تاريخ بيعة الإمام











تاريخ بيعة الإمام



اختلف المؤرّخون وکتّاب السيرة في تعيين التاريخ الدقيق لبيعة الناس للإمام عليه السلام، فقال البعض: إنّها حصلت في اليوم الذي قُتل فيه عثمان.[1] وقال آخرون: إنّها وقعت بعد قتل عثمان بفترة؛ واختلفوا في تحديدها بين اليوم الواحد والخمسة أيّام.[2] .

[صفحه 58]

فورد في بعض المصادر التاريخيّة: «بويع عليّ يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجّة والناس يحسبون من يوم قتل عثمان».[3] .

لکن نقل الطبري عن أبي المليح[4] ونقل ابن أبي الحديد عن أبي جعفر الإسکافي،[5] کما جاء في تاريخ دمشق وتذکرة الخواصّ،[6] أنّ بيعة الناس کانت يوم الثامن عشر من ذي الحجّة سنة (35 ه).

والذي نراه هو أنّ القول الثاني أقرب إلي الواقع؛ حيث أنّه يلائم القول باتّحاد تاريخ قتل عثمان- الذي هو 18 ذي الحجّة علي أصحّ الأقوال-[7] .

مع تاريخ بيعة الإمام، مضافاً إلي تصريح المصادر السابقة بذلک.

ومن جهة اُخري إذا لاحظنا الشرائط السياسيّة الحاکمة علي المجتمع الإسلامي آنذاک، ولاحظنا شخصيّة الإمام العديمة النظير، فإنّه يبعد- غاية البُعد- وقوع فاصل زماني بين قتل عثمان وتعيين القائد الجديد للاُمّة.

[صفحه 59]



صفحه 58، 59.





  1. الاستيعاب: 1875:217:3، مروج الذهب: 358:2، تاريخ الطبري: 436:4، الکامل في التاريخ: 305:2 وفيهما «والناس يحسبون بيعته من يوم قتل عثمان»، المستدرک علي الصحيحين: 4594:123:3 وفيه «وقيل بويع عقيب قتل عثمان».
  2. ذکر في بعض المصادر أنّ بيعة الإمام عليه السلام بعد يوم واحد من قتل عثمان، مثل: أنساب الأشراف: 7:3. وبعضها ذکرت إنّها حدثت بعد ثلاثة أيّام، مثل: المستدرک علي الصحيحين: 4594:123:3، الأخبار الطوال: 140. وبعضها ذکرت أنّها بعد أربعة أيّام، أو خمسة أيّام مثل: المستدرک علي الصحيحين: 4594:123:3.
  3. تاريخ الطبري: 436:4، الکامل في التاريخ: 305:2، المستدرک علي الصحيحين: 4594:123:3.
  4. تاريخ الطبري: 428:4.
  5. شرح نهج البلاغة: 36:7.
  6. تاريخ دمشق: 437:42، تذکرة الخواصّ: 56.
  7. فضائل الصحابة لابن حنبل: 778:480:1، أنساب الأشراف: 7:3، الطبقات الکبري: 77:3، تاريخ الطبري: 415:4، تاريخ خليفة بن خيّاط: 132، الکامل في التاريخ: 294:2، الاستيعاب: 1797:159:3.