من تخلّف عن بيعته











من تخلّف عن بيعته



کانت بيعة الإمام عليه السلام عامّة شاملة، وقد اشترک فيها جميع المهاجرين والأنصار،[1] وتمام من کان في المدينة. وقد بايع الجميع عن اختيار کامل، وحرّية تامّة. ثمّ بايعه أهالي مکّة والحجاز والکوفة.[2] .

وقد صرّح الإمام عليه السلام بأنّ بيعته عامّة شاملة،[3] کما صرّحت المصادر التاريخيّة الکثيرة باجتماع المهاجرين والأنصار علي بيعة الإمام عليه السلام.[4] .

لکن ذکرت بعض المصادر أخباراً تدلّ علي تخلّف أمثال: عبداللَّه بن عمر، وسعد بن أبي وقّاص، ومحمّد بن مسلمة، واُسامة بن زيد، وحسّان بن ثابت، وکعب بن مالک، وعبداللَّه بن سلام، ومروان بن الحکم، وسعيد بن العاص، والوليد بن عقبة، عن البيعة.[5] .

وفي تخلّف هؤلاء عن البيعة نظريّتان:

الاُولي: إنّ هؤلاء تخلّفوا عن بيعة الإمام، بل کانوا مخالفين لبيعته واقعاً.

الثانية: إنّهم لم يخالفوا أصل البيعة، وأنّ ما ورد في النصوص مشعراً بذلک فهو بمعني عدم مُسايرتهم للإمام في حروبه الداخليّة.

[صفحه 81]

قال الحاکم النسابوري- بعد ذکر الأخبار الواردة في بيعة الناس للإمام-: «أمّا قول من زعم أنّ عبداللَّه بن عمر وأبامسعود الأنصاري وسعد بن أبي وقّاص وأباموسي الأشعري ومحمّد بن مسلمة الأنصاري واُسامة بن زيد قعدوا عن بيعته، فإنّ هذا قول مَن يجحد حقيقة تلک الأحوال»، ثمّ ذکر أنّ هؤلاء بايعوا الإمام لکن لم يسايروه في حروبه الداخليّة؛ لأسباب دَعَتهم إلي ذلک، ممّا أوقع البعض في اعتقاد أنّهم مخالفين لبيعة الإمام عليه السلام.[6] .

وقد ارتضي هذا الرأي ابن أبي الحديد، ونسبه إلي المعتزلة في کتابه شرح نهج البلاغة.[7] .

وإذا تأمّلنا نصوص الباب نجد أنّ أکثر من عُرف بالتخلّف عن البيعة قد بايع الإمام عليه السلام، لکنّ بيعة بعضهم- نظير: عبداللَّه بن عمر، وسعد بن أبي وقّاص- لم تکن بمعني الوفاء لقيادة الإمام؛ حيث أعلنوا صراحة عدم مرافقتهم للإمام في حروبه. کما أنّ بيعة بعض آخر منهم- نظير: مروان بن الحکم، وسعيد بن العاص، والوليد بن عقبة- کانت بدوافع سياسيّة.[8] .

ومن هنا يمکن عدّ هؤلاء في المتخلّفين عن البيعة؛ لأنّ بيعتهم لم تکن حقيقيّة وکاملة، کما يکن عدّهم في المبايعين؛ لاشتراکهم من المراسم الرسميّة للبيعة. وبهذا يمکن الجمع بين النظريّتين.

[صفحه 82]

وهنا احتمال ثالث، وهو: أنّهم تخلّفوا عن البيعة العامّة الشاملة والتي کانت في المسجد، وقد اختلقوا أعذاراً لتوجيه ذلک، لکن لمّا تمّت البيعة واستحکمت خلافة الإمام عليه السلام رغبوا في البيعة.

ويؤيّد ذلک أنّ مروان بن الحکم والوليد بن عقبة وسعيد بن العاص جاؤوا إلي الإمام- بعد انتهاء البيعة العامّة- فبايعوه بعد نقاش.

کما يشهد له اعتراف عبداللَّه بن عمر واُسامة بن زيد وسعد بن أبي وقّاص ببيعة الإمام علي عليه السلام، کما ورد في بعض النصوص.

