خطاب طائفة من أصحابه بعد البيعة











خطاب طائفة من أصحابه بعد البيعة



1314- تاريخ اليعقوبي- بعد ذکر بيعة الناس لعليّ عليه السلام-: وقام قوم من الأنصار فتکلّموا، وکان أوّل من تکلّم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري- وکان خطيب الأنصار- فقال: واللَّه، يا أميرالمؤمنين، لئن کانوا تقدّموک في الولاية فما تقدّموک في الدين، ولئن کانوا سبقوک أمس فقد لحقتَهم اليوم، ولقد کانوا وکنتَ

[صفحه 79]

لا يخفي موضعُک، ولا يُجهل مکانُک، يحتاجون إليک فيما لا يعلمون، وما احتجتَ إلي أحد مع علمک.

ثمّ قام خزيمة بن ثابت الأنصاري- وهو ذو الشهادتين- فقال: يا أميرالمؤمنين، ما أصَبنا لأمرِنا هذا غيرک، ولا کان المنقلب إلّا إليک، ولئن صدقنا أنفسنا فيک، فلَأنتَ أقدم الناس إيماناً، وأعلم الناس باللَّه، وأولي المؤمنين برسول اللَّه، لک ما لهم، وليس لهم ما لک.

وقام صعصعة بن صوحان فقال: واللَّه، يا أميرالمؤمنين، لقد زيّنت الخلافة وما زانتک، ورفعتَها وما رفَعَتک، ولَهي إليک أحوج منک إليها.

ثمّ قام مالک بن الحارث الأشتر فقال: أيّها الناس، هذا وصيّ الأوصياء، ووارث علم الأنبياء، العظيم البلاء، الحسن العناء،[1] الذي شهد له کتاب اللَّه بالإيمان، ورسوله بجنّة الرضوان، مَن کملت فيه الفضائل، ولم يشکّ في سابقته وعلمه وفضله الأواخر ولا الأوائل.

ثمّ قام عقبة بن عمرو فقال: من له يوم کيوم العقبة، وبيعة کبيعة الرضوان، والإمام الأهدي الذي لا يُخاف جوره، والعالم الذي لا يُخاف جهله.[2] .

راجع: القسم التاسع/عليّ عن لسان أصحاب النبيّ/حذيفة بن اليمان وخزيمة بن ثابت.

عليّ عن لسان الأعيان/أحمد بن حنبل.

[صفحه 80]



صفحه 79، 80.





  1. في الطبعة المعتمدة: «الغناء» وما أثبتناه من طبعة النجف (155:2). والعناء هنا: المداراة أو حسن السياسة (لسان العرب: 106:15).
  2. تاريخ اليعقوبي: 179:2.