ابن خليفة المقري











ابن خليفة المقري



(...- 1120 ه)

الشيخ ابو الحسن عبدالرضا بن احمد بن خليفة المقري الکاظمي، عالم فاضل وأديب شاعر، جمع الي فقهه تقواه والي أدبه ولاءه ومدحه أفاضل أهل التراجم وله ديوانٌ مخطوط اکثره في النبي وأهل بيته عليهم السلام وقد وقف عليه غير واحد من المحقّقين وهو مرتب علي الحروف الهجائيّة، توفي في حدود سنة 1120 ه 1708 م.

وله قوله:


وقفت دون سعيک الأنبياءُ
فلتطل مفخراً بک الأوصياءُ


وإذا لم يکن سوي آية التّط
-هير فيکم لکان فيها اکتفاءُ


کنت نوراً وليس کون ولاآ
دم بل ليس کان طينٌ وماءُ


أنت عين اليقين سلطان موسي
والعصا منه واليد البيضاءُ


روح قدس به تأيّد عيسي
ولأمواته به إحياءُ


أنت لو لم تکن لما عُبد اللَّه
ولا للأنام کان اهتداءُ


إلي أن يقول:


فأضاعوا وصيّةً «يوم خمّ»
بعليّ الوصيّ وهم شهداءُ


عن لسان الرّوح الأمين عن اللَّه
تعالي ألا له الآلاءُ


بعليّ بلّغ وإلّا فما بلّ
-غت واللَّه من عداک وقاءُ

[صفحه 320]

وأتي النصّ فيه: أليوم أکمل
-تُ لکم دينکم وحقّ الهناءُ


ويلهم جهّلوا النبيّ وقالوا
عنه ما لم يقل وبالإفک جاؤوا


ما نجيب اليهود يوماً إذا احت
-جّوا علينا؟ أليس فيکم حياءُ؟


وله أيضاً في الإمام علي عليه السلام قوله:


مَن آية التطهير فيه أتت
نصّاً من اللَّه له واختيارْ


آخاه طاها يوم «خمّ» وقد
أُنزل فيه فيه آيٌ جهارْ


اليوم أکملت لکم دينکم
ناهيک من منقبة لا تعارْ


إلي الّذي من کلِّ أوب إلي
بيت عطاياه المطايا تثارْ


وأذّن النّاس ونادي الوحا
لکعبة اللَّه البدارْ البدارْ


وزمزم والحجر والرّکن ث
-مَّ الحجر الأسود سامي المنارْ


ألا بها حجّوا فما في سوي
تلک الثري حجّاً أري واعتمارْ


والثم ضريحاً ضمَّ بدراً ومن
حلم جبالاً وعطايا بحارْ


فثمَّ وجه اللَّه والعين وال
-جنب وسيف اللَّه ماضي الغرارْ


أمير کلّ المؤمنين الّذي
غدا له فيما يشاء الخيارْ


وله من قصيدة أُخري يمدح بها أميرالمؤمنين عليه السلام قوله:


يا إماماً علا علي سائر الخل
-ق بخُلق مهذَّب وبخَلقِ


حزت کلّاً من العلوم إلي أن
قد جري الکلُّ منک في کلّ عرقِ


قد عبدت الإله طفلاً مع المخ
-تار والکلّ مشرِکٌ بالحقّ


وببدر بذلت نفسک في ال
-لَّه وبادرتها ضحيً غير طرقِ


وبخمّ بويعت إذ ليس إلّا
أنت دون الوري لها من محقّ

[صفحه 321]

فأتي النصُّ فيک أليوم أکمل
-تُ لکم دينکم وأثبت حقّي


يا لها من إمامة قد تسامت
بإمام مؤيَّد بالصّدقِ


صاحب النّص والدّلالة بالإج
-ماع والإتّفاق من غير مذقِ


نفس طاها النبيّ والصّهر وابن ال
-عمّ والصّنو والأخ المشتقّ


وله من قصيدة يمدح بها أميرالمؤمنين عليه السلام وهي تبلغ ستّين بيتاً قوله:


واللَّه أکمل دينه بولائه
أنّي يطاوَل مجدُه ويُسادُ؟


بالطائف المشهور کلّم ربّه
ناهيک فخراً ما عليه يزادُ


ولطالما من جبرئيل لخدمة
قد طال في أعتابه التردادُ


وببابل رُدَّت له شمس الضّحي
واللّيل قد مُدّت له إيرادُ


وبيوم «خمّ»خبّر الغيّاب عن
تأميره في البيعة الأشهادُ


إذ قام يخطب أحمد مسترسلاً
عن ربّه والقول منه يعادُ


من کنت مولاه فحيدرة له
موليً ومن کاد الوصيَّ يُکادُ


لا تدرک الأفهام کنه صفاته
أنّي وهل يحصي الحصي التّعدادُ؟


وله من قصيدة 118 بيتاً يمدح بها أميرالمؤمنين عليه السلام قوله:


لک نصب عيني أين کنت أُمثّل
وطريقتي المثلي بحبّک أمثلُ


واللَّه أکمل دينه بولائه
هل فوق هذا في المفاخر منزلُ؟


ولَقول جبريل الأمين بحقّه
علناً وتلک محلّة لا تُنزلُ


لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتيً
إلّا عليّ الفاضل المتفضّلُ


ولفتح أحمد بابه ولسدّه
باب الصحاب علي الجميع يفضلُ


ولقول أحمد: أنت هاد للوري
وأنا النذير وذاک فخرٌ أطولُ

[صفحه 322]

ولأنت منّي مثلما هارون من
موسي ولا بعدي نبيٌّ يرسلُ


والشّمس من بعد الغروب ببابل
رُدَّت له واللّيل داج مسبلُ


واللَّه خاطبه غداة الطائِف ال
-مشهور وهي فضيلة لا تُنحلُ


وبليلة القدر الملائک عزّة
الرّوح قد کانت عليه تنزلُ


وفدي النبيَّ علي الفراش وإنَّها
لهي المواساة التي لا تُعقلُ


والوحي يهبط عنده وببيته
للفصل آيات الکتاب تفصّلُ


وله وللأصنام کسّر عزّةً
وضعت علي أکتاف أحمد أرجلُ


وکفي عليّاً في (الغدير) فضيلة
يأتي إليها غيره يتوصّلُ


حيث الأمين أتي الأمين مبلّغاً
يقري السّلام من السّلام ويعجلُ


بلّغ وإلّا لم تبلّغ ما أتي
في حقِّ حيدر أيّها المزمّلُ


فهناک بين الصّحب قام لربِّه
يثني بعالي صوته ويفضِّلُ


ويسار حيدرة بيمناه وقد
نادي ومنه فيه يفصح مقولُ


من کنت مولاه فحيدرةٌ له
موليً فإيّاکم به أن تُبدلوا


والطائر المشويّ هل مع أحمد
أحدٌ سواه کان منه يأکلُ؟


والنّجم لمّا أن هوي في داره
جهراً وأشرق منه ليل أليل


في العرش قِدماً کان نوراً محدقاً
طوراً يکبّر ربّه ويهلّلُ


متقلّب في السّاجدين وکان من
صلب إلي صلب طهوراً ينقلُ


وله من قصيدة 42 بيتاً يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام قوله:


هلّ بي حرٌّ إلي رشف رشا
حبّذا لو يقبل الرّوح رشا


إلي أن قال:

[صفحه 323]

حيدر الکرّار أزکي ناعل
من بني آدم أو حافٍ مشي


ما غشي اللّيل نهاراً نصحه
مُذهبٌ شکاً علي القلب غشي


نور عين الدّين قد ردّ وقد
ردَّ طرف الشّرک منه أعمشا


قتل الکفّار في صارمه
ولربع الأُنس منهم أوحشا


مادني للّات يوماً قطّ بل
عبداللَّه وبالتّقوي نشا


قد شفي الإسلام من داءٍ به
وجلا من أعين الدّين الغشا


ولقد أصبح في خمّ له
شاهدٌ عدلٌ أبي أن يرتشا


جاد بالقرص وصلّي العصر إذ
ردَّه لمّا له غشّي العشا


وله قد کلّم الثعبان إذ
ظنّه النّاس أتي کي ينهشا

[صفحه 324]


صفحه 320، 321، 322، 323، 324.