1315- الإمام عليّ عليه السلام- من کلامه حين تخلّف عن بيعته عبداللَّه بن عمر، وسعد بن أبي وقّاص، ومحمّد بن مسلمة، وحسّان بن ثابت، واُسامة بن زيد-: أيّها الناس! إنّکم بايعتموني علي ما بُويع عليه من کان قبلي، وإنّما الخيار إلي الناس قبل أن يبايعوا، فإذا بايعوا فلا خيار لهم. وإنّ علي الإمام الاستقامة، وعلي الرعيّة التسليم. وهذه بيعة عامّة، من رغب عنها رغب عن دين الإسلام، واتّبع غير سبيل أهله، ولم تکن بيعتُکم إيّاي فلتة، وليس أمري وأمرکم واحداً. وإنّي اُريدکم للَّه، وأنتم تريدونني لأنفسکم، وايم اللَّه لَأنصحنّ للخصم، ولاُنصفنّ المظلوم.

وقد بلغني عن سعد وابن مسلمة واُسامة وعبداللَّه وحسّان بن ثابت اُمور کرهتُها، والحقّ بيني وبينهم.[9] .

1316- مروج الذهب: کان سعد واُسامة بن زيد وعبداللَّه بن عمر ومحمّد بن

[صفحه 83]

مسلمة[10] ممّن قعد عن عليّ بن أبي طالب، وأبَوا أن يبايعوه، هم وغيرهم[11] ممّن ذکرنا من القعّاد، وذلک أنّهم قالوا:

إنّها فتنة. ومنهم من قال لعليّ: أعطِنا سيوفاً نقاتل بها معک، فإذا ضربنا بها المؤمنين لم تعمل فيهم ونَبَتْ[12] عن أجسامهم، وإذا ضربنا بها الکافرين سَرت في أبدانهم. فأعرض عنهم عليّ، وقال: «وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأََّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ».[13] .

1317- تاريخ اليعقوبي: بايع الناس إلّا ثلاثة نفر من قريش: مروان بن الحکم، وسعيد بن العاص، والوليد بن عقبة- وکان لسان القوم- فقال: يا هذا، إنّک قد وَتَرتَنا جميعاً، أمّا أنا فقتلتَ أبي صبراً يوم بدر، وأمّا سعيد فقتلتَ أباه يوم بدر- وکان أبوه من نور قريش- وأمّا مروان فشتمتَ أباه وعِبتَ علي عثمان حين ضمّه إليه... فتَبايَعنا علي أن تضع عنّا ما أصبنا، وتعفي لنا عمّا في أيدينا، وتقتُل قتلة صاحبنا.

فغضب عليٌّ وقال: أمّا ما ذکرتَ من وتري إيّاکم، فالحقّ وَتَرَکم. وأمّا وَضعي عنکم ما أصبتُم، فليس لي أن أضع حقّ اللَّه تعالي. وأمّا إعفائي عمّا في أيديکم، فما کان للَّه وللمسلمين فالعدل يَسَعُکم. وأمّا قتلي قتلةَ عثمان، فلو لزمني قتلُهم اليومَ لزمني قتالهم غداً، ولکن لکم أن أحملکم علي کتاب اللَّه وسنّة نبيّه، فمن

[صفحه 84]

ضاق عليه الحقّ فالباطل عليه أضيق، وإن شئتم فالحقوا بملاحقکم.

فقال مروان: بل نبايعک، ونقيم معک، فتري ونري.[14] .

1318- تاريخ الطبري عن عبداللَّه بن الحسن: لمّا قُتل عثمان بايعت الأنصار عليّاً إلّا نُفَيراً يسيراً؛ منهم حسّان بن ثابت، وکعب بن مالک، ومسلمة بن مخلّد، وأبو سعيد الخدري، ومحمّد بن مسلمة، والنعمان بن بشير، وزيد بن ثابت، ورافع بن خديج، وفضالة بن عبيد، وکعب بن عجرة؛ کانوا عثمانيّة.

فقال رجل لعبد اللَّه بن حسن: کيف أبي هؤلاء بيعة عليّ! وکانوا عثمانيّة؟!

قال: أمّا حسّان فکان شاعراً لا يُبالي ما يصنع. وأمّا زيد بن ثابت فولّاه عثمان الديوان وبيت المال، فلمّا حُصر عثمان قال: يا معشر الأنصار کونوا أنصاراً للَّه... مرّتين. فقال أبو أيّوب: ما تنصره إلّا أنّه أکثر لک من العِضدان. فأمّا کعب بن مالک فاستعمله علي صدقة مُزينة، وترک ما أخذ منهم له.[15] .

