تقوية البنية المعنويّة











تقوية البنية المعنويّة



حرص الإمام علي أن يولي القدرة النفسيّة وما تحظي به القوات المسلّحة من قوّة في البنية المعنويّة وروح تضحويّة عالية؛ أهمّيةً استثنائية فائقة. وعلي هذا الأساس سعي الإمام للإفادة من أيّ طريق ممکن في تعزيز الروح المعنويّة للقوّات المسلّحة في مواجهة العدوّ.

لقد راح الإمام يبثّ روح الإيثار والتضحية في القوّات المقاتلة ويلهب فيها

[صفحه 45]

روح الحماس والاستعداد لاستقبال الشهادة، من خلال الخطب الناريّة، والشعارات المؤثِّرة، وعبر الترغيب بالحياة ما بعد الموت، والاستمداد من اللَّه والاستعانة بالذکر والدعاء.

بيدَ أنّ ما يثير الانتباه علي هذا الصعيد، ويدخل في عداد العناصر المهمّة، توظيف الإمام عنصر «الإيحاء والتلقين» في تقوية الجانب النفسي للمجاهدين؛ فمن خلال تربية ابنه محمّد عبر هذا البعد، يصف الإمام تجربته الشخصيّة لولده، بقوله: «إنّني لم ألقَ أحداً إلّا حدّثتني نفسي بقتله، فحدِّث نفسک- بعون اللَّه- بظهورک عليهم».

وبالعکس، تُعدّ عمليّة تلقين النفس بالضعف والإيحاء لها بالخوف واحدة من موجبات الهزيمة أمام العدوّ، وفي هذا المضمار يقول الإمام في جواب مَن سأله: بأيّ شي ء غَلَبْت الأقران؟: «ما لقيت رجلاً إلّا أعانني علي نفسه».[1] .

لقد تمثّلت واحدة أخري من وسائل تعزيز الحالة النفسيّة للمجاهدين في نطاق النهج الحربي للنظام العلوي، بتحذير هؤلاء من العواقب الدنيويّة والاُخرويّة الخطيرة التي قد تترتّب علي إدبارهم عن العدوّ، وفرارهم من الجبهات.

من النقاط الاُخر التي تبرز في هذا المضمار تأکيد الإمام علي کتمان الاُمور التي يُفضي فشوها إلي تضعيف روح المقاومة.



صفحه 45.





  1. نهج البلاغة: الحکمة 318.