حفظ وحدة المجتمع واُلفته
[صفحه 37] عامل في سقوط الدول وزوالها. لذلک کان يقول: «ليس رجل أحرص علي جماعة اُمّة محمّد واُلفتها منّي». وحيثما کان الأمر ذا صلةٍ بشخصه کان يُغضي ويُضحّي من أجل أن لا تبتلي الاُمّة الإسلاميّة بالفرقة؛ لأنّه عليه السلام کان يؤمن أنّ اختلاف الاُمّة يستتبع انتصار أهل الباطل. لقد بلغ من حرص الإمام علي وحدة کلمة الاُمّة الإسلاميّة وعنايته بهذا الموضوع حدّاً أمر فيه الجهاز القضائي التابع لحکومته أن يمتنع عن العمل بالقوانين الإسلاميّة الأصيلة إذا کان في ذلک ما يُثير الاختلاف، کما سيأتي توضيح ذلک أثناء الحديث عن مرتکزات السياسة القضائيّة.
يعتقد الإمام عليّ عليه السلام أنّ الاتّحاد يضمن بقاء الدول وديمومتها، وأنّ الفرقة
صفحه 37.