1319- وقعة صفّين عن عمر بن سعد: دخل عبداللَّه بن عمر وسعد بن أبي وقّاص والمغيرة بن شعبة مع اُناس معهم، وکانوا قد تخلّفوا عن عليّ، فدخلوا عليه، فسألوه أن يعطيهم عطاءهم- وقد کانوا تخلّفوا عن عليّ حين خرج إلي صفّين والجمل-.

فقال لهم عليّ: ما خلّفکم عنّي؟

قالوا: قُتل عثمان، ولا ندري أحلّ دمه أم لا، وقد کان أحدث أحداثاً ثمّ استتبتموه فتاب، ثمّ دخلتم في قتله حين قُتل، فلسنا ندري أصبتم أم أخطأتم!

[صفحه 85]

مع أنّا عارفون بفضلک- يا أميرالمؤمنين- وسابقتک وهجرتک.

فقال عليّ: ألستم تعلمون أنّ اللَّه عزّ وجلّ قد أمرکم أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنکر، فقال: «إِن طَآلِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن م بَغَتْ إِحْدَلهُمَا عَلَي الْأُخْرَي فَقَتِلُواْ الَّتِي تَبْغِي حَتَّي تَفِي ءَ إِلَي أَمْرِ اللَّهِ»؟[16] .

قال سعد: يا عليّ، أعطِني سيفاً يعرف الکافر من المؤمن؛ أخاف أن أقتل مؤمناً فأدخل النار.

فقال لهم عليّ: ألستم تعلمون أنّ عثمان کان إماماً، بايعتموه علي السمع والطاعة، فعلامَ خذلتموه إن کان محسناً!! وکيف لم تقاتِلوه إذ کان مسيئاً؟! فإن کان عثمان أصاب بما صنع فقد ظلمتم؛ إذ لم تنصروا إمامکم، وإن کان مسيئاً فقد ظلمتم؛ إذ لم تعينوا مَن أمر بالمعروف ونهي عن المنکر، وقد ظلمتم إذ لم تقوموا بيننا وبين عدوّنا بما أمرکم اللَّه به، فإنّه قال: «قَتِلُواْ الَّتِي تَبْغِي حَتَّي تَفِي ءَ إِلَي أَمْرِ اللَّهِ».

فردّهم ولم يُعطِهم شيئاً.[17] .

1320- المستدرک علي الصحيحين- بعد ذکر الأخبار الواردة في بيعة الناس أميرالمؤمنين عليه السلام-: أمّا قول من زعم أنّ عبداللَّه بن عمر وأبامسعود الأنصاري وسعد بن أبي وقّاص وأباموسي الأشعري ومحمّد بن مسلمة الأنصاري واُسامة بن زيد قعدوا عن بيعته، فإنّ هذا قول من يجحد حقيقة تلک الأحوال....

[ثمّ قال- بعد أن ذکر أسباب اعتزالهم]: فبهذه الأسباب وما جانَسها کان

[صفحه 86]

اعتزال من اعتزل عن القتال مع عليّ رضي الله عنه، وقتال من قاتله.[18] .

1321- الجمل عن أبي مخنف: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا همّ بالمسير إلي البصرة، بلغه عن سعد بن أبي وقّاص وابن مسلمة واُسامة بن زيد وابن عمر تثاقل عنه، فبعث إليهم. فلمّا حضروا قال لهم: قد بلغني عنکم هناتٍ کرهتُها، وأنا لا اُکرهکم علي المسير معي، ألستم علي بيعتي؟

قالوا: بلي.

قال: فما الذي يُقعدکم عن صحبتي؟

فقال له سعد: إنّي أکره الخروج في هذا الحرب؛ لئلّا اُصيب مؤمناً، فإن أعطيتَني سيفاً يعرف المؤمن من الکافر، قاتلتُ معک!

وقال له اُسامة: أنت أعزّ الخلق عليَّ، ولکنّي عاهدتُ اللَّه أن لا اُقاتل أهل لا إله إلّا اللَّه...

وقال عبداللَّه بن عمر: لست أعرف في هذا الحرب شيئاً، أسألک ألّا تحملني علي ما لا أعرف.

