بيعة عامّة الناس











بيعة عامّة الناس



1307- شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس: لمّا دخل عليّ عليه السلام المسجد وجاء الناس

[صفحه 76]

ليبايعوه، خفتُ أن يتکلّم بعض أهل الشنآن لعليّ عليه السلام؛ ممّن قتل أباه أو أخاه أو ذا قرابته في حياة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فيزهد عليّ في الأمر ويترکه، فکنتُ أرصد ذلک وأتخوّفه، فلم يتکلّم أحد حتي بايعه الناس کلّهم، راضين مسلمين غيرمکرهين.[1] .

1308- الفتوح: قالت الأنصار [للناس]: إنّکم قد عرفتُم فضل عليّ بن أبي طالب وسابقتَه وقرابتَه ومنزلتَه من النبيّ صلي الله عليه و آله، مع علمه بحلالکم وحرامکم، وحاجتُکم إليه من بين الصحابة، ولن يألوکم نصحاً، ولو علمنا مکان أحد هو أفضل منه وأجمل لهذا الأمر وأولي به منه لدعوناکم إليه. فقال الناس کلّهم بکلمة واحدة: رضينا به طائعين غير کارهين.

فقال لهم عليّ: أخبروني عن قولکم هذا: «رضينا به طائعين غير کارهين»، أحقٌ واجب هذا من اللَّه عليکم، أم رأي رأيتموه من عند أنفسکم؟

قالوا: بل هو واجب أوجبه اللَّه عزّ وجلّ لک علينا.[2] .

1309- الجمل عن عبدالحميد بن عبدالرحمن عن ابن أبزي: ألا اُحدّثک ما رأت عيناي وسمعت اُذناي!! لمّا التقي الناس عند بيت المال قال عليّ لطلحة: ابسط يدک اُبايعک. فقال طلحة: أنت أحقّ بهذا الأمر منّي، وقد اجتمع لک من أهواء الناس ما لم يجتمع لي. فقال عليه السلام له: ما خشينا غيرک! فقال طلحة: لا تخشَ، فواللَّه لا تؤتي من قِبَلي.

وقام عمّار بن ياسر، وأبو الهيثم بن التيّهان، ورفاعة بن رافع بن مالک بن

[صفحه 77]

العجلان، وأبو أيّوب خالد بن زيد، فقالوا لعليّ: إنّ هذا الأمر قد فسد، وقد رأيت ما صنع عثمان، وما أتاه من خلاف الکتاب والسنّة، فابسط يدک نبايعک؛ لتُصلِح من أمر الاُمّة ما قد فسد.

فاستقال عليّ عليه السلام وقال: قد رأيتم ما صُنع بي، وعرفتم رأيَ القوم، فلا حاجة لي فيهم.

فأقبلوا علي الأنصار فقالوا: يا معاشر الأنصار، أنتم أنصار اللَّه وأنصار رسوله، وبرسوله أکرمکم اللَّه تعالي، وقد علمتم فضلَ عليٍّ وسابقتَه في الإسلام، وقرابته ومکانته التي کانت له من النبيّ صلي الله عليه و آله، وإن ولي أنالکم خيراً. فقال القوم: نحن أرضي الناس به، ما نريد به بدلاً.

ثمّ اجتمعوا عليه، فلم يزالوا به حتي بايعوه.[3] .

1310- عنه عليه السلام- من کتاب له إلي معاوية-: إنّه بايعني القوم الذين بايعوا أبابکر وعمر وعثمان علي ما بايعوهم عليه، فلم يکن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يردّ، وإنّما الشوري للمهاجرين والأنصار؛ فإن اجتمعوا علي رجل وسمّوه إماماً کان ذلک للَّه رضاً، فإن خرج عن أمرهم خارج- بطعن أو بدعةٍ- ردّوه إلي ما خرج منه، فإن أبَي قاتلوه علي اتّباعه غير سبيل المؤمنين وولّاه اللَّه ما تولّي.[4] .

1311- الإمام عليّ عليه السلام- في جواب کتاب معاوية-: أمّا تمييزک بينک وبين طلحة

[صفحه 78]

والزبير، وبين أهل الشام وأهل البصرة، فلَعمري ما الأمر فيما هناک إلّا سواء، لأنّها بيعة شاملة؛ لا يستثني فيها الخيار، ولا يُستأنف فيها النظر.[5] .

1312- الفتوح: بايعت أهل الکوفة عليّاً رضي الله عنه بأجمعهم... فبايَعت أهل الحجاز وأهل العراقين لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.[6] .

1313- الطبقات الکبري: لمّا قُتل عثمان يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة مضت من ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين، وبويع لعليّ بن أبي طالب؛ بالمدينة الغد من يوم قتل عثمان، بالخلافة، بايعه طلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقّاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعمّار بن ياسر، واُسامة بن زيد، وسهل بن حنيف، وأبو أيّوب الأنصاري، ومحمّد بن مسلمة، وزيد بن ثابت، وخزيمة بن ثابت، وجميع من کان بالمدينة من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وغيرهم.[7] .



صفحه 76، 77، 78.





  1. شرح نهج البلاغة: 10:4. وفي هذا القول تأمّل؛ لأنّ عبداللَّه بن عبّاس کان عاملاً من جانب عثمان علي الحجّ وقدم المدينة وقد بويع لعليّ عليه السلام. راجع تاريخ الطبري: 439:4. ويمکن أن يکون الراوي عبيد اللَّه أو قثم ابنا عبّاس.
  2. الفتوح: 435:2.
  3. الجمل: 128 وراجع الکافئة: 8:12 والفتوح: 434:2 و 435.
  4. نهج البلاغة: الکتاب 6، وقعة صفّين: 29؛ الإمامة والسياسة: 113:1، العقد الفريد: 329:3 وفي صدرها «أمّا بعد، فإنّ بيعتي بالمدينة لزمتک وأنت بالشام...»، الفتوح: 506:2 وفيه من «وإنّما الشوري للمهاجرين...» وليس فيه «وولّاه اللَّه ما تولّي»، الأخبار الطوال: 157 نحوه وراجع الإرشاد: 243:1.
  5. الکامل للمبرّد: 428:1؛ وقعة صفّين: 58 نحوه، نهج البلاغة: الکتاب 7 وفيه «لأنّها بيعة واحدة لا يُثنّي فيها النظر ولا يُستأنف فيها الخيار، الخارج منها طاعن والمُروِّي فيها مُداهِن».
  6. الفتوح: 439:2.
  7. الطبقات الکبري: 31:3.