العناية بالتدريب الحربي وتنظيم الجيش











العناية بالتدريب الحربي وتنظيم الجيش



کان الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام واحداً من أبرز القادة العسکريين تجربة. فقد أمضي عمراً في سوح القتال، وعلاوة علي ما کان يتمتّع به من قوّة وشجاعة لا نظير لهما، فقد کان علي دراية تامّة بضروب الفنون العسکريّة.

لقد راح الإمام يتولّي بنفسه تدريب جيشه، وکان قبل انطلاق المعرکة يرتّب القوّات وينظّمها علي نسق خاص، وهو يکرّر علي مسامعها أبرز النقاط التدريبيّة علي هذا الصعيد.

لقد حصل في أثناء الغارات التي شنّها معاوية أن ندَّت بعض الأصوات تتّهم الإمام أن لا علم له بالحرب! فکان ممّا أجاب به وهو يشکو أصحابه، قوله عليه السلام: «وأفسدتم عليَّ رأيي بالعصيان والخذلان؛ حتي لقد قالت قريش: إنَّ ابن

[صفحه 43]

أبي طالب رجل شجاع، ولکن لا علم له بالحرب.

للَّه أبوهم! وهل أحد منهم أشدّ لها مراساً، وأقدم فيها مقاماً منّي! لقد نهضتُ فيها وما بلغتُ العشرين، وها أنذا قد ذرّفت علي الستّين، ولکن لا رأي لمن لا يُطاع!».[1] .

لم يکن الإمام يغفل في تدريب المقاتلين علي ضروب الفنون العسکريّة أدقّ النقاط وأصغرها، من قبيل عدم الانفصال عن السلاح في المعرکة، استثمار الفرص المناسبة لإنزال الضربة بالعدوّ، طبيعة النظرة إلي قوّات العدوّ وکيفيّة ممارسة الانسحاب التکتيکي.



صفحه 43.





  1. نهج البلاغة: الخطبة 27.