عمرو بن العاص











عمرو بن العاص



(...- 43 ه)

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سُعَيد القرشي، داهية من دهاة العرب وشاعرٌ وخطيب، منه ابتداء الفتنة وصدورها وإليه انتهاؤها وورودها، أبوه هو الأبتر بنص التنزيل: «إن شانئک هو الأبتر» کما هو عن ابن سعد في طبقاته، وابن قتيبة في معارفه، وابن عساکر في تاريخه، وذهب التابعي الکبير سُليم الهلالي إلي أن المترجم هو المقصود بالآية المبارکة؛ لما کان عليه من بغضٍ وشنآنٍ لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم. ويؤيد هذا المذهب ما روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام في أبيات له، أولها:


إن يقرنوا وصيّه والأبترا
شاني الرسول واللّعين الأخزرا


وکان معدوداً من الأدعياء في الجاهلية کما هو عن الکلبي (ت 206 ه) في کتابه: مثالب العرب».


ماتَ في ليلة الفطر عام 43 ه 663 م عن تسع وتسعين سنة.

له في توبيخ معاوية وذکر فضائل الإمام علي عليه السلام:


معاويةُ الحالَ لا تجهلِ
وعن سُبل الحقِّ لا تعدلِ

[صفحه 20]

نسيت احتياليَ في جُلَّق
علي أهلها يوم لبس الحلي؟


حتي يقول:


وکم قد سمعنا من المصطفي
وصايا مخصّصةً في علي؟


وفي يوم «خمّ» رقي منبراً
يُبلّغ والرکب لم يرحلِ


وفي کفِّه کفّه معلناً
يُنادي بأمر العزيز العلي


ألستُ بکم منکُم في النفوس
بأولي؟ فقالوا: بلي فافعلِ


فأنحله إمرة المؤمنين
من اللَّه مُستخلف المنحلِ


وقال: فمن کنت موليً له
فهذا له اليوم نعم الولي


فوالِ مواليه ياذا الجلال
وعاد معادي أخي المرسلِ


فبخبخ شيخک لَمّا رآي
عُري عقد حيدرَ لم تُحللِ


فقال: وليّکُمُ فاحفظوه
فمدخله فيکمُ مدخلي


وإنّا وما کان من فعلنا
لفي النّار في الدرک الأسفلِ


وإنَّ عليّاً غداً خصمنا
ويعتزُّ باللَّه والمرسلِ


وله يردُّ علي معاوية حينما ذکره بما کان منه، يوم کشف عن سوأته لينجو من الإمام، قوله:


معاوي لا تشمَت بفارس بُهمةٍ
لقي فارساً لا تعتريه الفوارسُ


معاوي إن أبصرت في الخيل مقبلاً
أباحسن يهوي دهتْکَ الوساوسُ


وأيقنتَ أنّ الموت حقٌّ وأنّه
لنفسک إن لم تمض في الرکض حابسُ


فإنَّک لو لاقيتَه کنت بومةً
أُتيح لها صقرٌ من الجوِّ رايسُ


وماذا بقاء القوم بعد اختباطه؟
وإنّ امرأً يلقي عليّاً لآيسُ


وتشمتُ بي إن نالني حدُّ رمحه
وعضَّضني نابٌ من الحرب ناهسُ


أبي اللَّه إلّا أنَّه ليثُ غابة
أبوأشبل تُهدي إليه الفرايسُ


وأيُّ امرئ لاقاه لم يُلف شلوه
بمعترک تسفي عليه الروامسُ

[صفحه 21]


صفحه 20، 21.