حركة الإصلاح العَلَوي











حرکة الإصلاح العَلَوي



علي هذا الأساس انطلق الإمام مباشرة بعد أن بايعه الناس وتسلّم زمام السلطة السياسيّة بحرکة إصلاح حکوميّة بدأَها من خلال شعار العدالة الاجتماعيّة والاقتصاديّة. لقد أعلن صراحة أنّ الفلسفة الکائنة وراء قبوله الحکم تکمن في إيجاد الإصلاحات، وکان عليه السلام يعتقد أنّ المجتمع الإسلامي قد تغيّر في المدّة التي کان فيها الإمام بعيداً عن المشهد السياسي، وأنَّ ما يُمارس باسم الحکومة الإسلاميّة ينأي بفاصلة کبيرة عن الإسلام وسيرة النبيّ صلي الله عليه و آله وسنّته.

من جهة اُخري کان الإمام يعلم جيّداً بأنّ الطريق الجديد والإعلان عن نهج الإصلاح العلوي الذي هو نفسه الإصلاح المحمّدي، لا يتّسق مع مزاج المجتمع في ظلّ الأوضاع السياسيّة التي کانت سائدة، وبحسب قوله عليه السلام: «لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول»، حيث تستتبع عمليّة مواجهة الانحرافات، ومکافحة الاعوجاج کثيراً من الاضطرابات السياسيّة.

من هذه الزاوية کانت عمليّة الإصلاح السياسي والاجتماعي الشامل بحاجة إلي إعداد وتخطيط عميق جدّاً ومحسوب.

[صفحه 15]



صفحه 15.