ابراهيم العاملي
الشيخ إبراهيم بن يحيي بن محمد بن سليمان العاملي الطيبي، عالم فاضل، وشاعر مکثر. ولد في قرية الطيبة عام 1154 ه 1742 م وهاجر مع من هاجر الي بعلبک في رمضان بعد مقتل الأمير ناصيف واستيلاء الجزّار علي جبل عامل، ومنها غادر إلي النجف الأشرف ولازم السيد بحر العلوم مع تردده علي الشيخ جعفر الجنابي لدراسة الفقه والأُصول. أولع بالتخميس حتي أنه خمس ديوان أبي فراس برمّته وأکثر المشهور من غرر الشريف وکثيرا من القصائد الأخري کالبردة وعينية ابن زريق وغيرها. ذکره جملة من الأعلام، منهم السيد الأمين في الأعيان ووصفه بأنه: عالم [صفحه 361] فاضل، أديب شاعر. وذکره صاحب الحصون فقال: «کان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً حاوياً لجملة من العلوم، مصنفاً فيها (....) وله منظومة في علم الکلام أجاد فيها کلّ الإجادة». وقال عنه مؤرخ جبل عامل الشيخ علي السبيتي: ثلاثة من تلامذة أبي الحسن الحسيني برعوا في الفضل في زمانهم حتي فضلهم البعض علي استاذهم ثم ذکر منهم الشيخ المترجم له وهو أحدهم. خلّف ديوان شعرٍ لم يطبع لحد الآن، سافر من النجف الي خراسان ثم دمشق حيث توطنها الي أن مات فيها، وقيل: انه مات في النباطية عام 1214 ه 1799 م. وله من قصيدة مطلعها: لقد طال عمر الهجر يا أم عامر حتي قال: نهضنا سراعا للغري کأننا نؤمّ أميرالمؤمنين وکهفهم ولولا اختيار السبق کان مسيرنا ولما بلغنا ذلک الحيّ خلتني وبادرت لثماً للتراب وللحصي وطفت بقبر يشهد اللَّه أنه وله يمدح الإمام أميرالمؤمنين علياً عليه السلام: عجْ بالعذيب ولا تبخل علي الطلل اتمنع الريّ منها وهي صادية [صفحه 362] إلي أن يقول: وقد علاني ضياء ليس يدفعه أجري وأشجع من يدعا ليوم وغيً زوج البتول الذي ما شدّ مئزره أبوالنجوم التي أسماؤها کتبت بسيفه قام دين اللَّه واعتدلت وينصر الدين في سرٍ وفي علن سل عنه سلْعاً وقد ناداه من کثب يهوي إليه فقل ما شئت في أسد وسل هوازن عنه والنضير وسل وسل مواقف صفين التي ذهبت وسل صدور العوالي والبواتر عن أفديه من ماجد بالمجد ملتحف جودٌ به زهت الدنيا وساکنها إن المکارم شتي لا عِداد لها نال الخلافة بالنص الجلي فيا إن الخلافة تاج ليس يعقده جاء الأمين من اللَّه الأمين بها ألست أولاکم طراً بأنفسکم؟ فقال: من کنت مولاه وسيده [صفحه 363]
(1154 ه- 1214 ه)
ورثت حبال الصبر من کل صابِر
صواد نري فيه مجاج المواطرِ
وأفضل بادٍ في الأنام وحاضرِ
إليه علي أجفاننا والنواظرِ
ظهرت من الفردوس فوق المظاهر
ولا عذر لي واللَّه إن لم أبادر
حوي خير من ضمت بطون المقابر
بريّها إنه فرض علي المقلِ
والبخل بالماء اقصي غاية البخلِ
شي ء کفضل أميرالمؤمنين علي
وأکرم الناس من حافٍ ومنتعلِ
إلا علي الحسنيين العلم والعملِ
بنوره فوق ساق العرش في الأزل
قناته بعد طول الزيغ والميلِ
ويخذل الکفر في حل ومرتحلِ
عمرو بن ود فلبّاه علي عجل
جأجأته للقاء الأعصم الوعل
بدراً وسل أحداً والنهروان سل
فيها صوارمه بالخيل والخول
جميل أفعاله في وقعة الجمل
بالفضل متشح بالخير مشتمل
والأرض تحيا بصوب العارض الهطل
سبحان جامعها في ذلک الرجل
للَّه من ذي ضلال والصباح جلي
من البرية إلّا خاتم الرسل
إلي الأمين فنادي وهو في جذل
قالوا: بلي يارسول الواحد الأزلي
فحسبه من علي سيد وولي
صفحه 361، 362، 363.