تاسيس القوّات الخاصّة











تاسيس القوّات الخاصّة



واحدة من المعالم البارزة في سياسة الإمام الحربيّة تأسيسه قوّات خاصّة عرفت باسم «شُرْطة الخميس»[1] أو ما يعبّر عنه اليوم ب «الفدائييّن».

لقد انضمّت إلي «شُرْطة الخميس» أوفي القوات للإمام وأکثرها إخلاصاً واستعداداً للتضحية والفداء؛ فقد کانت هذه القوّات تتحلّي بکفاءة ممتازة، ويستفيد منها الإمام في المهمّات الخاصّة.

لقد خاطب الإمام هذه القوّات في واحدة من خطبه، بقوله عليه السلام: «أنتم الأنصار

[صفحه 44]

علي الحقّ، والإخوان في الدين، والجُنَن[2] يوم البأس، والبِطانة دون الناس، بکم أضرب المُدبِر، وأرجو طاعة المُقبِل، فأعينوني بمناصحةٍ خَلِيّة من الغشّ، سليمة من الريب؛ فوَاللَّه إنّي لأولي الناس بالناس».[3] .

ويمکن مقاربة «شُرْطة الخميس» في إطار الثقافة المعاصرة بمصطلح «الاُصوليين» وحالة «حزب اللَّه» التي تتمتّع بالعقلانيّة والخبرة والکفاءة، وهي تقف إلي جوار الإمام. فلقد کان لهذه «القوّات» القدرة علي النقد البنّاء في اللحظة المطلوبة، کما کانت وفيّة للإمام، ثابتة علي ولائه في أحلک الأوضاع التي مرَّ بها الحکم العلوي.

أمّا سبب تسمية هذه القوّة ب «شُرْطة الخميس» فلعلامات خاصّة کانوا يُعرفون بها، أو لعهدٍ خاص أبرموه مع الإمام، حيث سئل الأصبغ بن نباتة: کيف تسمّيتم شُرْطة الخميس يا أصبغ؟ قال: «لأنّا ضمنّا له الذبح، وضمن لنا الفتح» يعني أميرالمؤمنين عليه السلام.[4] .



صفحه 44.





  1. الشُّرطة (بسکون الراء وفتحها): الجُنْد، والجمع شُرَط؛ وهم أعوان السلطان والولاة، وأوّل کتيبة تشهد الحرب، وتتهيّأ للموت، سُمّوا بذلک لأنّهم جعلوا لأنفسهم علامات يُعرفون بها للأعداء (مجمع البحرين: 942:2) والمراد هنا نُخَبه وأصحابه عليه السلام المتقدّمين علي غيرهم من الجند. والخميس: الجيش، سمّي به لأنّه مقسوم بخمسة أقسام: المقدّمة والسابقة والميمنة والميسرة والقلب. وقيل: لأنّه تُخمّس فيه الغنائم (النهاية: 79:2).
  2. الجُنَن: جمع جُنّة؛ ما استترت به من سلاح (الصحاح: 2094:5).
  3. نهج البلاغة، الخطبة 118.
  4. مجمع البحرين: 942:2.