وألّف في عدّةٍ من العلوم، وله ديوان مخطوط، توفي عام 1216 ه 1801 م.

له في أميرالمؤمنين عليه السلام قوله:


ابا حسن يا عصمة الجار دعوة
علي أثرها حثَّ الرجاء رکابه


شکوتک صرف الدهر قدما وانک ال
-مذل من ارجاء الخطوب صعابه


فما باله قد فوّق الدهر سهمه
وصبّ علي قلب الحزين عذابه


أباحسن والمرء يا ربما دعا
کريماً فلبّاه وزاد ثوابه


فإن کنت ترعاه لسوء فعاله
فبرّک يرعي فيک منک انتسابه


وله في مدح الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام قوله من قصيدة مطلعها:


علامَ وما کنتُ الخؤون بصاحب
تحاول بت الوصل مني حبائبي


حتي قال:


تؤمّ بنا أصل الکرام ومن سما
به کل فرع من لويّ بن غالب

[صفحه 364]

علياً أميرالمؤمنين وسيد ال
-وصيين خير الخلق نسل الأطائب


وحتي رسول اللَّه والنص واضحٌ
وإن عميت عنه قلوب الکواذب


فتي لم ينل ما ناله من فضائل
عجائب کانت في عيون العجائب


کريم إذا انهلّت سحائب جوده
أراک قليل الصوب صوب السحائب


إذا عدّ جود فهو أکرم واهب
وان عدّ بأس فهو حتف المحارب


معرّف فرسان الوغي ان حتفها
بملقاه من دون القنا والقواضب


إذا اسودّ ليل النقع منه ومکنت
قنا الخط من طعن الذري والغوارب


يجر خميساً من ثواقب رأيه
عزائمه فيها جياد السلاهب


فسل خيبراً من کان أورد مرحبا
حياض المنايا من بديع المضارب


فلا سيف إلا ذو الفقار ولا فتي
سواه إذا صالت قروم الکتائب


ولولا غلوّ في هواه وصفته
بوصف غنيّ في الوجود وواجب


عجبت لمن ظنّ المناصب فخره
وموطئ خفّيه سنام المناصب


يصدّک ضوء الشمس عن درک ذاتها
وهيبتهُ تغنيه عن کل جانب


هو العروة الوثقي لمستمسکٍ به
هو الغاية القصوي لرغبة راغب


تنال جميل الصفح منه مغاضباً
کنيلک منه النجح غير مغاضب


يزيد عطاءً حين يرتاح للندي
فتحسب انّ البذل دعوة طالب


نوافيه للجدوي خفافاً عيابنا
ونصدر من مغناه بجر الحقائب


ولو لم يکن للمصطفي غير حيدر
غرايب أغني عن ظهور الغرائب


وماذا عسي أن يبلغ الوصف في فتي
بدا ممکناً للناس في زيّ واجب


فيا آية اللَّه التي ردّت الهدي
نهاراً وليل الکفر مرخي الذوائب

[صفحه 365]

نصرت رسول اللَّه في کل موطن
دعاک به القهّار ربّ العجائب


أقمت قناة الدين عن کل غامز
وصنت رِدا الاسلام من کل جاذب


إذا المرء يستهدي الکواکب رأيه
فرأيک يستهديه اهدي الکواکب


فما تمّ دين أنت عنه بمعزل
ولا نيل رشد لست فيه بصاحب


ولو لم يکن للکون شخصک علّة
لما صار شرق الشمس بعض المغارب


کفاک کتاب اللَّه عن کل مدحة
وإن جلّ ما وطّدته من مناقب


وقال مستنجداً بالإمام أميرالمؤمنين عليه السلام في أيام الطاعون:


أباحسن يا حامي الجار دعوة
يرجي لها ذا اليوم منک قبولُ


أباحسن يا کاشف الکرب دعوة
لنا أملٌ أن لا تُردَّ طويل


وصيّ رسول اللَّه دعوة خامس
بغيرک منه لا يبل غليل


أيرضيک هذا اليوم يا حامي الحمي
خطوب علينا للمنون تصول


فيا ليت شعري هل تخيّب سائلاً
محبّاً أتي يرجوک وهو ذليل


فأين غياثي أين حرزي وموئلي
وعزّي الذي أسمو به وأطول


وأين سناني أين درعي وجنّتي
وعضبي الذي أسطو به وأصول


اليک ملاذ الخائفين شکاية
تقلقل أملاک السما وتهول


ومثلک من يدعي اذا ناب حادث
وضلّت لنا دون النجاة عقول


وحاشاک عند اللَّه فهو معظم
وعند رسول اللَّه فهو جليل


اغثنا أجرنا نجّنا واستجب لنا
فما نابنا لولاک ليس يزول


ألسنا بکم مستمسکين وحبکم
لنا في نجاة النشأتين کفيل


فأدرک محبّيک الذين تشتّتوا
وخيل الردي تجري بهم وتجول

[صفحه 366]

بحال يذوب الصخر منها إذا علا
لهم کل يوم رنّةٌ وعويل


وضاقت بلاد اللَّه فيهم فأقبلوا
إليک وکلٌّ في حماک دخيل


وقالوا به کلّ النجاة وانّه
حمي قط فيه لا يُضام نزيل


ولما علمنا إذ لحامي الحمي حمي
منيع يردّ الخطب وهو جليل


بقبرک لذنا والقبور کثيرة
ولکنّ من يحمي النزيل قليل


عليک سلام اللَّه ما فات خائف
بذاک الحمي أو نيل عندک سول

[صفحه 367]


صفحه 364، 365، 366، 367.