فقال لهم أميرالمؤمنين عليه السلام: ليس کلّ مفتون معاتب، ألستُم علي بيعتي؟ قالوا: بلي. قال: انصرفوا فسيُغني اللَّه تعالي عنکم.[19] .

1322- تاريخ الطبري عن أبي المليح- في ذکر بعض ما جري عند بيعة الإمام عليه السلام-: خرج عليّ إلي المسجد، فصعد المنبر وعليه إزار وطاق وعمامة خزّ ونعلاه في يده، متوکّئاً علي قوس، فبايعه الناس.

[صفحه 87]

وجاؤوا بسعد، فقال عليّ: بايع. قال: لا اُبايع حتي يبايع الناس، واللَّه ما عليک منّي بأس. قال: خلّوا سبيله.

وجاؤوا بابن عمر، فقال: بايع. قال: لا اُبايع حتي يبايع الناس. قال: ائتني بحميل.[20] قال: لا أري حميلاً. قال الأشتر: خلِّ عني أضرب عنقه! قال عليّ: دعوه؛ أنا حميلُه، إنّک- ما علمتُ- لَسيّئ الخلق صغيراً وکبيراً.[21] .

1323- شرح نهج البلاغة: ذکر أبو مخنف في کتاب الجمل أنّ الأنصار والمهاجرين اجتمعوا في مسجد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؛ لينظروا من يولّونه أمرهم، حتي غصّ المسجد بأهله، فاتّفق رأي عمّار وأبي الهيثم بن التيّهان ورفاعة بن رافع ومالک بن عجلان وأبي أيّوب خالد بن زيد[22] علي إقعاد أميرالمؤمنين عليه السلام في الخلافة. وکان أشدّهم تهالکاً عليه عمّار، فقال لهم: أيّها الأنصار، قد سار فيکم عثمان بالأمس بما رأيتموه، وأنتم علي شرف من الوقوع في مثله إن لم تنظروا لأنفسکم، وإنّ عليّاً أولي الناس بهذا الأمر؛ لفضله، وسابقته!

فقالوا: رضينا به حينئذٍ.

وقالوا بأجمعهم لبقيّة الناس من الأنصار والمهاجرين: أيّها الناس، إنّا لن نألوکم خيراً وأنفسنا إن شاء اللَّه، وإنّ عليّاً من قد علمتم، وما نعرف مکان أحد أحمل لهذا الأمر منه، ولا أولي به.

فقال الناس بأجمعهم: قد رضينا، وهو عندنا ما ذکرتم وأفضل.

وقاموا کلّهم، فأتوا عليّاً عليه السلام، فاستخرجوه من داره، وسألوه بسطَ يده،

[صفحه 88]

فقبضها، فتداکّوا عليه تداکّ الإبل الهِيم علي وِردها، حتي کاد بعضهم يقتل بعضاً، فلمّا رأي منهم ما رأي سألهم أن تکون بيعته في المسجد ظاهرة للناس، وقال: إن کرهني رجلٌ واحد من الناس لم أدخل في هذا الأمر.

فنهض الناس معه حتي دخل المسجد، فکان أوّل من بايعه طلحة. فقال قبيصة ابن ذؤيب الأسدي: تخوّفت أن لا يتمّ له أمره؛ لأنّ أوّل يد بايعته شلّاء. ثمّ بايعه الزبير، وبايعه المسلمون بالمدينة، إلّا محمّد بن مسلمة، وعبداللَّه بن عمر، واُسامة بن زيد، وسعد بن أبي وقّاص، وکعب بن مالک، وحسّان بن ثابت، وعبداللَّه بن سلام.

فأمر بإحضار عبداللَّه بن عمر، فقال له: بايع. قال: لا اُبايع حتي يبايع جميع الناس. فقال له عليه السلام: فأعطني حميلاً أن لا تبرح. قال: ولا اُعطيک حميلاً. فقال الأشتر: يا أميرالمؤمنين، إنّ هذا قد أمن سوطَک وسيفَک، فدعني أضرب عنقه! فقال: لستُ اُريد ذلک منه علي کره، خلّوا سبيله. فلمّا انصرف قال أمير المؤمنين: لقد کان صغيراً وهو سيّئ الخلق، وهو في کبره أسوأ خلقاً.

