ابراهيم العاملي











ابراهيم العاملي



(1154 ه- 1214 ه)

الشيخ إبراهيم بن يحيي بن محمد بن سليمان العاملي الطيبي، عالم فاضل، وشاعر مکثر.

ولد في قرية الطيبة عام 1154 ه 1742 م وهاجر مع من هاجر الي بعلبک في رمضان بعد مقتل الأمير ناصيف واستيلاء الجزّار علي جبل عامل، ومنها غادر إلي النجف الأشرف ولازم السيد بحر العلوم مع تردده علي الشيخ جعفر الجنابي لدراسة الفقه والأُصول.

أولع بالتخميس حتي أنه خمس ديوان أبي فراس برمّته وأکثر المشهور من غرر الشريف وکثيرا من القصائد الأخري کالبردة وعينية ابن زريق وغيرها.

ذکره جملة من الأعلام، منهم السيد الأمين في الأعيان ووصفه بأنه: عالم

[صفحه 361]

فاضل، أديب شاعر. وذکره صاحب الحصون فقال: «کان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً حاوياً لجملة من العلوم، مصنفاً فيها (....) وله منظومة في علم الکلام أجاد فيها کلّ الإجادة». وقال عنه مؤرخ جبل عامل الشيخ علي السبيتي: ثلاثة من تلامذة أبي الحسن الحسيني برعوا في الفضل في زمانهم حتي فضلهم البعض علي استاذهم ثم ذکر منهم الشيخ المترجم له وهو أحدهم.

خلّف ديوان شعرٍ لم يطبع لحد الآن، سافر من النجف الي خراسان ثم دمشق حيث توطنها الي أن مات فيها، وقيل: انه مات في النباطية عام 1214 ه 1799 م.

وله من قصيدة مطلعها:


لقد طال عمر الهجر يا أم عامر
ورثت حبال الصبر من کل صابِر


حتي قال:


نهضنا سراعا للغري کأننا
صواد نري فيه مجاج المواطرِ


نؤمّ أميرالمؤمنين وکهفهم
وأفضل بادٍ في الأنام وحاضرِ


ولولا اختيار السبق کان مسيرنا
إليه علي أجفاننا والنواظرِ


ولما بلغنا ذلک الحيّ خلتني
ظهرت من الفردوس فوق المظاهر


وبادرت لثماً للتراب وللحصي
ولا عذر لي واللَّه إن لم أبادر


وطفت بقبر يشهد اللَّه أنه
حوي خير من ضمت بطون المقابر


وله يمدح الإمام أميرالمؤمنين علياً عليه السلام:


عجْ بالعذيب ولا تبخل علي الطلل
بريّها إنه فرض علي المقلِ


اتمنع الريّ منها وهي صادية
والبخل بالماء اقصي غاية البخلِ

[صفحه 362]

إلي أن يقول:


وقد علاني ضياء ليس يدفعه
شي ء کفضل أميرالمؤمنين علي


أجري وأشجع من يدعا ليوم وغيً
وأکرم الناس من حافٍ ومنتعلِ


زوج البتول الذي ما شدّ مئزره
إلا علي الحسنيين العلم والعملِ


أبوالنجوم التي أسماؤها کتبت
بنوره فوق ساق العرش في الأزل


بسيفه قام دين اللَّه واعتدلت
قناته بعد طول الزيغ والميلِ


وينصر الدين في سرٍ وفي علن
ويخذل الکفر في حل ومرتحلِ


سل عنه سلْعاً وقد ناداه من کثب
عمرو بن ود فلبّاه علي عجل


يهوي إليه فقل ما شئت في أسد
جأجأته للقاء الأعصم الوعل


وسل هوازن عنه والنضير وسل
بدراً وسل أحداً والنهروان سل


وسل مواقف صفين التي ذهبت
فيها صوارمه بالخيل والخول


وسل صدور العوالي والبواتر عن
جميل أفعاله في وقعة الجمل


أفديه من ماجد بالمجد ملتحف
بالفضل متشح بالخير مشتمل


جودٌ به زهت الدنيا وساکنها
والأرض تحيا بصوب العارض الهطل


إن المکارم شتي لا عِداد لها
سبحان جامعها في ذلک الرجل


نال الخلافة بالنص الجلي فيا
للَّه من ذي ضلال والصباح جلي


إن الخلافة تاج ليس يعقده
من البرية إلّا خاتم الرسل


جاء الأمين من اللَّه الأمين بها
إلي الأمين فنادي وهو في جذل


ألست أولاکم طراً بأنفسکم؟
قالوا: بلي يارسول الواحد الأزلي


فقال: من کنت مولاه وسيده
فحسبه من علي سيد وولي

[صفحه 363]


صفحه 361، 362، 363.