اوّل من بايع











اوّل من بايع



1296- الکامل في التاريخ: لمّا قُتل عثمان، اجتمع أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من المهاجرين والأنصار وفيهم طلحة والزبير، فأتوا عليّاً، فقالوا له: إنّه لابدّ للناس من إمام! قال: لا حاجة لي [في][1] أمرکم؛ فمن اخترتم رضيتُ به. فقالوا: ما نختار غيرَک.

وتردّدوا إليه مراراً، وقالوا له في آخر ذلک: إنّا لا نعلم أحداً أحقّ به منک؛ لا أقدم سابقة، ولا أقرب قرابة من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله. فقال: لا تفعلوا، فإنّي أکون وزيراً خيراً من أن أکون أميراً. فقالوا: واللَّه ما نحن بفاعلين حتي نبايعک. قال: ففي المسجد؛ فإنّ بيعتي لا تکون خفية، ولا تکون إلّا في المسجد- وکان في بيته، وقيل: في حائط لبني عمرو بن مبذول-.

فخرج إلي المسجد وعليه إزار وطاق وعمامة خزّ، ونعلاه في يده، متوکّئاً علي قوس، فبايعه الناس. وکان أوّل من بايعه من الناس طلحة بن عبيد اللَّه. فنظر إليه حبيب بن ذؤيب فقال: إنّا للَّه! أوّل من بدأ بالبيعة يد شلّاء، لا يتمّ هذا الأمر! وبايعه الزبير. وقال لهما عليّ: إن أحببتما أن تبايعاني، وإن أحببتما بايعتُکما! فقالا: بل نبايعک.[2] .

1297- الجمل عن زيد بن أسلم: جاء طلحة والزبير إلي عليّ عليه السلام وهو متعوّذ

[صفحه 71]

بحيطان المدينة، فدخلا عليه وقالا له: ابسُط يدکَ نبايعک، فإنّ الناس لا يرضون إلّابک.

فقال لهما: لا حاجة لي في ذلک، لَأن أکون لکما وزيراً خير من أن أکون لکما أميراً، فليبسط من شاء منکما يده اُبايعه.

فقالا: إنّ الناس لا يؤثرون غيرک، ولا يعدلون عنک إلي سواک، فابسط يدک نبايعک أوّل الناس.

فقال: إنّ بيعتي لا تکون سرّاً، فأمهلا حتي أخرج إلي المسجد.

فقالا: بل نبايعک هاهنا، ثمّ نبايعک في المسجد. فبايعاه أوّل الناس، ثمّ بايعه الناس علي المنبر، أوّلهم طلحة بن عبيد اللَّه، وکانت يده شلّاء، فصعد المنبر إليه فصفق علي يده، ورجل من بني أسد يزجر الطير قائم ينظر إليه، فلمّا رأي أوّل يد صفَقت علي يد أميرالمؤمنين عليه السلام يد طلحة وهي شلّاء، قال: إنّا للَّهِ وإنّا إليه راجعون؛ أوّل يد صفقت علي يده شلّاء، يوشک ألّا يتمّ هذا الأمر. ثمّ نزل طلحة والزبير وبايعه الناس بعدهما.[3] .

1298- الإمامة والسياسة- في ذکر بيعة الإمام عليّ عليه السلام-: کان أوّل من صعد المنبر طلحة، فبايعه بيده، وکانت أصابعه شلّاء، فتطيّر[4] منها عليّ، فقال: ما أخلَقَها[5] أن تنکث. ثمّ بايعه الزبير، وسعد، وأصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله جميعاً.[6] .

[صفحه 72]

1299- العقد الفريد: لمّا قُتل عثمان بن عفّان، أقبل الناس يهرعون إلي عليّ بن أبي طالب، فتراکمت عليه الجماعة في البيعة، فقال: ليس ذلک إليکم، إنّما ذلک لأهل بدر، ليبايعوا. فقال: أين طلحة والزبير وسعد؟ فأقبلوا فبايعوا، ثمّ بايعه المهاجرون والأنصار، ثمّ بايعه الناس. وذلک يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين.

وکان أوّل من بايع طلحة، فکانت إصبعه شلّاء، فتطيّر منها عليّ، وقال: ما أخلقه أن ينکث.[7] .

1300- المناقب للخوارزمي عن سعيد بن المسيّب: خرج عليّ عليه السلام فأتي منزله، وجاء الناس کلّهم يُهرَعون[8] إلي عليّ، وأصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقولون: أميرالمؤمنين عليّ، حتي دخلوا عليه داره، فقالوا له: نبايعک، فمدّ يدک؛ فلابدّ من أمير.

فقال عليّ: ليس ذلک إليکم، إنّما ذلک لأهل بدر، فمن رضي به أهل بدر فهو خليفة. فلم يبقَ من أهل بدر إلّا أتي عليّاً، فقالوا: ما نري أحداً أحقّ بها منک؛ مدّ يدک نبايعک. فقال: أين طلحة والزبير؟ فکان أوّل من بايعه طلحة، فبايعه بيده، وکانت إصبع طلحة شلّاء، فتطيّر منها عليّ وقال: ما أخلَقَه أن ينکث. ثمّ بايعه الزبير، وسعد، وأصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله جميعاً.[9] .

[صفحه 73]



صفحه 71، 72، 73.





  1. ما بين المعقوفين إضافة يقتضيها السياق.
  2. الکامل في التاريخ: 302:2، تاريخ الطبري: 428:4 عن أبي المليح نحوه، نهاية الأرب: 10:20؛ بحارالأنوار: 2:7:32 وراجع البداية والنهاية: 227:7.
  3. الجمل: 130.
  4. تطيّرت من الشي ء، وبالشي ء، والاسم منه الطِّيَرَة- وقد تسکّن الياء-: وهو ما يُتشاءم به من الفأل الردي ء (لسان العرب: 512:4).
  5. ما أخلَقَه: أي ما أشبهه، ويقال: إنّه لخَليق؛ أي حَرِيّ (لسان العرب: 91:10).
  6. الإمامة والسياسة: 66:1.
  7. العقد الفريد: 311:3.
  8. أي يسعَون عِجالاً (لسان العرب: 369:8).
  9. المناقب للخوارزمي: 11:49، اُسد الغابة: 3789:107:4؛ کشف الغمّة: 78:1 کلاهما نحوه.