ثمّ اُتي بسعد بن أبي وقّاص، فقال له: بايع. فقال: يا أباالحسن خلّني، فإذا لم يبقَ غيري بايعتُک، فواللَّه لا يأتيک من قبلي أمر تکرهه أبداً. فقال: صدق، خلّوا سبيله.

ثمّ بعث إلي محمّد بن مسلمة، فلمّا أتاه قال له: بايع. قال: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أمرني إذا اختلف الناس وصاروا هکذا- وشبّک بين أصابعه- أن أخرج بسيفي فأضرب به عرض اُحد فإذا تقطّع أتيت منزلي، فکنت فيه لا أبرحه حتي تأتيني يد خاطية، أو منيّة قاضية. فقال له عليه السلام: فانطلق إذاً، فکن کما اُمرت به.

ثمّ بعث إلي اُسامة بن زيد، فلمّا جاء قال له: بايع. فقال: إنّي مولاک، ولا

[صفحه 89]

خلاف منّي عليک، وستأتيک بيعتي إذا سکن الناس. فأمره بالانصراف، ولم يبعث إلي أحد غيره.

وقيل له: ألا تبعث إلي حسّان بن ثابت، وکعب بن مالک، وعبداللَّه بن سلام؟ فقال: لا حاجة لنا فيمن لا حاجة له فينا.

فأمّا أصحابنا فإنّهم يذکرون في کتبهم أنّ هؤلاء الرهط إنّما اعتذورا بما اعتذورا به لما ندبهم إلي الشخوص معه لحرب أصحاب الجمل، وأنّهم لم يتخلّفوا عن البيعة، وإنّما تخلّفوا عن الحرب.

وروي شيخنا أبو الحسين في کتاب الغرر: أنّهم لمّا اعتذروا إليه بهذه الأعذار، قال لهم: ما کلّ مفتون يُعاتب، أعندکم شکّ في بيعتي؟ قالوا: لا. قال: فإذا بايعتم فقد قاتلتم، وأعفاهم من حضور الحرب.[23] .



صفحه 81، 82، 83، 84، 85، 86، 87، 88، 89.





  1. تاريخ دمشق: 437:42.
  2. الفتوح: 439:2.
  3. الکامل للمبرّد: 428:1؛ وقعة صفّين: 58، الإرشاد: 243:1.
  4. العقد الفريد: 311:3، تاريخ الطبري: 427:4، الکامل في التاريخ: 302:2.
  5. الإرشاد: 243:1؛ تاريخ دمشق: 437:42، شرح نهج البلاغة: 9:4.
  6. المستدرک علي الصحيحين: 127:124:3.
  7. شرح نهج البلاغة: 9:4 و10.
  8. أراد مروان أن يبايع الإمام بعد الانکسار في حرب الجمل، لکنّ الإمام ردّ ذلک، وقال في ردّه: «أوَلم يبايعني بعد قتل عثمان؟ لا حاجة لي في بيعته، إنّها کفّ يهوديّة» (نهج البلاغة: الخطبة 73، الخرائج والجرائح: 35:197:1).
  9. الإرشاد: 243:1؛ المعيار والموازنة: 105، الأخبار الطوال: 140 وفيه إلي «فلتة» وکلاهما نحوه وراجع نهج البلاغة: الخطبة 136.
  10. في الطبعة المعتمدة: «سلمة» وهو تصحيف، والصحيح ما أثبتناه کما في طبعة دار الهجرة: 15:3.
  11. في الطبعة المعتمدة: «هم غيرهم»، والتصحيح من طبعة دار الهجرة: 15:3.
  12. نَبَا السيفُ عن الضريبة: کَلَّ ولم يَحِکْ فيها (لسان العرب: 301:15).
  13. الأنفال: 23، مروج الذهب: 24:3.
  14. تاريخ اليعقوبي: 178:2؛ الفتوح: 442:2 و 443 نحوه.
  15. تاريخ الطبري: 429:4، الکامل في التاريخ: 303:2 وفيه «العبدان» بدل «العضدان».
  16. الحجرات: 9.
  17. وقعة صفّين: 551.
  18. المستدرک علي الصحيحين: 4596:124:3 و ص 4605:127.
  19. الجمل: 95.
  20. الحميل: الکفيل (النهاية: 442:1).
  21. تاريخ الطبري: 428:4.
  22. في المصدر: «يزيد»، والصحيح ما أثبتناه کما في کتب الرجال.
  23. شرح نهج البلاغة: 8:4.