التقشّف في المال العامّ والاحتياط في صرفه











التقشّف في المال العامّ والاحتياط في صرفه



کان نهج الإمام في صرف المال العام يشدّ إليه الأنظار ويوحي بالدروس والعبر. فلکي يدفع ولاته والعاملين معه إلي أقصي نهايات التقشّف وصيانة الأموال العامة، عمّم الإمام أمراً إدارياً حثَّ فيه هؤلاء أن لا ينسوا هذا المبدأ في الکتابة إليه، وراح يقول: «أدقّوا أقلامکم، وقاربوا بين سطورکم، واحذفوا عنّي

[صفحه 32]

فضولکم، وأقصدوا قصد المعاني، وإيّاکم والإکثار؛ فإنّ أموال المسلمين لا تحتمل أضراراً».

أمّا حرص الإمام نفسه وسلوکه الشخصي في التصرّف ببيت المال، فهو أمر يبعث علي الدهشة! فالإمام لم يکن علي استعداد لأن يستفيد من نور سراج تابع لبيت المال في جواب من راجعه ليلاً في أمر شخصي! فعندما کان الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام مشغولاً بکتابة ما يتعلّق بکيفيّة تقسيم بيت المال، ودخل عليه طلحة والزبير في أمرٍ شخصي، عمد إلي السراج الذي کان يستهلک وقوده من الثروات العامّة فأطفأه، وأمر من يأتي إليه بسراجٍ آخر من بيته!



صفحه 32.