حسن بن مجلي
الشيخ حسن بن مجلي الخطي القطيفي، شاعرٌ فاضل عالم، وُلد في القطيف حاضرة العلم والفضل والأدب، ولم تتيسَّر لنا معرفة عام ولادته أو نبذة من حياته غير ما ذکره الشيخ صاحب الغدير، والآخر صاحب شعراء القطيف من الماضين، لکنَّ الاشارة واضحة الي طيب محتده وشرف عنصره فأسرته لها مکانتها الاجتماعية المرموقة برجالها الأماثل الأفاضل، والذي يعنينا هنا من المترجم له رحمه الله أنه خمّس قصيدة السيد الحميري العينيّه المشهورة فخلُد ذکره، والأقرب الي الصواب انّه توفّي عام 1202 ه 1788 م، ومن تخميسه للحميريّة قوله: لا تنکروا أن جيرة أزمعوا کم دمن خاوية تجزعُ طامسة اعلامه بلقعُ کانت بأهل الود انسيّةٌ فأصبحت بالرغم منسيةٌ والاسد من خيفتها تجزعُ سألتها اين الظبا اللعَّسُ فجاوبتني الاربع الدرَّسُ الّا صلالٌ في الثري وقَّعُ [صفحه 350] تکدرت صفوات لذاتها ولم تر إلا بحافاتها والسم في انيابها مقنعُ دارت رحي الموت علي سلمِها وليس في غم علي غمِّها والعين من عرفانه تدمعُ وذاب قلبي من لظي کربهِ والدمع لا ينفک عن صبّهِ فبتُّ والقلب شج موجعُ الوجد والتبريح قد مضَّني وانتحل الجسم ونومي فني من حبّ أروي کبدي تلذعُ لا عجب من ريب دهر عدا وعاث ما عاث بأهل الندي بخطبة ليس لها موضعُ الغدر في مضمونها ضمّنا فأقبلوا کل وکل دنا الي من الغاية والمفزعُ عن کل خطب مشکل مسَّنا والمرتجي في کل امر عَنا وفيهم للملک من يطمعُ [صفحه 351] ومن تري فيه يشاد البنا علي الوري ممن نآي أودنا کنتم عسيتم فيه أن تصنعوا کمثل قوم مثلکم نافقوا إذ نکثوا العهد الذي واثقوا هارون فالترک له أودعُ انظر بعين الفکر يا من فطنْ ابدي لهم من سره ما کمَنْ کان اذاً يعقل او يسمعُ ثم ألمت فيهم غمةٌ والمصطفي تتبعه امةٌ من ربه ليس لها مدفعُ انصب علياً فهو المبتغي وفارس الهيجا بيوم الوغي واللَّه منهم عاصم يمنعُ ابلغ بلا مهل وقل للذي دعه فمنه عينه في قذي کان بما يأمره يصدعُ مشمّراً يکشف عن وصفهِ مبلّغاً کالسيل في کفهِ کفُّ عليٍّ ظاهر يلمعُ [صفحه 352]
(...- 1202 ه)
هجراً وحبل الوصل قد قطعوا
لأم عمرو باللوي مربعُ
تزهو بزهر الروض موشيةٌ
تروح عنها الطير وحشيةٌ
الناهدات الکعب الميَّسُ
برسم دار ما بها مؤنسُ
مذ فارقت بالرغم عاداتها
رقشاً يخاف الموت نفثاتها
لم يبق في لين ولا نعمِها
لما وقفن العيس في رسمِها
وکاد يدنو من عدا نحبهِ
ذکرت ما قد کنت ألهو بهِ
ونغَّصَ التفريق عيش الهني
کأن بالنار لِما شفَّني
اذا رماني بسهام الردي
عجبت من قوم أتوا احمدا
والنکث مطوي بها والخنا
قالوا له لو شئت اعلمتنا
ومن تري يحکم في امرنا
اذا توفيت وفارقتنا
ومن له الحجةُ من ربنا
فقال لو أعلمتکم معلنا
حادوا عن الحق ولا وافقوا
صنيع أهل العجل إذ فارقوا
الي جواب المصطفي المؤتمَنْ
وفي الذي قال بيان لمنْ
کأنما حفت بهم ظلمةٌ
ثم أتته بعد ذا عزمةٌ
وهو حسامُ اللَّه فيمن طغي
ابلغ وإلا لم تکن مبلغا
بغي علي الدين بقولٍ بذي
فعندها قام النبي الذي
يهدي البرايا لشذا عرفهِ
يخطب مأموراً وفي کفّهِ
صفحه 350، 351، 352.