دوافع الإمام لقبول الحكومة











دوافع الإمام لقبول الحکومة



1289- الإمام عليّ عليه السلام: أما والذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود الناصر، وما أخذ اللَّه علي العلماء أن لا يقارّوا[1] علي کِظّة[2] ظالم، ولا سغب[3] مظلوم، لألقيتُ حبلَها علي غارِبها، ولسَقيتُ آخرَها بکأس أوّلها، ولألفيتم دنياکم هذه أزهد عندي من عفطةِ عنز.[4] .

1290- عنه عليه السلام- من کلام له يبيّن سبب طلبه الحکم-: أيّتها النفوس المختلفة، والقلوب المتشتّتة، الشاهدة أبدانُهم، والغائبة عنهم عقولهم، أظأرکم[5] علي الحقّ وأنتم تنفرون عنه نفور المعزي من وعوعة الأسد! هيهات أن أطلع بکم سَرارَ العدل، أو اُقيم اعوجاجَ الحقّ.

اللهمّ إنّک تعلم أنّه لم يکن الذي کان منّا منافسةً في سلطان، ولا التماس شي ء من فضول الحطام، ولکن لنَرِدَ المعالم من دينک، ونُظهر الإصلاح في بلادک؛ فيأمن المظلومون من عبادک، وتُقام المعطّلة من حدودک.[6] .

[صفحه 69]

1291- عنه عليه السلام: اللهمّ إنّک تعلم أنّي لم اُرِد الإمرة، ولا علوّ الملک والرياسة، وإنّما أردتُ القيامَ بحدودک، والأداء لشرعک، ووضع الاُمور في مواضعها، وتوفير الحقوق علي أهلها، والمضيَّ علي منهاج نبيّک، وإرشاد الضالّ إلي أنوار هدايتک.[7] .

1292- عنه عليه السلام: لم تکن بيعتکم إيّاي فلتة، وليس أمري وأمرکم واحداً، إنّي اُريدکم للَّه، وأنتم تريدونني لأنفسکم.

أيّها الناس أعينوني علي أنفسکم وايم اللَّه لاُنصفنّ المظلوم من ظالمه، ولأقودنّ الظالمَ بخِزامته حتي اُورده منهل الحقّ وإن کان کارهاً.[8] .

1293- عنه عليه السلام: عدا الناس علي هذا الرجل- وأنا معتزل- فقتلوه، ثمّ ولّوني وأنا کاره، ولولا خشية علي الدين لم اُجِبهم.[9] .

1294- عنه عليه السلام- في کتابه إلي أهل الکوفة-: واللَّه يعلم أنّي لم أجد بدّاً من الدخول في هذا الأمر، ولو علمت أنّ أحداً أولي به منّي ما قدمتُ عليه.[10] .

1295- عنه عليه السلام: واللَّه ما تقدّمتُ عليها [ الخلافة ] إلّا خوفاً من أن ينزو علي الأمر تَيْس[11] من بني اُميّة، فيلعب بکتاب اللَّه عزّ وجلّ.[12] .

راجع: السياسة الاجتماعيّة/اقامة العدل.

[صفحه 70]



صفحه 69، 70.





  1. قارَّه مُقارَّة: أي قرَّ معه وسکن، وهو تفاعل من القرار (لسان العرب: 85/5).
  2. الکِظَّة: البِطنَة، کظّه الطعامُ والشرابُ يکُظُّه کظّاً؛ إذا ملأه حتّي لا يطيق النفَس (لسان العرب: 457:7). والمراد استئثار الظالم بالحقوق.
  3. سَغِب الرجل يَسغَب وسَغَبَ يَسغُبُ: جاع (لسان العرب: 468:1).
  4. نهج البلاغة: الخطبة 3، علل الشرائع: 12:151، معاني الأخبار: 1:362، الإرشاد: 289:1 وفيه «أولياء الأمر» بدل «العلماء» والثلاثة الأخيرة عن ابن عبّاس، نثر الدرّ: 275:1 نحوه، غرر الحکم: 10149؛ تذکرة الخواصّ: 125 وفيه إلي «حبلها».
  5. ظَأرني فلان علي أمر کذا وأظأرَني وظاءَرَني: أي عَطَفني (لسان العرب: 515:4).
  6. نهج البلاغة: الخطبة 131، تحف العقول: 239؛ المعيار والموازنة: 277 کلاهما نحوه من «اللهمّ».
  7. شرح نهج البلاغة: 414:299:20؛ الدرجات الرفيعة: 38.
  8. نهج البلاغة: الخطبة 136، الإرشاد: 243:1 عن الشعبي وفيه إلي «لأنفسکم».
  9. تاريخ الطبري: 491:4، فتح الباري: 57:13 کلاهما عن کليب الجرمي.
  10. الجمل: 259.
  11. التَيْس: الذَکر من المعز (لسان العرب: 33:6).
  12. أنساب الأشراف: 353:2 عن حبيب بن أبي ثابت.