تنمية الحرّيات المشروعة والبنّاءة











تنمية الحرّيات المشروعة والبنّاءة



تأتي الحرّية خطوة اُولي في سبيل تحقيق العدالة واحترام حقوق الاُمّة، بيدَ أنّ المراد منها هو الحريّة البنّاءة لا الهدّامة، حريّة الانعتاق من أسار القيود الداخليّة (الذاتيّة) والأغلال الخارجيّة. هذه الحرّية هي نفسها التي دعا القرآن إليها الناس، في قوله سبحانه: «وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَْغْلَلَ الَّتِي کَانَتْ عَلَيْهِمْ». وهي ذاتها التي عناها الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام، وعدّها بمنزلة فلسفة بعثة النبيّ صلي الله عليه و آله، وهو يقول: «إنّ اللَّه بعث محمّداً ليُخرج عباده من عبادة عبادهِ إلي عبادته... ومن ولاية عباده إلي ولايته».

في المنهج العلوي الناس أحرار بأجمعهم ولا يسوغ أن يکونوا عبيد غيرهم، وأنّ ما يجرّ الإنسان إلي نير العبوديّة، ويدفع الأنظمة إلي التجبّر والتسلّط والطغيان، هي الأغلال الداخليّة والعبوديّة الباطنيّة. فإذا ما أراد المجتمع الإنساني أن يرتقي ذري الحرّية، ويبلغ الاستقلال الحقيقي، فيتحتّم عليه في البدء أن يُحکم الارتباط باللَّه، ويقوم بشروط العبوديّة للَّه بحسب تعبير الإمام أميرالمؤمنين.

إنّ شروط العبوديّة للَّه هي في الحقيقة قوانين الحرّية الواقعيّة للناس، وإذا لم تذعن الإنسانيّة إلي هذه الشروط، فستغدو حرّيتها واستقلالها الخارجي حالة مؤقّتة؛ وهي عائدة إلي العبوديّة حتماً.

[صفحه 35]



صفحه 35.