السياسة في المدرسة العلويّة











السياسة في المدرسة العلويّة



لکن مع الانتقال إلي الإمام عليّ عليه السلام، وهو يسجِّل: «المُلک سياسة» لم يکن يقصد أنّ التوسّل بأيّ وسيلة هو أمر مباح لبلوغ السلطة أو الحفاظ عليها، بل علي العکس تماماً؛ إذ لا يجوز استعمال الأداة السياسيّة غير الشرعيّة في المدرسة العلويّة، حتي لو کلّف ذلک فقدان السلطة نفسها.

السياسة في المدرسة العلويّة: هي معرفة الأدوات السياسيّة المشروعة، وتوظيفها لإدارة المجتمع، وتأمين الرفاه المادّي والمعنوي للناس. بل أساساً لا تستحق السياسات غير الشرعيّة لقب «السياسة» في النهج العلوي ولا يطلق عليها هذا الوصف؛ إنّما هي المکر والخدعة والنکراء والشيطنة.[1] .

[صفحه 14]

في النهج العلوي لا تحتاج عمليّة إدارة النظام والحفاظ علي السلطة إلي أدوات سياسيّة غير مشروعة، بل يمکن حُکم القلوب من خلال توظيف السياسات الصحيحة والشرعيّة فقط، وسوق المجتمع صوب التکامل المادّي والمعنوي.

ربّما تکون السياسات غير الشرعيّة مفيدة مؤقتّاً لتحکيم هيمنة السياسييّن الرسمييّن، بيدَ أنّها لا يمکن أن تدوم، وهي تحمل إلي الناس أضراراً ماحقة.



صفحه 14.





  1. يقول الإمام الصادق عليه السلام في وصف دهاء معاوية السياسي: «تلک النکراء! تلک الشيطنة! وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل» (الکافي: 3:11:1).